لماذا يمثل منحنى العائد المقلوب بالولايات المتحدة نذير شؤم للأسواق الناشئة؟
قد يشكل منحنى العائد المقلوب بالولايات المتحدة خطرا على الأسواق الناشئة، حسبما يقول شولي رين في مقاله ببلومبرج. ويأتي ذلك بعد أن انقلب الفارق بين عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل ثلاثة أشهر وأجل 10 سنوات ليصبح سالبا يوم الجمعة الماضي، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من 10 سنوات، وهو الأمر الذي سبق موجات الركود السبع الكبرى في تاريخ الولايات المتحدة.
ولعلك تسأل ما هو بالضبط منحنى العائد المقلوب؟ منحنى العائد هو رسم بياني يوضح الفوارق بين سعر العائد على السندات بآجالها المختلفة. ويظهر المنحنى التقليدي أسعار العائد المنخفضة متصلة بالسندات ذات الآجال القصيرة، ويرتفع العائد كلما زاد أجل استحقاق السندات. وذلك لأن السندات قصيرة الأجل عموما تنطوي على مخاطرة أقل، في حين تكون السندات ذات الآجال الأطول أكثر عرضة لتغيرات أسعار الفائدة، واحتمالات التخلف عن السداد والتباطؤ الاقتصادي. ولكن عندما ينقلب هذا المنحنى فيعني ذلك انقلاب تلك العلاقات المنطقية بين العائد على السند وأجل سداده، فيصبح العائد على السندات قصيرة الأجل أعلى من العائد على تلك ذات الأجل الأطول. وهذا هو الوضع بالفعل في سندات الخزانة بالولايات المتحدة، حيث ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل ثلاثة أشهر إلى 2.46% يوم الاثنين، ليتجاوز العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات والذي بلغ 2.42%.
وكيف سيؤثر ذلك على الأسواق الناشئة؟ هناك مدرسة من التفكير ترى أن هذا قد يكون أمرا إيجابيا للأسواق الناشئة. على اعتبار أن زيادة فرص حدوث ركود في الولايات المتحدة ستدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي كي يخفض أسعار الفائدة وهو الأمر الذي قد يحث المستثمرون على إعادة توجيه أموالهم من أمريكا إلى الأسواق الناشئة التي تقدم عوائد أعلى. وفي آخر مرة انقلبت فيها منحنيات العوائد بالولايات المتحدة في عام 2006، لم تتأثر سلبا سندات الأسواق الناشئة ذات العائد المرتفع، أو على الأقل في البداية. ولكن على الجانب الآخر، فإن خطر حدوث ركود بالولايات المتحدة مدفوعا بصورة غير مباشرة بالمشكلات الاقتصادية الصينية وإجراءات تحفيز الاقتصاد العنيفة، هو خطر حقيقي. ويقول رين في مقاله إن "في المرة الأخيرة التي حدث فيها ذلك، عمت السعادة في أسواق الدين بالأسواق الناشئة لبضعة أشهر، إلى أن توقفت الموسيقى ذات يوم، وانتهى الحفل بالدموع".