الولايات المتحدة تضمن ودائع بنك سيليكون فالي.. وتمنح قروض طارئة لتجنب انهيار بنوك أخرى
تحركت السلطات الأمريكية لضمان جميع الودائع المحتجزة لدى بنك سيليكون فالي المنهار، ضمن إجراءات طارئة تهدف إلى منع انهيار بنوك أخرى وحدوث أزمة أوسع في القطاع المصرفي. وإليكم ما يحدث الآن:
# 1- سيتمكن المودعون من استرداد جميع أموالهم بدءا من يوم الاثنين، حسبما أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، ومجلس الاحتياطي الفيدرالي، والمؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع، في بيان مشترك الليلة الماضية. وعادة يتم تأمين أول 250 ألف دولار فقط بموجب قانون الولايات المتحدة، فيما تقول السلطات إنها ستعيد جميع الودائع المحتفظ بها لدى البنك.
# 2- يقدم الاحتياطي الفيدرالي قروض طارئة للبنوك الأمريكية "للمساعدة في التأكد من أنها لديها القدرة على تلبية احتياجات جميع المودعين"، حسبما أعلن الاحتياطي الفيدرالي الليلة الماضية. وسيشمل هذا قروضا تصل إلى عام واحد للبنوك التي لديها سندات خزانة أمريكية وسندات الرهن العقاري والأصول المؤهلة الأخرى.
وفشل بنك آخر: أصبح بنك سيجنتشر ومقره نيويورك أمس ثالث أكبر بنك أمريكي يفلس بعد أن أغلقت الجهات التنظيمية البنك بسبب "مخاطر نظامية". وجاء هذا بعد يومين فقط من انهيار بنك سيليكون فالي، مما أثار مخاوف لدى صانعي السياسة من أن النظام المصرفي الأمريكي يمكن أن يغرق بسرعة في الأزمة. وستضمن الحكومة ودائع عملاء بنك سيجنتشر – أحد البنوك الرئيسية لصناعة العملات المشفرة – وفقا للبيان.
وأعلن عن غلق بنك سيليكون فالي من قبل الجهات التنظيمية الأمريكية يوم الجمعة، ليصبح ثاني أكبر فشل مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة، بعد موجة سحب الودائع استمرت يومين. وكان البنك من أكثر البنوك شعبية بالنسبة للشركات الناشئة، مما جعل الشركات في جميع أنحاء العالم غير قادرة على الوصول إلى ودائعها.
هناك العديد من الشركات الناشئة المصرية التي تأثرت بإفلاس بنك سيليكون فالي: هناك قائمة يجري تداولها بين اللاعبين المحليين تتضمن أسماء 46 شركة ناشئة مصرية واثنتين من شركات رأس المال المغامر (إحداهما عالمية) لديها تعاملات مع بنك سيليكون فالي، حسبما أخبرنا مصدر في القطاع الأسبوع الماضي. وفي تصريحات لإنتربرايز، قال علي الشلقاني، الشريك الإداري في أكاسيا فينتشرز، نهاية الأسبوع الماضي أن 20-30% من 10 شركات في محفظة أكاسيا لديها تعاملات مع بنك سيليكون فالي، في حين تأثرت ثلاث من شركات المحافظ التابعة للذراع الاستثماري للمجموعة المالية هيرميس، إي إف جي إي في للتكنولوجيا المالية بانهيار بنك سيليكون فالي، حسبما قال وليد حسونة، الرئيس التنفيذي لشركة فاليو، لجريدة البورصة أمس، دون الكشف عن أي أسماء.
القطاع المصرفي المصري في منأى عن الأزمة. أكد البنك المركزي (بي دي اف) أن القطاع المصرفي المصري لم يتأثر بانهيار بنك سيليكون فالي، مضيفا أن البنوك المحلية لم تقم بأي استثمارات أو ودائع أو أي معاملة مالية في البنك.
يبدو أنه لا أحد يريد بنك سيليكون فالي: فقد دعت الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة البنك الكندي "أر بي سي" والبنك الأمريكي "بي إن سي" لشراء البنك لكن كلاهما قرر عدم تقديم عروض، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز نقلا عن مصادر مطلعة، والتي قالت إنه لم يكن هناك اهتمام أيضا من أي من البنوك الخمسة الكبرى في البلاد – بما في ذلك جيه بي مورجان وبنك أوف أمريكا.
الأسواق أصبحت أكثر ارتياحا – ارتفعت الأصول الخطرة في أعقاب الإعلان، حيث ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بنحو 2%، فيما قفزت بتكوين 10%. كما قفزت كل من أذون الخزانة الأمريكية والذهب. وجاءت ردة فعل متباينة في الأسواق الآسيوية هذا الصباح، حيث تراجعت الأسهم في اليابان بأكثر من 1.5%، فيما استقر مؤشر كوسبي، وارتفعت الأسهم في الصين.
أما على الجانب الإيجابي، تراجعت بشكل كبير احتمالات رفع الفيدرالي لسعر الفائدة بشكل أكثر عدوانية في الأسبوع المقبل: من المرجح أن تتسبب المخاوف بشأن تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على القطاع المصرفي في أن يقرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي توخي الحذر عندما يعقد اجتماع سياسته النقدية الأسبوع المقبل ويرفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أخرى. وكانت السوق قبل أسبوع تحتسب ارتفاعا أكبر بمقدار 50 نقطة أساس، لكن المستثمرين يعتقدون الآن أن حالة الفزع الحالية في القطاع المصرفي، جنبا إلى جنب مع تراجع نمو الأجور في فبراير، سوف يدفع صانعي السياسة إلى المضي قدما في زيادة أقل لأسعار الفائدة، وفقا لصحيفة فايننشيل تايمز.