ثلاث تحديات تواجه المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالأسواق الناشئة
صعوبة الحصول على التمويلات، والافتقار إلى الخبرة المتخصصة، والعراقيل أمام التجارة العالمية، هذه هي الثلاث تحديات الرئيسية التي تواجهها المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالأسواق الناشئة، وفقا لما كتبه طارق سلطان، الرئيس التنفيذي لشركة أجيليتي، في مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز. وقال سلطان: "تواجه المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالأسواق الناشئة واقعا قاسيا بشكل خاص، فإمكانات النمو لمعظم تلك المشروعات محدودة ودورات حياتها قصيرة. إلا أن تلك المشروعات، إذا ما حصلت على الدعم المناسب، يكون لديها إمكانات هائلة، ليس فقط من أجل تطويرها ولكن أيضا للجهات القائمة على مساندتها".
الفجوة التمويلية: ظهر حجم المشكلة التمويلية التي تواجهها المشروعات الصغيرة والمتوسطة جليا في الدراسة التي أجراها البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية عام 2017 وشملت 128 من الاقتصادات النامية. وكشفت تلك الدراسة عن وجود فجوة تمويلية بقيمة 5.2 تريليون دولار للمشروعات الصغيرة والمتوسطة. وكان هناك طلب على تمويلات تقدر بقيمة 8.9 تريليون دولار بين الأعمال التجارية بالقطاع الرسمي (بالإضافة إلى الطلب على تمويلات بقيمة 2.9 تريليون دولار من القطاع غير الرسمي)، ولم يتم توفير سوى 3.7 تريليون دولار منها. وقال سلطان إنه يمكن من خلال التكنولوجيا معالجة هذا الخلل، لا سيما وأنه قد أصبح من السهل بكثير من أي وقت مضى للجهات المقرضة أن تقيم المخاطر الخاصة بالمقترضين المحتملين كما أن الأعمال التجارية أصبحت أكثر قدرة على تعقب وتحسين جدارتها الائتمانية.
المعرفة: تتيح وسائل التواصل الحديثة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة إمكانية الوصول بشكل غير مكلف إلى المعرفة المتخصصة، مما يساعدها في التغلب على القيود السعرية التي تتواجد مع الحصول على مشورة الخبراء في فترة ما قبل العصر الرقمي.
التجارة العالمية: تعاني المشروعات المتوسطة والصغيرة على نحو غير متناسب من وجود عوائق تجارية غير متعلقة بالرسوم والتعريفات الجمركية جراء حقيقة أن اتفاقات التجارة العالمية تميل إلى التغاضي عن مصالح الأعمال التجارية الصغيرة. ولأن سلطة إزالة هذه العوائق البيروقراطية تقع في أيدي حكومات البلاد فقط، فقد دعا سلطان الشركات الكبيرة إلى البدء في وضع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الاعتبار عند عقد مفاوضات تجارية.