روتيني الصباحي: دارا غوشة مؤسسة "داراز آيس كريم"
دارا غوشة، مؤسسة سلسلة محلات داراز آيس كريم: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. وتتحدث إلينا هذا الأسبوع دارا غوشة، مؤسسة سلسلة محلات داراز آيس كريم (لينكد إن). وإليكم مقتطفات محررة من الحوار:
اسمي دارا غوشة، وأهم ما يمكن أن تعرفه عني أني فلسطينية، ولدي ولدان، وأحب الآيس كريم.
بما أننا شركة ناشئة فإن يومي يتغير باستمرار، لا يمر علي يومان متطابقان أبدا. أضع الخطة اليومية في الصباح وفقا لما يتعين علي فعله. أستيقظ عادة في السادسة صباحا، أو بعد ذلك إذا سهرت في الليلة السابقة. وضعت طفلي الثاني منذ أربعة أشهر، لذا فإن مواعيد نومي ليست ثابتة دوما. يبدأ يومي باللعب مع طفلي حديث الولادة، أو إرسال ابني الأكبر البالغ من العمر أربع سنوات إلى المدرسة إذا استيقظت مبكرا بما فيه الكفاية. وبمجرد أن ينام طفلي الآخر أذهب إلى العمل.
إجازتي الأسبوعية يوم الجمعة فقط، وأحيانا أعمل في الإجازة. أذهب إلى فروع المحلات وكلها في مناطق مختلفة، لذا فهي ليست روتينا ثابتا على الإطلاق. أذهب في العادة إلى المصنع في المنطقة الصناعية بالسادس من أكتوبر، وأحضر اجتماعا أسبوعيا مع مديري الفروع. أحاول إنهاء العمل في الرابعة أو الخامسة مساء، كي يتسنى لي قضاء بعض الوقت مع أبنائي قبل أن أضعهم في الفراش بحلول الثامنة مساء، لأن لديهم روتينا صارما بالنسبة لوقت النوم.
ما زلت أتذكر بوضوح اللحظة التي قررت فيها إطلاق داراز آيس كريم. أنا مهووسة بالآيس كريم منذ صغري، ولو كان الأمر بيدي لتناولته على الإفطار والغداء والعشاء كل يوم. وكل مرة أسافر فيها مع زوجي، لا بد أن نجرب أفضل المحلات في المدينة التي نزورها. اكتشفنا محلا ذات مرة وأعجبني جدا، وكنت أحاول إقناع زوجي أن يطلب ست نكهات كي أجربها جميعا، لأنهم في أوروبا لا يسمحون لك بالتذوق قبل الشراء. وقتها قال لي زوجي: "دارا، إذا كنت مهووسة بالآيس كريم إلى هذا الحد، فلماذا لا تفتحين محلا؟"، ومن هنا ولدت الفكرة.
تلقيت دورة تدريبية وبدأت في اكتشاف عالم الآيس كريم والجيلاتي. ولمدة عامين شرعت في تجربة صناعته في المنزل، وتوفير المال من أجل شراء الآلات، ثم بدأت الرحلة في عام 2017 بمساعدة زوجي. لا أعتبر ما أفعله عملا تجاريا أبدا. ربما ينظر شريكي إلى الأمر من زاوية العمل التجاري، لكنني أكثر حماسا، فأنا أحب ما أفعله، وأؤديه بدافع الشغف.
بدأت أجرب العديد من الوصفات، ولم أكن أريد أن أحصر نفسي في الطريقة الإيطالية الكلاسيكية، فأنا متأثرة أكثر بالطريقة الأمريكية التي تركز على خلق تجربة ممتعة داخل الفم. الفكرة تتعلق بتغيير القوام والصوص والنكهات حتى تتوافق مع بعضها البعض. أعتقد أني أفسدت 50 قرص عسل قبل أن أصل إلى نكهة العسل الشهيرة الخاصة بنا. ولا أزال أخوض التجارب حتى أكتشف النكهات التي سيحبها المصريون. تقديم نكهة جديدة صعب للغاية، لأني لا أقدمها إلا بعد التأكد من إتقانها، وهذا يحتاج إلى العديد من التجارب. السفر كثيرا يساعدني في صنع النكهات، لكن الجائحة قطعت مصدر الإلهام هذا.
"كوفيد-19" كان تجربة جارفة لأنها منعتنا من الذهاب إلى العمل، لكنها جعلتنا نفكر في ما نريد أن نفعله، وأين نريد أن نذهب. منحتنا الجائحة الفرصة للعمل على واحد من أكبر مشاريعنا، وهو بيع عبوات الآيس كريم الخاصة بنا في محلات جورميه، وهو مشروع شارك فيه ابني من خلال مساعدتنا في التصميمات.
أجهز كل شيء في مطبخي، لهذا أجرب دوما عناصر جديدة مصنوعة يدويا، وهناك مجال لإضفاء تحسينات طوال الوقت. فأنا أرى أن هناك نقص في الجودة والمكونات الطبيعية في مجال صناعة الآيس كريم. وهذا ليس في مصر فقط، فأغلب المحلات في أوروبا مثلا تستخدم الخلطات الجاهزة، وليس لديهم أي شيء محلي الصنع.
أعتقد أننا ابتكرنا "خروجة آيس كريم" جديدة: الفكرة كلها في التجربة التي يخوضها العميل، لكني كنت أشعر طوال الوقت أن محلات الآيس كريم لا تبعث على السعادة، بينما من المفترض أنها أماكن تقدم "أفضل شيء في العالم". حين تذهب إلى محل آيس كريم تشعر أنك تريد تجربة كل النكهات، وليس مجرد قطعة صغيرة مع ملعقة بلاستيكية أصغر. لذلك قررت خلق تجربتي الخاصة مع وضع هذه التفاصيل في الاعتبار. هدفي إسعاد الناس، ولا أقصد العملاء فحسب، بل العاملين معي كذلك. أريد أن أغير السوق والمجتمع، أريد أن أخلق المزيد من فرص العمل، أريد أن أحسن من جودة الحياة.
أنا وزوجي لا بد أن نشاهد معا مسلسلا أو فيلما يوميا. نتابع مسلسل Squid Game مثل كل الناس. لم أستطع تكوين رأي ثابت نحوه بعد، فأنا في العادة أحب هذا النوع من الأعمال مثل Black Mirror، لكن هذا المسلسل مختلف. أشاهد Maid كذلك، وهو مسلسل يدور حول المرأة والعنف، وهو جيد حقا، لكني أحاول ألا أشاهده كثيرا لأنه سهل الإدمان. عندما أريد مشاهدة شيء خفيف أتجه إلى Friends، رغم أني شاهدته مئات المرات.
أعتقد أني متأخرة نوعا ما، لكني الآن مهووسة بالبودكاست. أهتم بمعرفة المزيد عن الإدارة، عن كيفية إدارة الفريق والشركة. اكتشفت أن البودكاست وسيلة لاستغلال الوقت، لذا غالبا ما أستمع إليه حين أكون في السيارة. آخر شيء استمعت إليه كان بودكاست Goal Digger.
فجأة صرت مهتمة بالبيلاتس. لكن لأني لا أملك الكثير من وقت الفراغ، فقد بدأت في حضور حصص بيلاتس عبر الإنترنت مرتين في الأسبوع. كنت أمارس الرياضة خمس مرات في الأسبوع، لكن بعد ولادة الطفلين صارت الحياة فوضى. لا أسمح لابني بمشاهدة التلفزيون إلا مرتين في الأسبوع، لذا أستغل هذا الوقت للتدريب بين السادسة والسابعة مساء.
أفضل نصيحتين تلقيتهما: زوجي يقول لي دائما: "دارا، دعي الآخرين يؤدون أعمالهم. إذا فعلت كل شيء فسوف تنهارين"، وأنا أحاول الالتزام بهذا قدر المستطاع، لكن ليس بنسبة 100% للأسف. النصيحة الثانية تعتبر درسا حياتيا، فقد رباني والداي على الامتنان لكل شيء، وعلى الطيبة والتواضع.