شخصيات مصر الرائدة قبل مائة عام
حقبة أعادت الحياة إلى أفكار ووجهات نظر جديدة: في عصر اتسم بالاضطرابات الاجتماعية والسياسية الكبيرة، ظهرت بعض الشخصيات الأكثر شهرة في مصر خلال أوائل القرن العشرين، شخصيات غيرت حياة الأمة في عشرينيات القرن الماضي بطرق ثورية، وأحيانا مثيرة للجدل.
المرأة التي نظمت أول حركة نسوية في مصر: تعد هدى شعراوي واحدة من أكثر الشخصيات شهرة وتأثيرا، والتي ساعدت في بناء العشرينيات في مصر وبدء الحركة النسوية الأولى. ولدت شعراوي عام 1879، وظلت في منزلها حتى سن 13 عاما، حين تزوجت من ابن عمها الأكبر. كانت الفتاة تدرك تماما وجود تفاوتات هائلة بينها وبين أفراد أسرتها الذكور. ورغم أنها ولدت لعائلة ثرية وفرت لها التعليم المنزلي الذي لم يكن متوفرا لمعظم الفتيات في ذلك الوقت، فإنها ظلت محبطة من فكرة أنها لا تستطيع الذهاب إلى المدرسة مثل شقيقها.
الانخراط في الحياة: بدأت شعراوي بعد ذلك تنظيم محاضرات عامة للنساء، وانخرطت بعمق في حركة الاستقلال في مصر. وفي عام 1920، كانت المسؤولة عن تشكيل ورئاسة ذراع المرأة في لجنة الوفد (حزب الوفد لاحقا)، وبعد بضع سنوات في 1923 أسست الاتحاد النسائي المصري، الذي دعا إلى منح المرأة الحق في التصويت ورفع الحد الأدنى لسن الزواج القانوني وإتاحة تعليم الفتيات.
إثارة الجدل: في نفس العام الذي أسست فيه شعراوي الاتحاد النسائي، نفذت واحدا من أكثر أفعال التمرد شهرة عندما خلعت البرقع خارج محطة قطار في القاهرة، لتعلن عن واحدة من أولى حالات الرفض العلني للبرقع في البلاد.
الرجل الذي أسس أول بنك مصري: في عصر هيمنة القوى الأوروبية على النظام المالي المصري، كانت فكرة إنشاء بنك وطني مملوك للمصريين تبدو ثورية وغريبة. لكن هذه الفكرة حركت رجل الأعمال والصناعة المصري محمد طلعت حرب في أوائل القرن العشرين. في البداية كان محاميا وعمل في الاقتصاد، ثم أصبح أحد أبرز المؤيدين لإنشاء بنك مصري يملكه المصريون.
بنك مصر: كان طلعت حرب قوميا مخلصا، مدفوعا بإيمانه بأن التنمية الاقتصادية هي المفتاح لضمان استقلال مصر من الحكم البريطاني. كتب في كتاب عام 1911 يقول: "ما زالت الحاجة ملحة إلى إنشاء مصرف مصري حقيقي، يعمل بجانب المصارف الموجودة الآن في مصر ويمد يد المساعدة للمصريين، يحثهم على الدخول في أبواب الصناعة والتجارة". وبعد ثورة عام 1919، أقنع 126 مصريا بالمساهمة في رأس مال البنك الجديد، والذي سيصبح أول مؤسسة مالية يسيطر عليها مصريون واللغة العربية لغتها الأساسية. عمل طلعت حرب مع شريكه اليهودي المصري يوسف قطاوي حتى نجحا في افتتاح بنك مصر عام 1920.
أول صحفية عربية: تعد روز اليوسف المولودة في لبنان مؤسسة المجلة الشهيرة التي تحمل اسمها، وإحدى أيقونات حركة الاستقلال في مصر أوائل العشرينيات. اتجهت روز في طفولتها إلى التمثيل في أوائل القرن العشرين، لكنها قرر لاحقا التقدم بطلب للحصول على رخصة إصدار مجلة، رغم قلة الأموال والخبرة لديها.
بدأت مجلة روز اليوسف باعتبارها مهتمة بالأخبار الفنية، لكنها سرعان ما تحولت إلى السياسة، وتبنت لهجة معادية للاستعمار بشكل واضح، وكتبت بصراحة عن مواضيع محظورة. أثار التأييد الصريح للاستقلال حفيظة السلطات البريطانية والقصر، الذي ألغى ترخيصها واعتقل روزا. لكنها واصلت النشر بعدها باسم مستعار هو "الصرخة"، حتى سُمح لها في النهاية باستئناف النشر باسمها الحقيقي.