قرارات العام الجديد.. هل هي دوما فكرة جيدة؟

بنى شعبان عبد الرحيم نجوميته الشعبية على أغنية يتعهد فيها بفتح صفحة جديدة، والإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة، لكن هل فات أوان التفكير في قرارات طموحة لتغيير حياتنا؟ ربما، إذ تشير الدراسات إلى أن 80% من قرارات العام الجديد تفشل. أحد الأسباب الرئيسية لفشل هذه القرارات هو أن بعض سلوكياتنا تكون متجذرة بعمق في وعينا، لدرجة أن الأشياء التي نريد تغييرها غالبا ما تعكس معتقدات راسخة حول نقاط ضعفنا. هذا الصوت المزعج الذي يخبرنا بأننا لسنا جيدين بما فيه الكفاية، يقودنا إلى وضع أهداف مفرطة في الطموح تؤدي إلى تدمير أنفسنا، وتصير قراراتنا جزءا من الـ 80% التي تبوء بالفشل.
كل ما تحتاج إليه هو الحب، حب الذات. أحيانا لا يجب أن يكون التغيير تحولا شاملا، لكن يجب أن يكون أقرب إلى قبول ما أنت عليه بالفعل. حين تحنو على نفسك وتتعاطف معها، وحين تفكر بصدق في أوجه القصور التي لديك، فقد ثبت أن هذا فعال أكثر من العمل على تعزيز احترام الذات. وهذا يساعدنا أيضا على أن نكون صادقين مع أنفسنا بشأن المجالات التي لا نحتاج إلى تحسينها، والقيود التي تمنعنا من التفكير في ذلك.
وأيضا.. توقف قليلا عن التفكير في تحسين نفسك: تحسين الذات هدف جيد بالطبع، إلا أن الدراسات خلصت إلى أن الإفراط في الهوس بتحسين أنفسنا غالبا ما يقيد حركتنا، ويمنعنا من التركيز على الأشياء التي يمكن أن نحققها فعلا. الغريب أن الدراسات تشير كذلك إلى أن الاهتمام بأشياء أخرى غير السعادة والرفاهية الذاتية تجعلك أكثر سعادة. لا تقلقوا، هذه ليست من أفكار الهيبيز، فالحقيقة أن المساعدة الذاتية والسعي المستمر لتحسين الذات يمكن أن يكون مضرا، ويتسبب في عواقب صحية وعقلية وخيمة تتراوح بين الاكتئاب والقلق والشعور بتدني قيمة الذات.
هل الحل في التخلي عن قرارات السنة الجديدة تماما؟ ليس بالضرورة، إلا أن الضروري هو التخلص من الضغط الذي نضعه على أنفسنا لتحقيق تلك القرارات. اتباع طريقة ألطف ربما يكون أكثر فعالية، ويمكن أن يجعلك تشعر فعلا بتحسن تجاه نفسك. وبدلا من البدء من نقطة الصفر ووضع أهداف مفرطة الطموح ومصيرها الحتمي هو الفشل، يقترح الخبراء البناء على شيء أحرزت فيه تقدما بالفعل، وبهذه الطريقة لن تشعر بالإحباط عندما تقابلك عقبات على الطريق.
جرب الرضا الفوري: الانحياز الحالي أو الرضا الفوري هو ميل عقولنا إلى إعطاء الأولوية للأهداف قصيرة المدى على الأهداف طويلة المدى، مثل ميلك إلى أن تضغط Snooze مجددا بدلا من النزول إلى الجيم في الموعد. لذا ركز على وضع مكافآت صغيرة على طول الطريق إلى المكافأة الأكبر، لأن ضخامة حجم الهدف لن تساعدك على الاستيقاظ كل صباح. الاعتماد على المكافآت الصغيرة يسمح لك ببناء الثقة تدريجيا في نفسك، وفي نفس الوقت التخلص من ذلك الصوت المزعج والهدام في داخلك.
احتفل بالانتصارات، مهما كانت صغيرة: امنح نفسك مكافأة ما عندما تتمكن من تحقيق أحد الأهداف الصغيرة، لأن شعورك تجاه نفسك يعد جزءا كبيرا من تكوين عقلية تسمح لك بتخيل ما تريد أن تشعر به. مجرد التفكير في المكاسب والتطورات الصغيرة على مدار العام يساعدك على بناء ثقتك بنفسك، وتكوين عقلية إيجابية وواقعية، وكذلك يعلمك كيف تتقبل عيوبك، وكيف تتغلب على العقبات التي تجعلك تشعر بذلك أنت لست جيدا بما فيه الكفاية.