ماذا تريد الشركات الناشئة من COP27
مؤتمر المناخ من وجهة نظر الشركات الناشئة: تتجه أنظار العالم اليوم إلى شرم الشيخ مع انطلاق مؤتمر COP27، حيث ينتظر الجميع ليروا كيف ستتمكن الدول من تنحية خلافاتها وتحدياتها للتحرك نحو تنفيذ تعهداتها خلال مؤتمر العام السابق COP26 الذي استضافته جلاسجو. يهدف مؤتمر COP27 إلى تحويل التعهدات المتعلقة بالمناخ إلى أفعال، رغم التوترات الجيوسياسية التي يمكن أن تعرقل تلك الالتزامات. تحدثت إنتربرايز مع العديد من الشركات الناشئة ورواد الأعمال للتعرف على المؤتمر من منظورهم الخاص، وما الذي ينتظرون رؤيته في الحدث السنوي المعني بالمناخ، والمعايير التي ستجعل المؤتمر ناجحا، وما يأملون في تحقيقه من مشاركتهم في المؤتمر.
يجب أن تكون الأسواق الناشئة أولوية: يعتقد الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة التنقل الكهربائي شيفت إي في علي الطيب أن الأمر الأكثر أهمية هو الحصول على المزيد من رأس المال العالمي للاستثمار في الابتكارات المناخية في الأسواق الناشئة بدلا من الدول الأكثر تقدما. وأضاف الطيب في حديثه لإنتربرايز "ليس من المنطقي المبالغة في الاستثمار في تقليل الانبعاثات بتكلفة باهظة للغاية في النرويج على سبيل المثال. هناك ملايين الأطنان من ثاني أكسيد الكربون يمكن القضاء عليها في الأسواق الناشئة بتكلفة أقل كثيرا".
معايير الاستثمار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: تتطلع شركة أب-فيوز لإعادة تدوير البلاستيك لترى ما في جعبة المستثمرين الدوليين للشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقالت يارا ياسين المؤسسة المشاركة في أب-فيوز لإنتربرايز: "أريد معرفة المزيد عن الفرص التي يجلبونها [المستثمرين] للشركات الناشئة والشركات التي تدعم المعيشة المستدامة بشكل عام". وتتطلع ياسين إلى فهم أفضل للمعايير التي يبحث عنها مستثمرو المشاريع الاجتماعية في الشركات التي يستثمرون فيها.
مستثمرو المناخ العالميين يحتاجون إلى فهم هذه المنطقة، حسبما قال الطيب، مشددا على ضرورة أن ينظر المستثمرون إلى ما وراء أسواقهم المتقدمة إلى بقية العالم. وقال "هذه لحظة تاريخية، التغير المناخي يأتي كوسيلة لتحفيز الابتكار على مستوى العالم وتحقيق الكثير من الأهداف التنموية التي يمكن أن تحدث فقط مع تدفق رأس المال حول العالم".
ظروف عالمية صعبة، ولكن: قد يكون COP27 فرصة عظيمة للدول المختلفة للعمل معا نحو هدف مشترك والدفع نحو تنفيذ أهداف اتفاقية باريس دون الالتفات لبعض الخلافات القائمة، وفقا للطيب.
إحراز تقدم في تقدير القيمة المادية لحماية المناخ يمكن أن يكون نجاحا مهما للقمة، حسبما يعتقد مؤسسو صندوق التكيف مع تغير المناخ. وقال حسام علام المؤسس المشارك للصندوق، وأيضا أحد مؤسسي كايرو إنجلز، لانتربرايز إن "أي تقدم عملي في تحديد القيمة النقدية الخاصة بمبادرات حماية المناخ هو مكسب، لأنه يتيح رأس المال الخاص ويحدث تأثيرا على نطاق واسع".
يأمل صندوق التكيف مع المناخ أن يرى "تقدما فعليا في نظام محاسبة مشترك"، كما قال شريف كسيبة، الشريك العام في الصندوق، لإنتربرايز ، ويرى كسيبة أن السوق مهيأة لذلك. ويأمل كسيبة في أن ينتج عن القمة الاعتراف بالزراعة الأفريقية باعتبارها "عاملا مؤثرا محتملا في جهود احتجاز الكربون والتنوع البيولوجي"، وإدخال إصلاحات في سوق الكربون كي يحل التمويل محل الإعانات المالية، "حتى يجري تحفيز المزارعين على مستوى العالم للاستثمار في تجديد الأرض بدلا من تدهورها"، حسبما قال.
تصدر صندوق التكيف مع تغير المناخ حديث التأسيس أخبار قضايا المناخ قبل COP27 بعد أن أعلن في سبتمبر أنه يخطط لجمع 25 مليون دولار من المستثمرين في غضون عامين من إطلاقه. سيذهب نحو 50% من التمويلات المجمعة إلى مصر، بينما ستذهب البقية إلى شركات ناشئة وشركات تقدم حلولا لمشكلات القارة الأفريقية. يركز الصندوق على الشركات الناشئة التي تقدم حلولا لزراعة مستدامة وأن تكون "مفيدة للطبيعة" لتقليل أزمة المناخ.
ينظر آخرون إلى المؤتمر باعتباره فرصة لتبادل الخبرات وعرض المشاريع. يرغب نور العسال، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تجدد في مشاركة النموذج الذي تبنيه شركته الناشئة في مصر، والاستفادة من ذلك في تطوير النموذج. ويأمل في تبادل الخبرات وفهم المزيد حول ما يفعله الناس في الأسواق الأخرى، و"فهم وجهات النظر العالمية المختلفة تجاه الانتقال إلى المناخ الأخضر". وأضاف العسال "آمل أن تكون تجربة رائعة للغاية لكل من يحضرها، ليس بطريقة مبتذلة، لكن الناس هنا يراقبون ما تفعله كل دولة"، حسبما قال. وأضاف أن العديد من المبادرات العظيمة التي تساعد الصناعات الخضراء ظهرت من مؤتمرات أو معارض مماثلة.
تبحث هذه الشركات الناشئة أيضا على فرصة للظهور خلال المؤتمر: ستكون شيفت إي في، وأب-فيوز، وتجدد، حاضرة في المنطقة الخضراء بالمؤتمر. تقوم شيفت إي في بتقديم بعض الخدمات اللوجستية للقمة عبر مركباتها المحولة للعمل بالكهرباء، حسبما أخبرنا الطيب. وأضاف الطيب "نحن فخورون بتوفير مركبات خالية من الكربون لنقل البضائع في أنحاء المؤتمر"، وتتواجد الشركة في الجناح المصري بالمنطقة الخضراء. وأشار الطيب إلى أن شيفت إي في ستشارك في العديد من الندوات والفعاليات على مدار القمة أيضا. وقالت ياسين إن أب-فيوز ستشارك مع بنك الملابس المصري في المنطقة الخضراء، وستكون أيضا متحدثة في العديد من الأحداث في المنطقة الخضراء والزرقاء بالقمة.
تحظى قضية "الخسائر والأضرار" التي تحاول مصر الضغط من أجل التركيز عليها خلال المؤتمر باهتمام رواد الأعمال. تريد مصر إعطاء الأولوية للحديث حول تعويض الدول التي عانت من خسائر اقتصادية كبيرة على خلفية تغير المناخ وعواقبه. ويرى علام أن "هذا طلب مفهوم ومستحق، لكننا لا نعتقد أنه سيتحقق كتعويض مباشر. بل قد يأتي على شكل منح لمشاريع تدعم المناخ، لا سيما من منظور إعادة توازن الكربون في الغلاف الجوي أو إعادة تأهيل الطبيعة"، بحسب علام.