الرجوع للعدد الكامل
الإثنين, 29 نوفمبر 2021

هل تكون الفصول الذكية حلا سحريا لأزمة تكدس المدارس؟

كيف ستستخدم وزارة التعليم فصولا ذكية لمعالجة أزمة التكدس في المدارس؟ في منتصف أكتوبر من العام الحالي، انتشرت صورة لأطفال إحدى مدارس القليوبية يجلسون على الأرض لعدم توافر مقاعد في الفصل الدراسي. اجتاحت المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي إثر ذلك حالة من الغضب، دفعت وزير التربية والتعليم طارق شوقي لمناقشة مشكلة كبيرة تواجه التعليم في مصر – نقص الفصول الدراسية. تحدث الوزير مع برنامج "الحكاية" (شاهد 31:04 دقيقة) ليوضح أن مصر كانت تعاني بالفعل من نقص في الفصول الدراسية بلغ 250 ألف فصل حينما تولى منصبه في عام 2017. وأضاف أن النقص ازداد منذ ذلك الحين، إذ ينضم 800 ألف طالب جديد كل عام إلى النظام المدرسي الأمر الذي يتطلب 28 ألف فصل دراسي جديد. وقال شوقي إن النقص في الفصول الدراسية يتجاوز حاليا 300 ألف فصل دراسي في جميع أنحاء البلاد.

سعيا لحل هذه المعضلة، أطلقت الوزارة مشروعا في عام 2019 ستنشئ بموجبه فصولا دراسية ذكية سهلة البناء والتفكيك. ومن المعتقد أن تلك الفصول الدراسية سيكون من الأسهل بناءها فضلا عن تجهيزها بأحدث تقنيات اللوحات الذكية. اليوم، نتعمق أكثر في البرنامج، ونستكشف تطوراته الآن، ولماذا نحتاج إليه وكيف يمكن أن يساعد في حل مشكلة نقص الفصول الدراسية.

إذن ما هي الفصول الدراسية الذكية بالضبط؟ الفصول الدراسية الذكية عبارة عن هياكل شبيهة بالمقطورات المتنقلة يتم إيقافها إما على أرض المدرسة أو على قطعة أرض بالقرب منها. إنها تشبه الغرف التي يقيم فيها العمال عندما يكونون في موقع لا تتوافر فيه بنية تحتية كالصحراء مثلا. وجرى تجهيز الفصول الدراسية الذكية بالكهرباء ومكيفات الهواء والمكاتب والمقاعد – كل ذلك بهدف زيادة مساحة ومقاعد الطلاب في كل مدرسة.

أين يقف المشروع؟ حتى الآن، جرى إنشاء 156 فصلا دراسيا ذكيا كجزء من المرحلة التجريبية للمبادرة مع إنشاء أول فصول دراسية ذكية في مدرسة السيدة خديجة الرسمية للغات بالقرب من المعادي، حسبما ذكرت مصادر بالوزارة لإنتربرايز. تقدم شركة نت دراجون ويب سوفت الصينية القابضة لمصر هذه الفصول الدراسية الذكية، والتي يسمونها الفصول الذكية، كجزء من شراكة استراتيجية بين مصر والصين، وفق بيان الشركة.

تخطط وزارة التربية والتعليم لإنشاء 3125 فصلا دراسيا نموذجيا خلال العام الدراسي الحالي لاستيعاب 141 ألف طالب وطالبة، بحسب ما قالته مصادر بالوزارة.

تعتبر الفصول الدراسية الذكية بديلا منخفض التكلفة للفصول الدراسية التقليدية، حسبما أخبرتنا المصادر، لكن لم نتمكن من الحصول على سعر محدد لكل وحدة بالضبط. يسمح البناء المعياري بشكل عام بالمساحات التي تكون سهلة وسريعة النقل والتركيب والتكيف. المزيد حول تقنية البناء المعياري تجدونه في نشرتنا المتخصصة في البنية التحتية "هاردهات".

قد تكون هذه الفصول ضرورية بالنظر لحجم الإنفاق على التعليم ونقص الفصول الدراسية حاليا. قال شوقي إن متوسط تكلفة بناء الفصل الدراسي الواحد يبلغ 500 ألف جنيه، مما يعني أن مصر بحاجة إلى ميزانية تتجاوز 150 مليار جنيه لمجابهة الكثافة الحالية للطلاب. وأوضح أن إجمالي موازنة قطاع التعليم للعام المالي 2022/2021 يصل إلى 110 مليارات جنيه، منها 12 مليار جنيه فقط مخصصة لاستثمارات البنية التحتية. ويقدر متوسط عدد الطلاب في كل فصل بنحو 49 طالبا، وفق الإحصائيات (بي دي إف) الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في العام الدراسي الماضي.

فائدة أخرى، هي استخدام تكنولوجيا التعليم بالمشروع: في شهر مايو، وقعت وزارة التعليم بروتوكول تعاون مع الهيئة العربية للتصنيع وشركة بروميثيان التابعة لشركة نت دراجون العالمية لتزويد الفصول الدراسية الذكية بشاشات تفاعلية، وفقا لبيان من الوزارة. كما تعاونت الوزارة في ذلك الوقت مع شركة التكنولوجيا المحلية الناشئة إس آي فيجن لتطوير أجهزة تتكامل مع الشاشات.

إتاحة تقنيات جديدة بالمدارس الريفية: بالنسبة للعديد من المدارس في جميع أنحاء البلاد حيث يكون الوصول إلى التكنولوجيا محدودا، يمكن لتلك الفصول الدراسية المتنقلة المزودة بشاشات ذكية أن تسمح للطلاب بتجربة تقنيات تعليمية جديدة، وفقا لما قاله أستاذ التربية في جامعة عين شمس حسن شحاتة لإنتربرايز. وأضاف شحاتة أن هذا هو الحال بشكل خاص في القرى الصغيرة والمناطق الريفية حيث تكون المدارس في بعض الأحيان متقادمة لدرجة أنه لا يوجد بها كهرباء في الفصول.

إليك المشكلة: لا يوجد عدد كاف من المعلمين للتدريس في الفصول الجديدة: إذا لم يكن النقص في الفصول الدراسية كافيا، فإن مصر تعاني أيضا من نقص المعلمين في المدارس الحكومية بالبلاد، الأمر الذي أدى إلى تأخير بدء تطبيق الفصول الدراسية، حسبما أوضح شحاتة. مع وجود 21 مليون طالب في المدارس الحكومية و900 ألف معلم حاليا، فإن نسبة المعلمين إلى الطلاب هي مدرس واحد لكل 23 طالبا. وتشير التقديرات إلى أن مصر بحاجة إلى 250 ألف معلم إضافي لتلبية متطلبات الطلاب وجعل الفصول أكثر فاعلية، وفق ما قاله الوزير.

ستحتاج الوزارة إلى 10 مليارات جنيه لتوظيف العدد المطلوب من المعلمين، مع زيادة مليار جنيه كل عام توجه إلى الزيادات السنوية الإلزامية، حسبما ذكر الوزير. وبدلا من ذلك، دعت الوزارة المواطنين للتطوع للعمل كمساعدين للمدرسين لسد الفجوة، مقابل 20 جنيها للحصة الدراسية الواحدة.

المعلمون بحاجة إلى التدريب على استخدام التكنولوجيا الجديدة أيضا: في حين أن الشاشات الذكية من بروميثيان هي أداة تعليمية مفيدة، فإن معلمي المدارس الحكومية ليسوا دائما مجهزين بالمعرفة الكافية لاستخدامها في التدريس، حسبما يرى شحاتة. تقوم الحكومة حاليا بهذا الأمر، لكن شحاتة طرح أيضا الحل الذي يمكن للقطاع الخاص أن يتدخل فيه ويوفر دورات تدريبية منخفضة التكلفة ويمكن الوصول إليها من قبل هؤلاء المعلمين.

ومع ذلك، فإن الفصول الدراسية الذكية هي أداة "مؤقتة" وليست حلا دائما. ماجدة ناصر، عضوة لجنة التعليم في البرلمان، من بين أولئك الذين يعتقدون أن المبادرة لا يمكن أن تكون بديلا عن الفصول الدراسية التقليدية في المدارس، وفق ما قالته لإنتربرايز. ومع ذلك، فهي توافق على أن الفصول الدراسية الذكية تساعد في توفير وصول أكثر إنصافا إلى التكنولوجيا في التعليم.

لم يتضح بعد مدى فاعلية إدخال الفصول الدراسية الذكية، ولكن مع وجود ملايين الطلاب حاليا في المدارس الحكومية من مرحلة رياض الأطفال وحتى نهاية التعليم الثانوي وتفاقم النقص في الفصول الدراسية، من المهم إيجاد حلول طويلة الأجل تضمن وصول الطلاب إلى التعليم.


أبرز أخبار قطاع التعليم في أسبوع:

  • الجامعات المصرية تجذب المزيد من الطلاب الأجانب: قفز عدد الطلاب الأجانب الملتحقين بالجامعات المصرية بنسبة 115% خلال الأعوام الدراسية الثلاثة الماضية من 2018-2019 وحتى 2021-2022، حسبما أفادت وزارة التعليم العالي.
  • منح دراسية في الزراعة الصحراوية: ستقدم جامعة الملك سلمان الدولية بالتعاون مع البنك الزراعي المصري 30 منحة دراسية كاملة في مجال الزراعة الصحراوية في محاولة لجذب المزيد من الطلاب إلى هذا المجال.
  • شراكة بين "سيرا" والصندوق السيادي و"السويدي" لإنشاء مدرستين جديدتين: وقعت شركة القاهرة مصر للتعليم – وهي شركة مشتركة بين شركتي القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية (سيرا) والسويدي كابيتال القابضة – اتفاقية شراكة مع صندوق مصر السيادي لإنشاء مدرستين جديدتين في القرية الكونية بمدينة السادس من أكتوبر، باستثمارات تبلغ 350 مليون جنيه.
  • تستعد "سيرا" أيضا لجلب معسكرات IVY الأمريكية لمصر، مع البدء بمعسكر شتوي للطلاب الشهر المقبل.
  • تعتزم أكاديمية حياة الدولية افتتاح فرعها الجديد "حياة ويست" في الشيخ زايد خلال سبتمبر

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).