هشام غراب، المؤسس المشارك والشريك الإداري لشركة ستايل ديزاين: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع هشام غراب، المؤسس المشارك والشريك الإداري لشركة ستايل ديزاين. وإليكم مقتطفات محررة من الحوار:

اسمي هشام غراب، متزوج ولدي ابنتان تبلغان 28 و25 عاما، ومحب للكلاب أيضا. بوجود نالا، كلبتنا الجولدن ريتريفر الصغيرة، يغيب الملل تماما عن الحياة في المنزل. على الصعيد المهني، أنا مهندس معماري والمؤسس المشارك والشريك الإداري لشركة الهندسة المعمارية والتصميمات متعددة التخصصات ستايل ديزاين.

تتخذ الشركة من القاهرة مقرا لها وتتخصص في مشروعات التصميم المتكامل. تشمل خدماتنا التصميم والتعاقدات وعقود التجزئة وخدمات الصيانة. تأسست الشركة في عام 1989 ولدينا حاليا 300 موظف، ونقدم خدماتنا لمجموعة متنوعة من المشروعات في السوقين المحلية والعالمية بدءا من العقارات السكنية والتجارية إلى المكاتب ومساحات العمل المشتركة ومجال الضيافة والأغذية والمشروبات والتعليم والحكومة والرعاية الصحية وغيرها.

بصفتي شريكا إداريا في ستايل ديزاين، لدي الكثير من المسؤوليات أهمها أن أكون موجودا من أجل الموظفين لدعمهم ومساعدتهم على التميز في العمل والنمو أكثر. إنهم من ندين لهم بنجاحنا. وتتوزع مهامي الأخرى بين مسؤوليات استراتيجية وتشغيلية.

بمجرد استيقاظي من النوم في الساعة 7 صباحا عادة، أتوجه إلى صالة الألعاب الرياضية لمدة ساعة، أو أجري دورة حول المضمار. وجود تدريبات رياضية في الروتين الصباحي يساعد على تنشيط اليوم، من خلال منحك المزيد من الطاقة وتقليل القلق وزيادة الإنتاجية. بعد ذلك أستحم، وأتناول قهوتي الصباحية ووجبة الإفطار، وأستعد ليوم العمل الحافل. وفي العادة تبدأ اجتماعاتي الصباحية من السيارة وأنا في طريقي للعمل.

ليس لدي ما يمكن تسميته يوم عمل "عادي"، فكل يوم مختلف عن سابقه وتاليه. بعض الأيام أكون في المكتب، وبعضها أعمل في الموقع، وهناك أيام أخرى أكون في إحدى صالات العرض أو أقابل بعض العملاء.

كمهندس معماري، من المهم جدا أن تخصص بعض الوقت لنفسك للتركيز وإعادة التنظيم. بالطبع أواجه صعوبة في تحقيق ذلك، نظرا لكثرة الاجتماعات والمواعيد التي يجب أن ألتزم بها طوال اليوم، لكني أجد وقتا للإبداع والتركيز على المحطات الاستراتيجية وإنجاز العمل.

بعد عودتي من العمل إلى المنزل، أتناول العشاء ثم آخذ قيلولة قصيرة في العادة، مما يساعدني على الشعور بالانتعاش والنشاط. وبعد ذلك أحب قضاء الوقت مع عائلتي وأصدقائي. أؤمن بأن إيجاد التوازن الصحي بين العمل والحياة مهم جدا لصحتك النفسية والجسدية. ورغم صعوبة تحقيق ذلك في بعض الأحيان، أحاول دوما قضاء الوقت في ممارسة الرياضة وبصحبة عائلتي. وأعطي أيضا أهمية كبيرة للنوم، وأحاول الحفاظ على إيقاع نوم منتظم لمدة 7 ساعات على الأقل كل ليلة، حتى يحصل جسمي على وقت كاف للتعافي وإعادة الشحن من أجل صباح اليوم التالي.

أريد أن أكون قدوة تشجع الأجيال الشابة على اكتشاف شغفهم بالهندسة المعمارية والتصميم. أريد كذلك أن أعمل على مزيد من المشاريع التي تسهم في الحفاظ على الأماكن التاريخية وتنشيطها. وقد وجدت شغفي في ترميم الأماكن التاريخية والحفاظ على التراث الثقافي المصري ضمن بعض مشروعاتنا الأخيرة، مثل مطعم خوفو ومركز الملك خوفو بمنطقة الأهرامات، وأيضا مركز التحرير الثقافي وكافيتريا الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إضافة إلى مشروع قنصلية لمساحات العمل المشتركة في وسط البلد.

أحب قراءة الكتب التي تتناول التطوير الشخصي والمهني للغاية، وأحد كتبي المفضلة في هذا المجال "ابدأ بـ لماذا" للكاتب الأمريكي سايمون سينيك، فهو يتحداك لإعادة تغيير سلوكياتك وأفعالك اليومية من خلال البحث باستمرار عن "السبب" خلف كل ما تفعله، سواء كنت تؤسس مشروعا أو تحدد أهدافك وغاياتك، أو حتى تبحث عن حياة أكثر رضا ومغزى. هناك كتب أخرى أوصي بقراءتها، مثل "قوة الآن" لإيكهارت تولي، وكذلك "العادات الذرية" لجيمس كلير، و"العادات السبع للناس الأكثر فعالية" لستيفن كوفي.

النجاح ليس عملية مريحة. عليك أن تتعلم وتتأقلم، وأن تكون مرتاحا لكونك غير مرتاح. إذا كنت تريد أن تكون ناجحا، فابدأ في ممارسة بعض الضغط على نفسك، فلا يوجد ما يتحقق في منطقة الراحة. يحدد الكاتب براين ستيسي ثلاثة أعداء للنجاح، أولهم الشعور بالارتياح لفعل ما تفعلوه وعدم الرغبة في التغيير. يجد نحو 80% من الناس أسبابا لعدم التغيير، حتى لو كان التغيير إيجابيا ومفيدا. ثاني أعداء النجاح هو ما يسمى "العجز المكتسب"، وذلك عندما يشعر الناس أنهم لا يستطيعون إنجاز شيء أو أن النتيجة السيئة أمر لا مفر منه. وأخيرا المسار الأقل مقاومة، وذلك حين يبحث الناس عن طريقة سهلة لتحقيق نتيجة، لكنك لن تحقق شيئا مفيدا بسهولة أبدا.