كيف تستخدم "بايلون" البيانات لتحسين كفاءة البنية التحتية التقليدية في مصر
استخدام البيانات لتحسين كفاءة البنية التحتية التقليدية: إنتربرايز تحاور أحمد عاشور من "بايلون". بعد أن جمعت مؤخرا 19 مليون دولار في جولة تمويل أولية، وتحولت بالفعل إلى الربحية بعد أقل من خمس سنوات على إطلاقها في عام 2017، باتت منصة إدارة البنية التحتية "بايلون" تحقق إنجازات ونجاحات ملحوظة. التقينا مع أحمد عاشور الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بايلون لمناقشة كيفية مساعدة برمجيات الشركة القائمة على البيانات في جعل البنية التحتية التقليدية – توزيع الكهرباء والمياه – أكثر كفاءة.
التحدي الرئيسي الذي تواجهه شركات توزيع المياه والكهرباء: خسائر كبيرة في الإيرادات بسبب عدم الكفاءة الهيكلية. هذه الإيرادات الضائعة قد تصل إلى ما يقرب من ملياري دولار سنويا في مصر وحدها، ونحو 400 مليار دولار في الأسواق الناشئة، بحسب عاشور. ويأتي في المقام الأول عدم الكفاءة في تحصيل الإيرادات، وسرقة الكهرباء أو المياه من خلال العبث بأجزاء من الشبكة، والتسربات أو الخسائر الفنية التي تحدث عبر الشبكات. وعادة ما يكون تطوير البنية التحتية لجعلها أكثر كفاءة عملا مكلفا لشركات المرافق، كما يقول عاشور.
هنا يأتي دور بايلون: تجمع برمجيات بايلون كميات هائلة من البيانات وتحللها وتحدد أوجه القصور في النظام، والتي يمكن لمقدمي الخدمات اتخاذ خطوات فورية لمعالجتها، كما يقول عاشور. يمكن للذكاء الاصطناعي المدمج في البرمجيات تقديم تنبؤات وتوصيات لاستخدام أكثر كفاءة وانبعاثات أقل. ويقول عاشور: "نحن نعمل في الأساس على تطوير القدرة التكنولوجية لقطاع البنية التحتية".
تعد بايلون واحدة من بين شركات قليلة تركز على إضافة مكون تكنولوجي إلى الصناعات التقليدية في المنطقة: "هناك مزوّدون مختلفون للأجهزة، مثل العدادات الذكية. ولكن عندما يتعلق الأمر بالبرمجيات، وتطبيق خدمات وخبرات شركات التكنولوجيا على شركات البنية التحتية المتواجدة منذ مئات السنين، فإن العدد محدود، ليس فقط في مصر ولكن في جميع أنحاء المنطقة وفي الأسواق الناشئة ككل"، بحسب عاشور.
كيف تعمل بايلون؟ تزود شركة بايلون عملائها بالبرمجيات وتكنولوجيا الاتصالات والعدادات الذكية، حسبما يقول عاشور. ويضيف أن البرنامج الذي تربطه بايلون بجميع الأصول المختلفة لعملائها من الشركات، له وظائف مختلفة، لكنه يركز بشكل عام على جمع البيانات ودمجها وتحليلها، ومن ثم تقييم الخدمات وتطويرها، وبعض تلك الأمور تحدث آليا.
تركز برمجيات بايلون في قطاع الكهرباء على جمع البيانات، ولكن ليس بالشكل الذي نعرفه. اعتادت شركات الكهرباء الحصول على البيانات مرة واحدة شهريا، عن طريق إرسال موظف لقراءة عداد الكهرباء. "لكن عداداتنا الذكية تأخذ قراءة كل 15 دقيقة، وكل واحدة من هذه القراءات تقيس نحو 32 معيارا مختلفا"، بما في ذلك الاستهلاك، والفولت والأمبير، وقراءة الأحمال (تصاعد وانخفاض استهلاك الكهرباء على فترات مختلفة)، وجودة الكهرباء المقدمة. "كلما زادت البيانات التي يمكننا جمعها، زادت رؤيتنا وفهمنا، وأصبح بإمكاننا اتخاذ قرارات وتوقعات أفضل".
فيما يتعلق بالمياه، ليس بإمكان التكنولوجيا الذكية قياس الكثير من الأمور والتنبؤ، لأن عدادات المياه تعمل بالبطاريات، كما يقول عاشور. "تنبؤاتنا المائية تتعلق بشكل أساسي بالاستخدام. يمكننا النظر إلى اتجاه وسرعة التدفق، ولكن في الوقت الحالي لا يمكننا إجراء تحليل شامل كما هو الحال في قطاع الكهرباء".
يجري نقل البيانات بعد ذلك إلى مركز بيانات مركزي من خلال خطوط الكهرباء أو شبكات النطاق العريض أو حتى موجات الراديو، كما يقول عاشور. بمجرد وصولها إلى مركز البيانات، والذي يمكن أن يكون في مساحة مادية متصلة بموقع العميل، أو مساحة سحابية، يبدأ النظام عملية معالجة البيانات.
يُعلِم تحليل البيانات الوظائف المختلفة للمنصة ويوجهها: يمكن لبرنامج التعلم الآلي الخاص ببايلون أن يدمج البيانات التي جمعت حديثا مع البيانات الموجودة بالفعل في نظامه لاكتشاف أنماط النشاط المشبوهة، مما يشير إلى سرقة الكهرباء على سبيل المثال، كما يقول عاشور. عندما يحدد النظام نمطا مريبا، يجري تعيينه تلقائيا إلى مفتش بشري ليقوم بالتحقيق في الموقف. يمكن للبرنامج أيضا أن يُظهر للشركات الأماكن التي تحدث فيها أكبر خسائر في الشبكة بسبب التسرب أو السرقة. ويضيف أنه يمكن أن يساعد في تحديد السبب الجذري للمشكلة، وأين تحتاج البنية التحتية إلى الإصلاح أو الصيانة.
تحسين كفاءة الاستخدام حسب الطلب: يمكن لنظام بايلون أن يضع حدا لاستهلاك المنازل من الكهرباء خلال ساعات الذروة. غالبا ما تعاني شركات توزيع الكهرباء مع العرض عندما يكون الطلب في ذروته وتضطر إما إلى قطع الكهرباء في مناطق مختلفة، أو زيادة سعة التوليد، والتي يمكن استخدامها لبضع ساعات في اليوم فقط، ولأشهر قليلة فقط خلال العام. ويضيف عاشور أن بايلون يمكن أن تحد من الاستهلاك إلى 40 أو 50 أمبير خلال ساعات الذروة، وبذلك سيتمكن المستهلكون من الحصول على الكهرباء ولكن بحد أقصى.
الكهرباء منخفضة الانبعاثات: يمكن لبايلون زيادة التوليد من المصادر المتجددة، باستخدام تحليل البيانات للتنبؤ بتوليد الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح خلال فترة زمنية معينة. يقول عاشور: "يمكننا بعد ذلك ربط مزودي الكهرباء بمصادر الطاقة التقليدية، مثل توربينات الغاز، لتكملة ما هو مطلوب". ويضيف أن الشركة تحاول ضمان عدم استخدام محطات الغاز خلال ساعات الذروة، مما يؤدي إلى زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
يعتقد عاشور وشريكه عمر راضي أن الشركة هي أندرويد الشبكة الذكية، مما يعني أن الشركة تدمج برامجها الخاصة مع الأجهزة التي توفرها الشركات من جميع أنحاء العالم. تعمل الشركة مع نحو 30 شركة مختلفة للأجهزة في بلدان مختلفة، بما في ذلك مصر وأوروبا والصين والولايات المتحدة. تتعاون بايلون أيضا مع أمازون لتخزين البيانات، وقد صممت منصة التخزين السحابي الخاصة بها، كما يقول عاشور.
كيف تحقق الشركة عائداتها: "لقد دمجنا كل شيء في التكنولوجيا الخاصة بنا"، كما يقول عاشور. "هناك فكرة جديدة مفادها أن تدير البرمجيات البنية التحتية، وهو ما اعتمدناه. هذا يعني تقديم وإدارة بشكل أساسي باستخدام البرمجيات، وتقليل الحاجة إلى الأجهزة، وبناء حل بسيط من الصفر. لذلك نحن نركز على جعل منتجنا فعالا للغاية، وحل جميع التحديات، وتحسين برامجنا باستمرار. ثم نأخذ هذه البرامج ونبيعها للعديد من العملاء من خلال نموذج الاشتراك الخاص بنا".
يعتمد نموذج بايلون على الاشتراك لمدة 10 سنوات: "لا توجد مدفوعات مقدمة أو استثمار كبير لمرة واحدة من جانب العملاء"، كما يقول عاشور. ويضيف أن الدفع على أقساط ممتدة يجعلها خدمة أكثر فعالية من حيث التكلفة لشركات المرافق.
أبرز أخبار البنية التحتية في أسبوع:
- تخطط وزارة البترول لإنشاء محطة جديدة لتخزين النفط الخام في منطقة التبين بتكلفة 1.8 مليار جنيه. وستتلقى المحطة الخام من العين السخنة وتضخه إلى مصفاة التكرير في أسيوط.
- مستشفيات ألاميدا تحصل على معدات طبية وبرامج تشغيلية جديدة بالتعاون مع ميدترونيك: وقعت مجموعة ألاميدا للرعاية الصحية مذكرة تفاهم مع شركة ميدترونيك مصر، والتي من شأنها أن تتيح للمستشفيات التابعة للمجموعة الوصول إلى مجموعة ميدترونيك الكاملة من "الأجهزة الطبية المتطورة، بما في ذلك تلك التي جرى إطلاقها مؤخرا والمنتجات المتميزة".
- تتطلع مجموعة بنية، مزود حلول البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلى زيادة رأس مالها بقيمة 150 مليون دولار قبل نهاية الشهر الجاري من خلال طرح خاص، لتمويل خططها التوسعية لا سيما في أفريقيا.
- أطلقت شركة سبيس إكس القمر الاصطناعي المصري الجديد "نايل سات 301" من قاعدة إطلاق "كيب كانافيرال" بولاية فلوريدا الأمريكية. وسيقدم القمر خدمات البث التلفزيوني وخدمات الإنترنت لمصر وأجزاء أخرى من أفريقيا والشرق الأوسط.