مزيد من تسريح العمالة لدى عمالقة التكنولوجيا + فوكسكون تفقد احتكار إنتاج الأيفون
عاصفة تسريح العمالة في قطاع التكنولوجيا لم تنته بعد: قررت شركة البرمجيات العملاقة سيلز فورس المدرجة في بورصة نيويورك سيلز فورس تخفيض قوتها العاملة البالغة 79 ألف موظف بنسبة 10%، مما يجعلها أحدث شركة تكنولوجيا تقلص نفقاتها مع استمرار حالة عدم اليقين إزاء الاقتصاد العالمي، وفق ما نقلته سي إن إن عن خطاب مرسل إلى الموظفين. حذت منصة مشاركة الفيديو فيميو حذو سيلز فورس في اليوم نفسه وأعلنت خططها بخفض 11% من موظفيها، بحسب سي إن إن. قفز الطلب على شركات التكنولوجيا وجاء مدفوعا باتجاه العمل من المنزل الذي سببته الجائحة قبل أن يتراجع ويجبر هذه الشركات على "التكيف بسرعة مع انخفاض الطلب"، وفق ما نقلته سي إن إن عن أحد المحللين. أعلنت كل من أمازون وميتا وتويتر عن تخفيضات في العمالة العام الماضي. وغطت سي إن بي سي وإنسايدر أيضا القصة.
لكن يبدو أن أمازون في طريقها إلى تخفيض حاد آخر في الوظائف: يخطط عملاق التجارة الإلكترونية أمازون لتسريح أكثر من 18 ألف موظف – 6% من القوة العاملة للشركة البالغة 300 ألف موظف – لخفض النفقات، حسبما قال الرئيس التنفيذي للشركة أندي جاسي في مذكرة للموظفين أمس نشرت بعد ذلك في منشور على موقع الشركة. سيتأثر قسما التجارة الإلكترونية والموارد البشرية سلبا أكثر من غيرهما جراء التسريحات التي سيُعلن في 18 يناير، وفق فايننشال تايمز.
وتشير تقديرات موقع Layoffs.fyi، الذي يتتبع تخفيضات العمالة في شركات التكنولوجيا، إلى أن تسريحات العمالة في قطاع التكنولوجيا بلغت أكثر من 150 ألف شخص في عام 2022، وهو رقم لا يشير إلى أي تباطؤ محتمل في معدلات التسريح، وفق رويترز.
هل ينكسر احتكار فوكسكون لتصنيع أجهزة الأيفون؟ تستعد شركة أبل لتعهيد إنتاج أجهزة أيفون 14 برو ماكس إلى شركة لوكسشير بريسيشن الصينية، وهي المنافس المباشر لشركتي فوكسكون وبيجاترون، حسبما نقلت فايننشال تايمز عن مصادر مطلعة. وكانت لوكسشير قد بدأت بالفعل إنتاج بعض المكونات الصغيرة لأجهزة أيفون 14 برو ماكس في مصنعها بشنغهاي، في ظل تطلع أبل إلى تعويض تباطؤ الإنتاج في مصنع فوكسكون بتايوان منذ نوفمبر من العام الماضي.
في سعيها لتنويع مصادر الإنتاج، ضخت أبل استثمارات كبرى لإدارة سلسلة التوريد الخاصة بشركة لوكسشير. ونجحت لوكسشير في تسليم طلبات وصلتها في اللحظة الأخيرة لإنتاج كميات ضخمة من أجهزة برو في غضون بضعة أشهر فقط، وفق ما ذكره أحد المحللين. وتعد أبل أكبر شريك تجاري لشركة لوكسشير الآن، وقد دفع التعاون بينهما إيرادات الأخيرة إلى 24 مليار دولار في عام 2021، مقابل ملياري دولار فقط في 2016.
فوكسكون تحاول توسيع خطوط الإنتاج والتجميع في أسواق أخرى مثل الهند وفيتنام والولايات المتحدة، في أعقاب الاضطرابات التي شهدها مصنعها في مدينة تشنجتشو الصينية. وتواجه الشركة تحديات أخرى متزامنة على رأسها توقف العمل بسبب اشتباكات العمال مع السلطات وتجدد الإغلاق بعد تفشي "كوفيد-19" في المدينة، مما أدى إلى نقص في المعروض من أجهزة أيفون واحتمال توقف نمو أرباح أبل المستمر منذ 14 ربعا. ورغم هذا، تمكنت فوكسكون من تحقيق 90% من أهدافها الأولية في ديسمبر، وفق التقرير.