روتيني الصباحي: محمد شلباية رئيس بيبسيكو مصر
محمد شلباية، رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لشركة بيبسيكو مصر: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع محمد شلباية، رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لشركة بيبسيكو مصر (لينكد إن). وإليكم مقتطفات محررة من الحوار:
اسمي محمد شلباية. أنا مصري فخور بعائلتي، ولاعب كرة سلة سابق، ومسؤول تنفيذي في شركة بيبسيكو، كما أني رجل لا أبالغ في أخذ الحياة على محمل الجد. أعمل مع بيبسي منذ 28 عاما، تنقلت خلالها بين 12 أو 15 وظيفة مختلفة، لكني مستقر في منصبي الحالي منذ ست سنوات.
جزء كبير من مسؤوليتي يتعلق بالاهتمام بمصالح الموظفين، لأنهم من يحققون النتائج للشركة. الجزء الثاني بالنسبة لي هو التطلع إلى المستقبل. وظيفتي هي ضبط الأولويات الاستراتيجية، والتخطيط للخمس سنوات المقبلة، والتأكد أنه مع دخولنا عام جديد نكون جاهزين له بالاستثمارات المناسبة.
أحب الاستيقاظ مبكرا في الخامسة صباحا تقريبا. أفضل وقت للعمل بالنسبة لي هو ساعات الصباح المبكر التي تخلو من المشتتات، وهو ما يتناسب بشدة مع الأشياء التي تتطلب مني اتخاذ قرارات. أمارس الرياضة في السابعة صباحا لمدة ساعة، ثم أعود إلى المنزل لتناول الإفطار، وبعدها أتجه إلى المكتب لبدء الاجتماعات، التي تستغرقني في العادة حتى المساء.
الشيء الوحيد الذي أحاول أن أجعله ثابتا في يومي هو الرياضة، فهي تصفي العقل وتعيد تنشيط الجسم وتساعدني في التخلص من التوتر. إذا مر يوم دون ممارسة الرياضة أشعر بالتوتر. فنظرا للضغوط والمشاكل التي أواجهها يوميا، وجدت أنني بحاجة إلى منح جسدي وعقلي وقتا كافيا للتخلص من التوتر، والاستعداد لليوم التالي.
حين أفكر في التركيز وتنظيم العمل، أعتقد أنه من الضروري وجود الفريق المناسب والأشخاص الذين لديهم خبرة في مجالاتهم حولي. بهذه الطريقة يمكنك الحصول على المعلومات الصحيحة التي تساعدك على التركيز واتخاذ القرار الصحيح.
أميل إلى الاسترخاء في نهاية اليوم بمشاهدة التلفزيون. أحب الوثائقيات والأعمال الكوميدية، لكن في العادة أختار شيئا لا يتطلب الكثير من التركيز ويمكن أن يساعدني على الاسترخاء. أحب كذلك الدردشة مع الأصدقاء الذين لا علاقة لهم بالعمل، وأعتقد أن الضحك هو أفضل طريقة للاسترخاء بعد إرهاق العمل.
شاهدت مؤخرا الفيلم الوثائقي The Redeem Team وأعجبني لدرجة أني شاهدته ثلاث مرات. أحب الرياضة والمقارنات الرياضية، وأعتقد أن هناك الكثير من الدروس التي يمكن تعلمها منها، مثل فكرة أن الأمر لا يتعلق بقدرة اللاعبين، بل بخلق الثقافة المناسبة للفريق لتحقيق الفوز. هذا ما نفعله في مجال الأعمال: إما أن نفوز معا، أو نخسر معا كفريق أيضا.
بصراحة، لا أعتقد أني أوازن بطريقة صحية بين العمل والحياة، وأعتقد أن الوصول إلى هذا التوازن مستحيل. تعلمت على مر السنين أن الأمر يتعلق بالجودة وليس التوازن. لذلك أحاول أن أركز تماما على ما أفعله، فلا أنشغل بالعمل إطلاقا إذا كنت في إجازة مع العائلة أو ذهبت لتناول الغداء أو العشاء. الأمر يتعلق بصناعة ذكريات تدوم. يمكنك الذهاب لمشاهدة طفلك يلعب كرة القدم في النادي، لكن عليك أن تكون حاضرا بالفعل، فأسوأ شيء تفعله أن تكون هناك بجسدك دون ذهنك، أو تنشغل بهاتفك طوال الوقت. إذا كنت مع عائلتك، كن معهم حقا. وإذا كنت في العمل، كن هناك.
وصلت إلى مرحلة من مسيرتي المهنية أولويتي فيها رد الجميل. أنا على قمة الهرم الوظيفي هنا، لا مزيد من التطلع إلى وظائف أعلى الآن، بل فقط محاولة رد الجميل إلى بلدي والشباب، أو: ما الذي يمكنني المساهمة به؟ في الوقت الحالي أجد الكثير من المتعة والفائدة في رد الجميل للشباب، ونقل تجربتي إليهم، ورعاية وتنفيذ أعمال المسؤولية الاجتماعية للشركات التي تساعد الاقتصاد.
على المستوى الشخصي، أتمنى أن أقضي المزيد من الوقت مع عائلتي، وأمارس المزيد من الرياضة، وأجد وقتا لشطب بعض الأشياء من قائمة الأمنيات الخاصة بي، مثل حضور الألعاب الأولمبية وحضور إحدى مباريات كأس العالم.
أفضل نصيحة تلقيتها كانت ن أحد رؤسائي في بداية عملي، ومفادها أن المسيرة الوظيفية تشبه الماراثون، وليست مثل الجري السريع. كنت صبورا للغاية في البداية من أجل الترقي والنمو، وكان رئيسي يقول ينصحني دوما بـ "العمل على بناء الأساس. لا تقلق بشأن الشخص الذي حصل على الترقية قبلك. ستكون أقوى، وفي نهاية الماراثون ستكون في الصدارة".