المتاحف: تاريخ الإنسانية أم مؤسسات استعمارية؟
???? على ضوء الأباجورة –
المتاحف: ماض جدلي، حاضر متحيز، مستقبل غامض: تعرضت فكرة المتاحف للهجوم مؤخرا بسبب تحيز كثير منها إلى الإمبريالية والاستعمارية، ورفضها إعادة القطع الأثرية إلى مواطنها الأصلية. وفي كتابه الجديد The Museum of Other People، يلقي الأستاذ الزائر بقسم الأنثروبولوجيا في كلية لندن للاقتصاد آدم كوبر نظرة على المتاحف خلال فترة ازدهارها في العالم الغربي خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حين كان الاستعمار ينشب أظفاره في كل أنحاء أفريقيا وأوقيانوسيا. في ذلك الوقت كان هدف المتاحف عرض المقتنيات "البدائية" من المستعمرات، فقط للإشارة إلى سمو الحضارة الغربية ورفعتها وتقدمها. يتتبع الكاتب انتشار "متاحف المغايرين" كما يصفها من كوبنهاجن إلى واشنطن، لكنه يوضح أن المناخ العام المختلف جذريا اليوم يجعل هذا الاتجاه على شفا الانقراض. بدأت شعبية المتاحف في التراجع عقب الحرب العالمية الثانية، وهي المرحلة التي شهدت سقوط الاستعمار وقيام جمهوريات وممالك مستقلة في أنحاء العالم. كما تثار علامات الاستفهام في عصرنا الحالي بخصوص استيلاء المتاحف على الموروث الثقافي للدول، إلى جوار أسئلة أخرى بشأن جدوى مثل هذه المؤسسات. الكتاب يقدم أيضا بعض التغييرات التي تحتاج المتاحف إلى تنفيذها من أجل التكيف والبقاء في عالم متغير.