روتيني الصباحي: سليم شانكايا، الرئيس التنفيذي لشركة "جيد تكستايل"
سليم شانكايا، الرئيس التنفيذي لشركة "جيد تكستايل": روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع سليم شانكايا (لينكد إن) المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "جيد تكستايل". وإليكم مقتطفات محررة من الحوار:
اسمي سليم شانكايا، وأشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة "جيد تكستايل". أنا من تركيا، ودرست في إحدى المدارس الأمريكية في إسطنبول قبل أن التحق بجامعة بوكوني في إيطاليا حيث عشت لمدة خمس سنوات. أسست شركة في ميلانو مع اثنين من أصدقائي بعد التخرج، إذ أنشأنا نظام مدفوعات جديدا يمكن من خلاله دفع فواتير الهاتف وفواتير الخدمات الأساسية الأخرى عبر أجهزة نقاط الدفع الإلكتروني بدلا من زيارة مكتب البريد. كان ذلك أول مشروع لي. وقمت بعد ذلك ببيع حصتي في الشركة وعدت إلى تركيا للانضمام إلى شركتنا العائلية.
ننتج الملابس الرياضية لأبرز العلامات التجارية الرائدة عالميا، مثل "نايكي" و"أندر آرمور"، والعلامات التجارية المتميزة مثل "لاكوست" و"تومي هيلفجر". أطلق والدي عمليات الشركة في مصر في عام 2008، وأرى أن هناك إمكانات نمو كبيرة لشركتنا في مصر، لذلك قررت المجيء إلى هنا وقيادة عمليات الشركة بنفسي. توسعت القدرة الإنتاجية للشركة في مصر بنحو ستة أضعاف خلال الثمانية أعوام الماضية بفضل الفريق القوي الذي يعمل في الشركة هنا.
من مصر إلى العالم: نصدر منتجاتنا من مصر إلى عدة دول، وهو ما نعتبره شعار شركتنا. لدينا قصة نجاح رائعة هنا، ونأمل في استمرارها ونموها إلى أبعد من ذلك. أنتمي إلى الجيل الثالث في شركتنا العائلية، وأشغل أيضا منصب الرئيس التنفيذي المساعد للشركة الأم "يشيم تكستايل".
بنى جدي هذه الشركة بعدما انتقل من الحدود اليونانية إلى مدينة بورصة التركية في عام 1958، التي هي مسقط رأسي. بدأ العمل في متجر قماس في "جراند بازار"، ثم أنشأ متجره الخاص به ببطء، ثم اتجه إلى الإنتاج. بدأ بإنتاج الأقمشة والمنسوجات المنزلية. وبعد ذلك أصبحنا علامة تجارية أكبر وبدأنا في التصدير. لكن والدي، المنتمي بطبيعة الحال إلى الجيل الثاني من الشركة العائلية، هو من نقل الشركة من المنسوجات إلى الملابس.
بدأ والدي رحلة صناعة الملابس بصنع قمصان البولو، ثم انتقل إلى مجموعة واسعة من المنتجات، وكانت تركيا تزدهر في مجال المنسوجات في ذلك الوقت، وازدهرت أعمالنا معها. وبعد ذلك رأينا فرصة للتصدير إلى السوق الأمريكية عبر مصر، حيث القوة العاملة الكبيرة.
تتقاطع مسؤولياتي مع جميع الأقسام في الشركة. أتولى الكثير من المسؤوليات من التصنيع، مرورا بالمبيعات والتسويق والإدارة المالية، إلى الخطة الاستراتيجية الخمسية للشركة. تعد جيد تكستايل حاليا أكبر مصدر للملابس الجاهزة في مصر.
أعتبر نفسي شخصا صباحيا بالتأكيد. أستيقظ مبكرا مهما كان الوقت الذي ذهبت فيه النوم في اليوم السابق. أتمرن خمسة أيام في الأسبوع، وأحب أن ابدأ يومي بالتمارين الرياضية، ويعتمد نوع التمارين على مكان تواجدي، إذ أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية في حال تواجدي في مصر، بينما أخرج للجري إن كنت متواجدا في تركيا. وفي الصيف ابدأ يومي بالسباحة. أحب لعب التنس أيضا.
بعد ذلك أكتب ثلاثة مهام أريد إنجازها خلال اليوم. تعلمت هذه الممارسة في إحدى التدريبات التي أجريتها مع نايكي. تمكنني كتابة المهام الثلاثة من التركيز على أهداف خلال اليوم والالتزام بها. قد يكون ذلك مهمة عمل، أو شعور تريد أن تختبره اليوم، وقد تكون رسالة تريد إرسالها إلى شخص معين. يمكن أن يكون أي شيء تريده من ذلك اليوم، أو شئ تنجزه، أو شئ تمنحه للعالم.
أتناول الفطور حتى إن لم يكن لدي الوقت الكافي. يجب أن أتناول قهوة أو بسكويت صغير قبل أن أبدأ يومي. أحاول في الفترة الأخيرة كذلك أن ابدأ يومي بالمهمة الأكثر صعوبة. ربما لهذا تأتي التمارين الرياضية في الصباح (يضحك).
عادة ما أذهب إلى مكتبي بين الساعة الثامنة والنصف إلى التاسعة صباحا، وأتفقد جدول أعمالي. استهدف عقد أربعة اجتماعات على الأكثر في اليوم، حتى أتمكن من تخصيص بعض الوقت لنفسي لإكمال الأهداف والمهام الشخصية، وهو أمر صعب مع الإيقاع السريع لليوم، وسط توقعات العملاء، والمفاجآت، وظروف الاقتصاد الكلي، وبشكل خاص بعد الجائحة.
في المساء، أحب قضاء الوقت مع عائلتي في المساء. وأحب قضاء الوقت مع أصدقائي خلال تواجدي في مصر، وأحيانا أقوم ببعض الزيارات للعملاء أو أتناول العشاء مع فريق العمل.
رسائل البريد الإلكتروني أحد الجوانب الثابتة في يوم عملي. وممارسة الرياضة جانب ثابت من حياتي الشخصية، والتواصل مع الأصدقاء والعائلة لتبادل الخبرات والأخبار جانب ثابت من حياتي الاجتماعية كذلك.
أكتب مهامي اليومية حتى أحافظ على تركيزي، ويكون لدي بعض التوازن في وقتي. ويساعدني ذلك على التركيز على أهدافي.
أهم شيء هو أن لا يكون تفكيرك مشغولا بأشياء كثيرة وأن تركز على تفريغ ما بداخلك من طاقة. أحيانا أفعل ذلك من خلال الرياضة، وأحيانا من خلال التواصل الاجتماعي، في بعض الأحيان الأخرى، قم بذلك من خلال أن تكون شخصا مباشرا وواضحا. فقط تخلص من تلك الطاقة نظامك وكن صادقا؛ سيساعدك ذلك على الاستمرار في التركيز.
عائلتي عائلة سعيدة للغاية وأنا شخص عائلي. تأتي عائلتي أولا، رغم أني أحب قضاء الوقت مع أصدقائي. وأتمنى أن يكون لدي عائلتي الصغيرة قريبا.
أحب تناول كل أنواع الطعام الجيد، من أكل الشارع إلى الأكل البيتى. الكشري هو أحد الوجبات المفضلة لدي على الإطلاق. أحب المطبخ التركي، ولكن الكشري هو الأكلة المفضلة لدي في المطبخ المصري.
أحب القراءة قبل النوم. تساعدني القراءة على الاسترخاء قبل النوم، في الصيف، أحب أن أكون في الخارج في الطبيعة. أحب أن أكون في الصحراء أو بجوار البحر، في الهواء الطلق.
أحد الكتب المفضلة لدي في السنوات الأخير كان كتاب Shoe Dog، وهي مذكرات الشريك المؤسس لشركة نايكي "فيل نايت". قد أكون استمتعت به بشكل خاص بسبب عملي في الشركة. يتحدث عن رحلة نايكي، وجميع التحديات التي واجهها وكيف يمكن للحياة أن توفر لك فرصا في شكل تحديات.
استمتعت أيضا بقراءة كتاب Kaizen. يتحدث الكتاب حول تطوير الذات كل يوم، خطوة واحدة في كل مرة، وكيف يجب أن يكون لديك دائما هدف كبير في الحياة. أقرأ حاليا كتاب The Four Agreements، وهو كتاب رائع أيضا.
أبي وجدي هما مثلي الأعلى في الحياة. اعتادوا القول دائما أن "السمعة هي كل شيء في الحياة". لذا كن صريحا في جميع الأوقات، في الحياة العملية والاجتماعية، وكن لطيفا مع الجميع. قدم لي جدي نصيحة أخرى لن أنساها أبدا. كان يقول أن اليد التي تعطي هي اليد التي تأخذ. لذلك عليك تعطي دائما. الحياة لا تتعلق بالأشياء المادية، إنها تتعلق بالمشاعر ومشاركتها مع الناس.