هل انفجرت فقاعة الإن إف تي أخيرا؟ + ميتا مصممة على تطوير الواقع المعزز
مبدعو الإن إف تي يعودون إلى الواقع: تمر سوق الرموز غير القابلة للاستبدال (إن إف تي) بظروف قاسية منذ أبريل الماضي، وسط عمليات بيع واسعة النطاق للعملات المشفرة، بالإضافة إلى انهيار بورصة إف تي إكس للعملات الرقمية، وفق فايننشال تايمز. مبيعات الرموز تراجعت بنسبة 87% منذ مارس الماضي إلى 17 مليار دولار فقط، مقارنة بـ 19 مليار دولار خلال الربع الأول من العام وحده. ونتيجة لهذا، بدأ أشهر صناع الرموز في توسيع علاماتهم التجارية خارج نطاق البلوك تشين، من خلال تحويل فنونهم والشخصيات المشهورة التي خلقوها إلى علامات تجارية، بهدف بيع سلع ومقتنيات حقيقية وتأسيس امتيازات ترفيهية كما فعلت ديزني. بعض هذه العلامات التجارية بدأت تجني ثمار تلك الخطوات بالفعل، مثل بادجي بينجوينز، التي قفز متوسط سعر بيع الإن إف تي الخاص بها بأكثر من ثلاثة أضعاف إلى نحو 5700 دولار في ديسمبر.
البعض يعتقدون أن الرموز غير القابلة للاستبدال صارت "غير قابلة للإنقاذ": ينقل التقرير عن أحد المحللين قوله إن "النموذج الأساسي للإن إف تي لم ينجح"، مشيرا إلى أنها "كانت فقاعة وانفجرت، ولن تتكرر مجددا". بينما يدعي آخرون أنه مع تراجع قيمة الرموز، فإن العلامات التجارية الحقيقية المبنية عليها ستفشل هي الأخرى، موضحا أن "تقييم الرموز كان في السابق مختلفا عن قيمتها الحقيقية، لذا لن يكون بإمكانهم أبدا أن يصبحوا علامة تجارية تشبه ديزني".
ميتا لا تزال مصممة على تطوير الواقع المعزز: رغم الخسائر التي تكبدها في الفترة الأخيرة، أنفق مشروع رياليتي لابز التابع لشركة ميتا ما يقرب من 10 مليارات دولار في العام الماضي (نحو نصف ميزانيته) على تطوير خدمات الواقع المعزز، طبقا لموقع ذا فيرج. تستهدف ميتا تطوير نظارات الواقع المعزز التي تعتبر ضرورية للميتافيرس، بحيث تكون أكثر نحافة وأخف وزنا وأعلى سرعة. في العام الماضي، أطلق المشروع نظاراته الشمسية "راي بان ستوريز" المجهزة بكاميرا لالتقاط الصور ورفعها مباشرة على إنستجرام، وبعدها أطلق نظارة "ميتا كويست برو" المصممة لمساعدة العاملين في الهندسة المعمارية والتصميم وغيرها من المجالات الإبداعية.
الواقع الافتراضي x الواقع المعزز: الواقع المعزز يعتمد على إضافة محتويات بواسطة الكمبيوتر إلى واقعنا الحقيقي، وذلك باستخدام الكاميرات ونظام التموضع العالمي (جي بي إس) للشعور بما يحيط بالمستخدم من موجودات وإضافة صورة ثلاثية الأبعاد مناسبة لهذا المحيط. يمكن استخدام الواقع المعزز على الهاتف الذكي، بينما تعد أشهر أجهزته المستقلة نظارات جوجل جلاس. أما الواقع الافتراضي فهو بيئة يبنيها الكمبيوتر بالكامل، وكل عناصرها غير حقيقية بالمرة، ويمكن للمستخدم التفاعل معها عبر جهاز ما، مثل نظارات ميتا كويست.
كل هذه الطموحات لا تقابلها أرباح: خسر المشروع أكثر من 9 مليارات دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن ترتفع الخسائر في العام المقبل، حسبما كشفت ميتا في بيان.
هل تغير الشركات الناشئة عاداتنا الغذائية؟ يشهد العالم صعودا متزايدا للشركات الناشئة في مجال صناعة اللحوم الاصطناعية ومصل اللبن في المعامل بالاستعانة بعلم الأحياء التركيبي، بهدف توفير بدائل غذائية لا تعتمد على الحيوانات، وهو ما يمكن أن يغير عاداتنا الغذائية بشكل جذري، حسبما ذكرت وول ستريت جورنال. تنتج هذه الشركات الناشئة اللحوم باستخدام خلايا مزروعة في أحواض أو خزانات كبيرة، ثم تبيعها بعد ذلك للمطاعم والمستهلكين.
عراقيل ثقافية: تضغط بعض الجماعات الناشطة ضد استخدام هذه البدائل الاصطناعية بحجة أن "الأكلات الطبيعية" القادمة مباشرة من مصادر طبيعية تكون صحية أكثر، كما تثير مخاوف بشأن أنواع المواد الكيميائية الداخلة في صناعة هذه الأطعمة. ورغم أن اعتماد النسبة الأكبر من سكان الأرض على هذه المنتجات الاصطناعية ربما يستغرق بعض الوقت، يشير التقرير إلى علامات تؤكد حدوث هذا عاجلا وليس آجلا. على سبيل المثال، وفي نوفمبر الماضي، منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية موافقتها لأول مرة لشركة أبسايد فوودز الناشئة على بيع لحوم الدجاج المزروعة في المعامل.