منع الأزمات القلبية عن طريق التعديل الجيني + استمرار العجز في أدوية "كوفيد-19" بالدول الفقيرة
هل يمكن أن يساعد التعديل الجيني في منع الأزمات القلبية؟ تزعم شركة فيرف ثيرابيوتكس المدعومة من جوجل فنتشرز أنها "على أعتاب" تطوير أداة لتعديل الجينات يمكن أن تساعد في وقف الكوليسترول السيئ ومنع النوبات القلبية عن طريق محاكاة الطفرات الجينية التي تسببت في انخفاض مستويات الكوليسترول لدى البشر، مما يوفر لهم الحماية من الأزمات القلبية، بحسب بلومبرج. تهدف الخطة في البداية إلى استهداف الأشخاص الذين أصيبوا بأزمات قلبية بسبب ارتفاع الكوليسترول الناجم عن حالة وراثية تُعرف باسم فرط كوليسترول الدم العائلي، قبل استخدام العلاج الجيني في نهاية المطاف على الأشخاص الأصغر سنا كإجراء وقائي إذا نجح الجين المعدل في خفض مستويات الكوليسترول. تخطط شركة التكنولوجيا الحيوية المدرجة في بورصة ناسداك، والتي تقدر قيمتها حاليا بنحو 700 مليون دولار، أي أقل بنسبة 76% تقريبا من قيمتها الأصلية البالغة 2.89 مليار دولار، لبدء الاختبارات البشرية في غضون أشهر، بعد النجاح في خفض مستويات الكوليسترول السيئ في القرود بنسبة 59%.
ولكن قد يكون من الصعب إقناع الناس بالتعديل الوراثي: التأثيرات طويلة المدى لتعديل الجينات لا تزال غير معروفة على نطاق واسع فحسب، بل إن تكلفتها باهظة أيضا، ومن غير المرجح أن تتحرك شركات التأمين بسهولة لتغطية الطريقة العلاجية الجذرية تلك، بحسب بلومبرج. يتوقع المحللون أن تتراوح تكلفة العلاج بين 50 ألف دولار إلى 200 ألف دولار، ويقول الرئيس التنفيذي سيكار كاثيريسان إن النطاق المقدر هو "بداية معقولة".
هل تعلمنا شيئا من أزمة الإيدز؟ ربما لا، والدليل معاناة كثير من الدول من نقص علاج "كوفيد-19". تتوفر مضادات الفيروس في الولايات المتحدة على نطاق واسع، لكنها لا تزال شحيحة في البلاد منخفضة ومتوسطة الدخل، وهو ما يعيد إلى الذاكرة ما حدث مع فيروس نقص المناعة البشرية، حسبما تشير صحيفة نيويورك تايمز. تواجه حكومات الكثير من الدول نفس العقبات وتعاني من عدم المساواة بالضبط كما حدث قبل عقدين من الزمن مع الإيدز، فالحكومات الغنية تستحوذ على كل المعروض، بينما تحاول شركات الأدوية منع انتشار البدائل في الدول متوسطة الدخل لحماية براءات الاختراع الخاصة بها. أما حكومات الدول منخفضة الدخل فلا تتوفر لديها الأموال الكافية لشراء اختبارات "كوفيد-19" أصلا. و"إذا لم تكن تجري الاختبارات [على المشكوك في مرضهم]، لن يكون بمقدورك الوصول إلى الخطوة التالية، لن تتمكن من عزل المرضى ولا تقديم العلاج. كل شيء سينهار"، حسبما قال بروس أيلوارد المسؤول البارز بمنظمة الصحة العالمية.