الرجوع للعدد الكامل
الإثنين, 17 أكتوبر 2022

كيف يغير تيك توك مكونات طعامنا؟

تطبيقات توصيل البقالة عبر الإنترنت والسوشيال ميديا تغير نظرة الناس للطبخ وتسوق الطعام. سرعت جائحة "كوفيد-19" من نمو سوق توصيل البقالة عبر الإنترنت وغيرت الوجهات التي يبحث فيها الناس عن الطعام، إذ باتوا يتحولون على نحو أكبر إلى منصات التواصل الاجتماعي بحثا عن أفكار لما يمكن أن يطبخونه أو يأكلونه. "باتت السوشيال ميديا الوسيلة المهيمنة لاستلهام وصفات الطبخ، وبالتالي تحفيز شراء البقالة"، وفقا لفوربس.

ويتجه الجيل زد – الشباب والمراهقون – إلى تيك توك من أجل القرارات المتعلقة بالطعام: استطلع التقرير الصادر عن شركة كاساندرا "يانج آند هنجري"، الذي يرصد الاتجاهات الكلية، آراء عينة تشمل أكثر من 1500 مستهلك في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ممن تتراوح أعمارهم بين 14 و34 عاما حول كيف يتخذون قراراتهم المتعلقة بما يأكلونه ويشربونه، وكشف أن 53% من الجيل زد يستلهمون أفكارا لأطعمة جديدة من تيك توك، وفقا لبروجريسف جروسر. قد تحقق تريندات الطعام على تيك توك، التي عادة ما تجد طريقها إلى منصات التواصل الاجتماعي الأخرى أيضا، زيادة قابلة للقياس في مبيعات منتجات معينة، مثل ما حدث عند انتشار وصفة مكرونة أدت إلى قفزة في مبيعات الجبن الفيتا 117%، بحسب فوربس. وفي عام 2021، حاول 44% من الأمريكيين تقليد ترندات الطعام على السوشيال ميديا، وفقا لاستطلاع رأي أجرته شركة إنستاكارت لأكثر من ألفي شخص في الولايات المتحدة، وهو استطلاع أجري عبر الإنترنت من خلال شركة هاريس بول. وقال 36% من الأمريكيين إن السوشيال ميديا غيرت من طريقة طبخهم في المنزل، وفق إنستاكارت.

سرعت فترات الإغلاق المرتبطة بالجائحة من اتجاه توصيل البقالة عبر الإنترنت: ارتفعت طلبات التوصيل بنحو 50% خلال فترة الجائحة، ومن المرتقب أن تستمر في اتجاهها الصعودي خلال عام 2022، وفقا لتقرير شركة ماكنزي حول اتجاهات التجارة الإلكترونية في سوق بقالة أمريكا الشمالية. قدمت فترات الإغلاق خلال تفشي الجائحة لمحة واضحة لما يحدث عندما شهدت معدلات توجه الناس بأنفسهم إلى المحال انخفاضا كبيرا عن معدلاته المعتادة، كما منحت المستهلكين الوقت للاعتياد على شراء بقالتهم عبر الإنترنت. وازدهر سوق توصيل الطلبات عبر الإنترنت في مصر أيضا خلال الأعوام القليلة الماضية مع لاعبين مختلفين في السوق.

سوق توصيل طلبات البقالة للمنزل بمصر تشهد أيضا ازدهارا: اتجهت سلاسل ومحال البقالة الكبرى مثل كارفور وجورميه إلى بناء منصات رقمية لمنتجاتها أو الاستثمار في متاجرها الموجودة للاستفادة منها على النحو الأمثل. (تحدث معنا جلال أبو غزالة الرئيس التنفيذي لجورميه في الحلقة الأولى من بودكاست Making It، حول تحول الشركة من متجر بقالة إلى شركة رائدة في مجال التجارة الإلكترونية). وتنشر جورميه – على سبيل المثال – على تطبيقها وعلى مجلتها وصفات طبخ باستخدام المنتجات الموجودة في متاجرها. وكان يجب على محال البقالة الكبرى تلك الابتكار كي تصبح قادرة على المنافسة مع أعداد كبيرة من تطبيقات توصيل الطلبات عبر الإنترنت الموجودة في مصر، من بينها الشركة الناشئة رابيت للتوصيل فائق السرعة لطلبات البقالة وشركة بريدفاست التي جمعت 26 مليون دولار في جولة تمويلية أولية العام الماضي وطلبات مارت. وظهرت تطبيقات أخرى لتوصيل الطلبات على الساحة مثل شركة إنستاشوب التي تتخذ من الإمارات مقرا لها وتعمل في مصر أيضا، والتي على عكس معظم تطبيقات التوصيل الأخرى لا تدير مخازن أو منافذ لاستيفاء الطلبات، لكن تربط المستخدمين بالمحال القريبة منهم.

كيف تأثرت الصناعة؟ أدى الاتجاهان إلى توجيه أموال الدعاية لشركات السلع الاستهلاكية سريعة الحركة من المتاجر الفعلية إلى السوشيال ميديا ومنصات توصيل طلبات البقالة عبر الإنترنت، وفقا لفوربس. العديد من المتاجر الفعلية لا تمتلك رأس المال اللازم لإنشاء منصات أو متاجر رقمية تنافسية، ما يؤثر سلبا على أرباحها. وعلى الجانب الآخر، طورت المحال الكبرى مواقع إلكترونية أو تطبيقات لتوصيل طلباتها. وغيرت شركات السلع الاستهلاكية سريعة الحركة – التي كانت تعتمد عادة على المستهلكين الذين يشترون منتجاتهم من المتاجر، وأنفقت مبالغ كبيرة من أموال الدعاية لتسويق أفضل لمنتجاتها والدعاية في محالها الفعلية – من طريقة تفكيرها. ومن المتوقع أن تبلغ إيرادات عائدات شركة إنستاكارت 795 مليون في 2022. ومع انخفاض الإقبال على المتاجر والتحول إلى السوشيال ميديا لاستلهام أفكار حول ما نأكله أو نشتريه من طعام، تتحول شركات السلع الاستهلاكية سريعة الحركة أيضا إلى التسويق لمنتجاتها عبر السوشيال ميديا ومنصات توصيل الطلبات عبر الإنترنت التي تقدم العديد من خيارات الدعاية.

شركات السلع الاستهلاكية سريعة الدوران في مصر أدركت هذا التحول: نركز تركيزا أكبر على سوق توصيل الطلبات عبر الإنترنت، والذي يشهد ازدهارا سريعا، وفق ما قاله مدير قطاع التسويق في شركة جهينة عمرو بشارة لإنتربرايز. "رفعنا إنفاقنا على الدعاية على منصات التجارة الإلكترونية على نحو كبير لزيادة حصتنا السوقية في قنوات البيع بالتجزئة عبر الإنترنت. ورصدنا زيادة في عدد الأشخاص – ضمن شرائحنا المستهدفة – ممن يستخدمون تطبيقات توصيل الطلبات عبر الإنترنت خلال العامين الماضيين، خاصة الفئة الأصغر سنا"، حسبما أوضح بشارة.

نظرة مستقبلية: يعتقد المؤسس المشارك ومدير العمليات لدى جوبيتر أنوراج نالاباتي، منصة لتسوق البقالة والحصول على وصفات الطعام، أن العديد من متاجر البقالة ستصبح غير قادرة على إنشاء متاجر عبر الإنترنت وستختفي بالتبعيه، موضحا أنه سيكون هناك عدد أقل من متاجر البقالة التقليدية في المستقبل، ويتوقع نالاباتي كذلك أن يجري توصيل النسبة الأكبر من طلبات البقالة للمنازل، وفقا لفوربس.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).