عز فايق المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة وفر إكس: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع عز فايق (لينكد إن)، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة وفر إكس، وهي شركة ناشئة لخدمات الاسترداد النقدي (الكاش باك)، وقد أتمت مؤخرا جولة تمويلية بملايين الدولارات بقيادة شركة رأس المال المغامر لوبي كابيتال الأمريكية. وإليكم مقتطفات محررة من حوارنا:

اسمي عز فايق، وأنا الرئيس التنفيذي لمنصة وفر إكس. بعد تخرجي في كلية الحقوق باللغة الفرنسية، عملت على تطوير الأعمال مع وكالة التصدير الفرنسية السابقة يوبي فرانس في دبي، قبل أن أؤسس المنصة. لدي ابن يبلغ من العمر ست سنوات، وأستمتع حاليا برحلة وفر إكس.

لم أمارس المحاماة إطلاقا، راودني شعور مبكر بأن المجال لا يناسبني. كنت دائما مهتما بفهم جانب الأعمال أكثر من الجانب القانوني، حتى حين كنت ألتحق بدورات قانونية صيفية. افتتحت شركتي الأولى عام 2011، وخطرت لي فكرة وفر إكس في 2016، لكن لم أبدأ تأسيس المنصة حتى 2018. منذ طفولتي وأنا أحب التعامل مع الأرقام، لكنني لم أدرس التمويل أو المحاسبة أبدا، لذا قررت منذ بداية العمل أن أتلقى دورات في التمويل والمحاسبة وإدارة المشروعات في كلية إدنبرة للأعمال.

عادة ما أستيقظ بين الساعة السابعة والتاسعة صباحا. أبدأ يومي بتناول القهوة، ثم أتفقد رسائل البريد الإلكتروني وأرد على الأمور العاجلة، وبعدها ألقي نظرة على جدولي للتأكد من أني مستعد لكل شيء اليوم. أقضي بعض الوقت مع ابني إذا لم يكن في المدرسة، لأني لا أستطيع رؤيته ليلا. أحاول ممارسة الجري مرة في الأسبوع في الأيام التي لا يكون علي فيها إجراء مكالمات، ثم أتناول الإفطار وأنطلق إلى المكتب.

نحن شركة ناشئة وجدول أعمالنا يتغير باستمرار، ولهذا لذا فإن أيامي لا تكون متشابهة، بل يعتمد كل يوم على احتياجات الشركة. التسلسل الهرمي لدينا مرن، لذا فالمسميات الوظيفية لا تعني شيئا داخل المكتب، وأحيانا تكون وظيفتي سد الثغرات. هناك بعض الأشياء التي أفعلها كل يوم، مثل تدقيق الأرقام، والتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام، ومراجعة أحوال شراكاتنا، والاجتماع مع المؤسس المشارك في المنصة، وإجراء المكالمات اليومية، والرد على رسائل البريد الإلكتروني. أحيانا أعمل على جمع التمويلات، أو التحضير لاجتماعات مجلس الإدارة، أو إدارة عمليات الاستحواذ مع فريق التسويق.

أحد الأشياء التي أفعلها كل يوم هو التأكد من أن ثقافة الشركة مستمرة. نؤمن في وفر إكس بمنح كل موظف جزءا من ملكية الشركة، ليكون مشاركا لنا في الحلم. نمنح الموظفين أيضا قدرا كبيرا من الحرية، فليس لدينا أجهزة بصمة لتسجيل الوصول إلى المكتب، ولا ندقق كثيرا في عدد ساعات العمل، لكن يجب التأكد من أن أحدا لا يسيء استغلال هذا.

لست شخصا منظما، لكني أبذل قصارى جهدي لأكون كذلك. أحاول التركيز على اثنين من مؤشرات الأداء الرئيسية كل يوم حتى لا يتشتت انتباهي بعيدا عنها، وأحاول ترتيب المهام بقدر أهمية كل واحد منها. أحاول كذلك الاستفادة من التكنولوجيا في تنظيم وقتي، لذلك أستخدم تطبيق مايكروسوفت ون نوت. إضافة إلى هذا، أعتمد على كثير من أعضاء الفريق الذين أثق بهم لتنفيذ المهام نيابة عني، وهذا يساعدني في الحفاظ على تركيزي.

وفر إكس تعمل مع كل من التجار والمستهلكين. فالتجار يدفعون للطرف الثالث (مثل وفر إكس) للوصول إلى العملاء، ونحن نساعدهم بتوفير الأفكار التي تساعدهم على فهمهم. أما العملاء فيريدون عروضا حقيقية ومنصفة، لذلك نقدم لهم صفقات استرداد النقود التي يقدمها التجار. نعمل ونبني الشراكات سواء عبر الإنترنت أو في العالم الواقعي، لبناء قاعدة بيانات نستخدمها لمساعدة العملاء.

العميل أساس منصتنا، لذا نركز على تزويد العملاء بالأشياء التي يحتاجون إليها. ونعمل مع التجار لنقدم لهم شيئا ذا قيمة ويعتمد على الأداء. مكاسبنا نحصل عليها فقط عندما يربح عملاؤنا.

خدمات الاسترداد النقدي تعتمد على نمو سوق التجارة الإلكترونية، ووجودنا يعتبر أداة تساعد التجار على النمو والنجاح. سوق التجارة الإلكترونية كبيرة وتنمو بسرعة، وبالطبع لسنا الوحيدين الذين يغذون هذا النمو، فهناك كيانات أكبر بكثير مثل البنوك وحتى الحكومة. في الوقت الحالي، نقدم عروضا عبر الإنترنت فقط، لكن قريبا جدا سنبدأ في تقديم خدمة الكاش باك بالمحلات، وبهذا يحصل المستخدمون على المكافآت على كروت خاصة.

نحن أول منصة متخصصة في خدمات الاسترداد النقدي في المنطقة، وهذا أمر جيد، لكنه صعب كذلك لأن الكثير من الأمور غير واضحة. نحن بالفعل مدعومين من صندوق أيه 15، وهو واحد من أفضل صناديق الاستثمار المغامر في مصر. قررنا تنفيذ جولة التمويل التالية بشكل مختلف، لذا أضفنا إلى مجلس إدارة الشركة أعضاء جدد مروا بتلك الخبرات من قبل. مع البحث عثرنا على شركة إيبيتس للاسترداد النقدي في الولايات المتحدة، وعرفنا أن لوبي كابيتال استثمرت فيها. ومع معرفتنا بأنهم لم يستثمروا أبدا خارج وادي السيليكون، تواصلنا معهم وشرحنا لهم ما نفعله، وقد انبهروا للغاية بأرقامنا، وقرروا دعمنا بالتمويل في نوفمبر الماضي.

تركيزنا في المرحلة التالية يظل كما هو، لكن مع خطط أكبر. أحد المعايير التي كانت لدينا حين أسسنا وفر إكس ألا تكون هناك حدود لأعمالنا، لذلك نجرب العمل في السعودية والإمارات لنقرر خطوتنا التالية خارج مصر.

طريقتي المفضلة للاسترخاء هي الذهاب إلى البحر. وفي العادة ما أستغل الصيف لقضاء إجازات طويلة في نهاية الأسبوع. أحب الوقت الذي أقضيه أيضا مع ابني يوسف. أميل إلى الموسيقى، وأعزف بعضها أيضا، ولدي جهاز ميكسر في البيت ألهو عليه كلما وجدت بعض الوقت. أحب كذلك مشاهدة كرة القدم وممارستها. أقرأ أحيانا في مجال الإدارة، ولكن ليس بانتظام.

كتابي المفضل هو The Lean Startup من تأليف إريك ريس، وأعتقد أنه مناسب لأي شخص في مجال الأعمال أو ريادة الأعمال. أحب أيضا كتاب Good to Great للكاتب جيم كولينز كثيرا.

حين كنت في دبي، نصحني مدير لي بأن أتعلم شيئا واحدا في كل مجال، وكل شيء عن مجال واحد، وهي نصيحة مفيدة للغاية. عليك ألا تفوت أي فرصة لتعلم مهارة جديدة، حتى لو كنت تعتقد أنها لن تكون مفيدة. عندما تعرف القليل عن كل شيء، فهذا يساعدك في خوض محادثات مع الآخرين. أما عندما تعرف كل شيء يخص مجالا معينا، فهذا ما تركز عليه، هذا ما تفعله كل يوم.