السودان: سد النهضة لم يؤثر على إمدادات المياه حتى الآن
السودان: ملء سد النهضة لم يؤثر على إمدادات المياه، لكن كانت له تكلفة باهظة. قال وزير الري السوداني ياسر عباس في تغريدة له أمس إن الملء الثاني لخزان سد النهضة الإثيوبي، الذي أنهته أديس أبابا في أواخر الشهر الماضي، "لم يكن له أي تأثير سلبي" على الفيضانات الموسمية، لكنه "أجبر السودان على عمل تحوطات مكلفة ذات اثر اقتصادي و اجتماعي كبير" في غياب اتفاق مع إثيوبيا بشأن ملء وتشغيل السد.
ما الضرر الذي وقع على السودان جراء الملء الثاني للسد؟ إصرار إثيوبيا على المضي قدما في خطط ملء السد من جانب واحد دون التوصل إلى اتفاق ملزم مع مصر والسودان، أجبر الخرطوم على اتخاذ تدابير "مكلفة" لإدارة الأزمات في حالة حدوث فيضانات مدمرة أو نقص في إمدادات المياه، على غرار العام الماضي عندما قامت إثيوبيا بملء السد من جانب واحد، ما ساهم بشكل مباشر في فيضانات النيل الأزرق الشديدة التي سببت دمارا هائلا في السودان.
الجانب المشرق: كان السودان لأول مرة قادرا على استخدام سدوده لتخفيف حدة الفيضانات السنوية الغزيرة – التي دمرت تاريخيا المجتمعات في جميع أنحاء البلاد. وشهدت الفيضانات في يوليو تدفقات "غير متوقعة" من المياه المتدفقة من النيل الأبيض – أحد الروافد الرئيسية للنهر – والتي تجاوزت أي كمية من الفيضانات واجهتها البلاد خلال القرن الماضي. وأوضح الوزير أن فيضانات هذا العام شهدت تدفقات يومية قياسية تراوحت بين 120 و130 مليون متر مكعب يوميا مقارنة بفصول الصيف السابقة التي تراوحت بين 70 و80 مليون متر مكعب يوميا.
تأثير الملء الثاني على مصر غير معروف حتى الآن: لم يتضح حتى الآن ما إذا كان للملء الثاني لسد النهضة تأثير مباشر على إمدادات المياه في مصر أم لا. لكن احتمال حدوث نقص في المياه جعل مصر تعطي الأولوية لمشاريع الموارد المائية، من إعادة تأهيل وتبطين الترع إلى محطات تحلية المياه، والتي قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إنها ستساعد في تعويض تأثير السد على إمدادات المياه في البلاد.
لا تقدم في المحادثات: وصلت الجولة الأخيرة من المحادثات التي استمرت أربعة أيام بين مصر والسودان وإثيوبيا في كينشاسا مرة أخرى إلى طريق مسدود بعد أن فشلت الدول الثلاث في الاتفاق على كيفية المضي قدما في المفاوضات. وقضت مصر والسودان معظم الشهر الماضي في الضغط على مجلس الأمن والقوى العالمية لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إثيوبيا والضغط عليها للعودة إلى طاولة المفاوضات مع وسطاء جدد، لكن المجلس امتنع عن إدانة قرارها بملء السد من جانب واحد. ودعا البلدان الثلاثة إلى مواصلة المفاوضات الحالية التي يقودها الاتحاد الأفريقي.