جني الأموال دون إحراز البطولات: تعريف النجاح في لعبة كرة القدم
أرباح طائلة بلا بطولات .. ما هو تعريف النجاح في كرة القدم؟ لا يمكن وصف أداء نادي مانشستر يونايتد في مرحلة ما بعد عام 2013 بأنه ناجح بأي شكل من الأشكال، فرحيل المدير الأسطوري السير أليكس فيرجسون تسبب في خلق فراغ بالنادي، ولم يتمكن أي من المديرين الذين جاءوا من بعده أن يملأوا هذا الفراغ. أما بالنسبة للنادي الأكثر نجاحا في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، فقد توقف عن تحقيق البطولات، وتلاشت آماله في تحقيق الألقاب وتبدلت نظرات الغيرة التي كانت لدى مشجعي الأندية المنافسة بالضحكات. ومع ذلك، لا يزال نادي مانشستر يونايتد قادرا على الصمود كواحد من أكبر ثلاثة أندية في العالم إلى جانب ريال مدريد وبرشلونة. وفي عام 2018 كان لدى النادي ثالث أكبر قاعدة مشجعين على الإنترنت، وخلال موسم 2018/2017، كان مانشستر يونايتد النادي الأكثر ربحية في العالم. ومع وصول القيمة السوقية لأسهم النادي إلى حوالي 4.12 مليار دولار، فإن مانشستر يونايتد يعتبر ثاني أكبر فريق رياضي في العالم من حيث القيمة، بعد فريق دالاس كاوبويز في دوري كرة القدم الأميركية. إلا أن صحيفة فايننشال تايمز ترى أنه إذا تواصل أداء النادي الضعيف فقد لا يستطيع مواصلة نجاحه المالي.
إيرادات قياسية: برغم الصعوبات التي يواجهها النادي على أرض الملعب، فقد استمرت أرباح مانشستر يونايتد في تحطيم الأرقام القياسية للأندية مع كل موسم. ويرجع هذا بشكل جزئي إلى الصفقة الخاصة بحقوق البث التلفزيوني بقيمة 5.14 مليار جنيه إسترليني والمبرمة عام 2016، وهي التي زادت من أرصدة جميع الفرق العشرين بالدوري الممتاز على حد سواء. والأكثر من هذا أيضا، هو أن نائب رئيس النادي التنفيذي إد وودوارد يفكر كرجل أعمال أولا ورئيسا لكرة القدم ثانيا. وخلال الستة مواسم تقريبا التي كان وودوارد في منصبه، قفزت الإيرادات التجارية الخاصة بالنادي قفزة كبيرة. وحصل النادي على 750 مليون جنيه إسترليني من صفقة أديداس لمدة 10 سنوات في عام 2015، في حين وافقت شركة شيفروليه على دفع 550 مليون دولار على مدى سبع سنوات لتصبح الراعي الرئيسي لقمصان اللاعبين. لذا فإنه يمكن القول بأنه وفي القرن الواحد والعشرين، ليس من المتعين على فرق كرة القدم أن تكون ناجحة رياضيا من أجل أن تصبح ناجحة ماليا. وقال وودوارد للمحللين العام الماضي: "إن الأداء أثناء اللعب ليس له تأثير حقيقي على ما يمكننا القيام به على الجانب التجاري من العمل".
المال وحده يكفي؟ سيتعين على النادي أن يتحرك إذا لم تبدأ نتائج مباريات في التحسن، إذ أن الإخفاق في الوصول إلى دوري أبطال أوروبا لموسمين متتاليين من شأنه أن يفعل بندا في عقد أديداس، والذي ينص على خسارة النادي لمبلغ 21 مليون جنيه إسترليني عن كل عام يقضيه خارج المنافسات. وبالرغم من متانة العلامة التجارية لنادي مانشستر يونايتد، إلا أن محللي دويتشه بنك يرون أنها قد تتضرر إذا لم يظهر الفريق بانتظام في المنافسات الرئيسية. إلى جانب ذلك، وحتى إن كان النجاح المالي منفصلا بالفعل عن الأداء في الملاعب، فإن مشجعي كرة القدم يجب أن يطرحوا السؤال التالي: هل المال فعلا يكفي؟ وقال كليف باتي، المدير المالي للنادي، في تصريح لجريدة فايننشال تايمز، "نحن بحاجة إلى الفوز… نحن لسنا بحاجة للفوز لمجرد النجاح [تجاريا] ، نحن بحاجة إلى الفوز لأنه في نهاية المطاف سبب وجودنا".