دعم الانتقال إلى مصادر الطاقة الصديقة للبيئة في منطقة الشرق الأوسط
بقلم زوي نايت
يسهم انعقاد مؤتمري COP27 وCOP28 في منطقة الشرق الأوسط في جعل منطقتنا محورا لتكاتف الجهود الدولية لتنفيذ خطط التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة كجزء من استراتيجية الانتقال إلى اقتصاد الحياد الكربوني العالمي. وسيكون المثال الذي تحدده منطقة الشرق الأوسط بمثابة منارة إرشادية للآخرين، لأنه إذا كان بإمكان هذه المنطقة التي تعتبر الأكثر أهمية في العالم من حيث إنتاج الطاقة التقليدية أن تحقق هذه الانتقال بالشكل الصحيح، فهذا يعني أنه يمكن للجميع القيام بذلك.
ويعتبر الوصول إلى رأس المال على نطاق عالمي أمرا بالغ الأهمية، سواء كان من أجل تمويل حلول الطاقة الخضراء الناشئة، أو لضمان استمرار حصول المؤسسات الكبيرة الصناعية والمنتجة للطاقة على الدعم اللازم لتحويل أعمالهم لتحقيق هدف الحياد الكربوني.
وتخطط المملكة العربية السعودية لزيادة مشاركة قطاع الغاز والطاقة المتجددة ضمن مزيج مصادر إنتاج الطاقة لديها إلى 50 في المائة لكل منهما بحلول عام 2030. ولقد تعهدت دولة الإمارات العربية المتحدة بتحسين كفاءة إنتاج الطاقة بنسبة 40 في المائة، وبخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن قطاع توليد الطاقة بنسبة 70 في المائة وزيادة حصة مصادر إنتاج الطاقة المتجددة ضمن مزيج مصادر إنتاج الطاقة إلى 44 بالمائة. وكذلك تهدف مصر إلى تحويل 42% من مزيج مصادر إنتاج الطاقة في الدولة إلى الطاقة المتجددة بحلول عام 2035 مع خفض الدعم لقطاع توليد الطاقة التقليدية.
والخبر السار هو أن الاستثمار في مصادر إنتاج الطاقة المتجددة في جميع أنحاء المنطقة آخذ في الازدياد. إذ تعتبر محطة بنبان للطاقة الشمسية في مصر، وهي الأكبر في أفريقيا ورابع أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية في العالم، مثالا قويا على كيفية قيامنا بتوفير الدعم لعملائنا، FAS Renewable Energy، لمساعدتهم على تحقيق التزامهم بدعم انتقال مصر إلى اقتصاد أخضر.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن توفير التسهيلات التمويلية لإزالة مصادر الانبعاثات الكربونية من قطاعات التكنولوجيا والصناعة الحالية، وتطوير إنتاج غاز الهيدروجين الصديق للبيئة ومشتقاته له إمكانات هائلة في منطقة الشرق الأوسط. وهناك العديد من المشاريع والاتفاقيات الجارية بالفعل في كل من سلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة وكذلك في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس (ScZone) في مصر.
ومن أجل تحقيق هدف الحياد الكربوني فهذا يستلزم إحراز تقدم كبير وتسريع في تطوير تقنيات إزالة الانبعاثات الكربونية، مثل التقاط غاز ثاني أوكسيد الكربون واستخدامه وتخزينه (CCUS). وكانت شركة أدنوك الإماراتية رائدة في مجال استخدام وتخزين غاز ثاني أوكسيد الكربون في منطقة الشرق الأوسط من خلال محطة الريادة التابعة لها في أبو ظبي، وهي أول محطة في العالم تعمل على التقاط غاز ثاني أوكسيد الكربون الناتج عن عمليات صناعة وإنتاج الحديد والصلب. ونأمل أن تتبع المزيد من هذه المرافق في جميع أنحاء المنطقة.
هذا وقد قام بنك HSBC مصر مؤخراً بتوقيع اتفاقية مع مؤسسات اخرى رائدة في التحول في مجال الطاقة لإزالة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن منشآت ومرافق إنتاج النفط والغاز الحالية، من خلال توفير الخبرة في التنفيذ والتكنولوجيا والتمويل لدعم إزالة الانبعاثات الكربونية من منشآت الإنتاج والتصنيع المختارة في جميع أنحاء الدولة، بما يتوافق مع خطط ترأس مصر لمؤتمر COP27.
ويعتبر تصميم وإنشاء أنظمة توليد وإنتاج الطاقة والأنظمة الصناعية التي توفر إمكانية حماية المناخ وكفاءة الطاقة أمراً معقداً للغاية، ويتطلب المزيد من التعاون المكثف. وأعتقد أنه من خلال انتشارنا العالمي وطبيعة أعمالنا – فإن بنك HSBC، الذي يقوم بتوفير التمويل اللازم لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في جميع أنحاء العالم – قادر على توفير مثل هذه القوة الداعمة.
والحقيقة الصعبة بشأن الانتقال إلى الحياد الكربوني هي الحاجة الهائلة للوصول إلى رأس المال المطلوب. وتقدر لجنة تحولات الطاقة (ETC) أن متوسط الاستثمار الرأسمالي السنوي المطلوب بحوالي 4 تريليونات دولار أمريكي في قطاعات الطاقة والبيئة المبنية والقطاعات التي يصعب تخفيف انبعاثاتها الكربونية مثل الشحن والصلب والاسمنت، لتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ويجب أن يأتي رأس المال المطلوب من مجموعة متنوعة من المصادر. ولذلك يجب أن تكون الأفكار الخاصة بجعل الانتقال إلى الحياد الكربونية حقيقة واقعة. وتتمحور استراتيجية تحقيق هدف الحياد الكربوني لدى HSBC حول دعم العملاء لمساعدتهم على الانتقال بأعمالهم لتحقيق هذا الهدف، وأعتقد أنه بإمكاننا تحقيق المزيد من التأثير من خلال المساعدة في تطوير حلول مخصصة لتقليل الانبعاثات الكربونية، مع مراعاة الاحتياجات الخاصة بالقطاعات الصناعية والشركات والمناطق الجغرافية.
وبناءً على ما تقدم، فإني أدعوكم للانضمام إلى المناقشة التي سيتم إجراؤها حول ما هو مطلوب لتحقيق ذلك الهدف من خلال التسجيل في سلسلة الندوات التي ستعقد عبر الإنترنت حول الانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة، والتي ستبدأ في الأسبوع المقبل. انضموا إلينا (رابط التسجيل) للاستماع إلى مناقشاتنا لآخر التحليلات المتعلقة بالمناخ، وسوق الطاقة العالمي والتقدم الذي تم إحرازه في الانتقال إلى الحياد الكربوني. واستمعوا إلى صناع السياسات وخبراء القطاع والشركات والعاملين في مجال تكنولوجيا المناخ، مما يساعد على تسهيل الانتقال إلى نظام الطاقة لتحقيق الأهداف المناخية الأوسع في الطريق إلى مؤتمر COP27 وما بعده.
زوي نايت (لينكد إن)، رئيس مجموعة HSBC لمركز التمويل المستدام ورئيس قسم تغير المناخ للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا بالبنك.