بالنسبة لبعض الأطفال، العودة للمدارس تعني العودة للتنمر: رغم أن الأطفال عادة ما يتطلعون إلى التواصل اجتماعيا واللعب والتعلم مع أقرانهم، إلا أن وجودهم على مقربة من مجموعات كبيرة من الأطفال الآخرين يوميا قد يعرضهم لخطر التنمر.
ما هو التنمر أو التنمر الإلكتروني؟ لا يعني التنمر دائما العنف الجسدي، إذ يتضمن أيضا الاعتداء اللفظي والإقصاء الاجتماعي ويمكن أن يكون له عواقب وخيمة على صحة الأطفال النفسية. في أغلب الأحيان، يتكرر التنمر بصورة يومية، ولو تعرض الطفل للتنمر الإلكتروني يصبح من الصعب التخلص من المنشورات والتعليقات المؤذية إذ أنها متاحة للجميع للاطلاع عليها.
لماذا يتنمر الأطفال على بعضهم البعض؟ للتنمر أسباب عديدة من بينها السعي للفت الانتباه والغيرة وانعدام الأمن العاطفي والنفسي أو الرغبة في الشهرة. غالبا ما يكون المتنمرون ضحايا للتنمر ويتطلعون إلى تسلق السلم الاجتماعي من خلال دفع الآخرين للأسفل.
هل التنمر شائع إلى هذا الحد؟ لسوء الحظ نعم، التنمر شائع جدا في المدارس. قال ثلث الأطفال بالمدارس حول العالم إنهم تعرضوا للتنمر، وفق معهد اليونسكو للإحصاء. تبدو الأرقام في مصر أعلى بكثير، إذ ذكر 70% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 13 إلى 15 عاما أنهم تعرضوا للتنمر، حسبما قالت مديرة قسم الإعلام في يونيسف مصر هالة أبو خطوة في تصريحات سابقة شاهد (2:09 دقيقة).
كيف نمنع التنمر؟ من المهم أن تجري محادثة صريحة وصادقة مع طفلك بشأن التنمر. أولا، وضح لهم ما يعني التنمر. ثانيا، حاول أن تكون قدوة يحتذى بها وعامل أطفالك والناس من حولك بلطف واحترام. ثالثا، اطلب منهم التحدث إذ شهدوا حالة تنمر. إذا دعم طفلك شخصا عند تعرضه للتنمر، على الأرجح سيفعل الطرف الآخر الشيء نفسه. أخيرا، تحدث إلى إدارة المدرسة لتعرف إن كان لديهم إجراءات لمكافحة التنمر. إذا لم يكن هذا موجودا، اقترح عليهم مثلا تعيين أخصائي نفسي للأطفال لتقديم المساعدة للمتنمرين وضحايهم.
هل يتعرض طفلي للتنمر؟ لتعرف إن كان طفلك يتعرض للتنمر في المدرسة عليك التواصل معه يوميا. يمكنك البدء بإخبار أطفالك كيف مر يومك قبل أن تطلب منهم أن يفعلوا المثل. من المهم أيضا أن تستمع إليهم دون لومهم على شيء أو القفز لأي استنتاجات وكن دائما منفتحا أثناء الحوار. حاول كذلك أن تلاحظ إن كان هناك أي علامات جسدية أو نفسية عليهم. تقول اليونيسف إن ضحايا التنمر من الأطفال ربما يحجمون عن الذهاب للمدرسة أو المشاركة في الأنشطة والفعاليات المدرسية. مع استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي في أعمار مبكرة جدا في الوقت الحاضر، ربما عليك أيضا مراقبة نشاط أطفالك عبر الإنترنت للتأكد أنهم لا يتعرضون للتنمر الإلكتروني.
في حالة وجدت أن طفلك يتعرض للتنمر، ماذا تفعل حينها؟ كن بجواره وادعمه، لكن لا تتعامل مع مشكلته باعتبارها مشكلتك. مواجهة الشخص المتنمر بنفسك سيجعل طفلك يتجنب الحديث معك عن مشكلاته. حاول بدلا من ذلك التواصل مع المعلمين واطلب منهم التركيز مع طفلك، إذ أن معظم المتنمرين لا يمارسوا التنمر أمام المعلمين. في حالة التنمر الإلكتروني، قم بحظر والإبلاغ عن الأشخاص الذين يتنمرون على طفلك عبر الإنترنت. يمكنك أيضا أن تعلم أطفالك مواجهة المتنمرين من خلال تعزيز ثقتهم في أنفسهم والتدرب على الرد على المتنمرين. من المهم أيضا أن يكون لطفلك شخص يحدث معه للتصدي للتنمر. إن لم يتحدث طفلك معك بصراحة، حاول أن تحثهم على فعل ذلك مع شخص آخر مثل أفراد العائلة أو أخصائي نفسي للأطفال.
مبادرات مصرية لمكافحة التنمر قد تساعدك: أسس مصطفى أشرف Advice Seekers في عام 2014 بعد انتحار أحد أصدقائه. تنشر المبادرة فيديوهات توعوية عن التنمر، كما تقدم يونيسف مصر مصادر إضافية ومعلومات يمكنها المساعدة أيضا.