انتعاشة مرتقبة لأسهم الأسواق الناشئة بدعم من أسعار السلع وتوقعات الأرباح
ربما تقترب فترة الركود بأسهم الأسواق الناشئة من نهايتها، فقد عززت الطفرة في أسعار السلع والتفاؤل بشأن الأرباح اهتمام المستثمرين بشركات العالم النامي، بحسب وكالة بلومبرج. ويتوقع كل من جولدمان ساكس وبنك أوف أمريكا ولازارد لإدارة الأصول زيادة التدفقات الواردة إلى أسهم الأسواق الناشئة المقومة بأقل من قيمتها مع تسارع وتيرة توزيع اللقاحات المضادة "كوفيد-19" ومواصلة التعافي العالمي، على الرغم من العوامل المعاكسة في آسيا والناجمة عن الإجراءات الصارمة الصينية ضد كبرى الشركات.
واصلت مؤشرات الأسواق الناشئة أداءها الضعيف منذ الأزمة المالية. وارتفع مؤشر إم إس سي آي لأسهم الأسواق الناشئة بنسبة 8% فقط خلال العشر سنوات التي تلت الأزمة المالية العالمية، وهو حاليا أعلى بقليل من ذروة السوق بعد الأزمة في عام 2011. وفي الوقت نفسه، زادت قيمة الأسهم بالأسواق المتقدمة بأكثر من الضعف. ومنذ بداية العام الحالي حتى الآن، انخفض مؤشر أسهم الأسواق الناشئة بنسبة 5%، بينما قفز مؤشر الشركات في الاقتصادات المتقدمة بنسبة 14%.
بنك جولدمان ساكس "متفائل للغاية" بشأن أسهم الأسواق الناشئة، بحسب تصريحات أحد المحللين لبلومبرج، والذي أضاف أن عملات البرازيل وروسيا والمكسيك تعد أفضل الخيارات. وفي غضون ذلك، رجح أحد المحللين الاستراتيجيين لدى بنك أوف أمريكا أن تتواصل الوتيرة السريعة لتدفقات رؤوس المال إلى الأسواق في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا والتي بدأت منذ مارس الماضي، وهو ما عزاه إلى "المحركات الكلية الداعمة وتقييمات الأسهم". وتوقع محللون في وقت سابق أن ترتفع أسهم الأسواق الناشئة بنسبة 15% في الأشهر الـ 12 المقبلة.
قد تحتاج الأسواق الناشئة إلى بعض الوقت لإظهار إمكاناتها: قال أحد المحللين لدى شركة ستيت ستريت إنه، بمجرد أن ترتفع معدلات التطعيم، فمن المتوقع أن تتفوق أسهم الأسواق الناشئة على أدوات الدين بتلك الأسواق بل وأن تتمكن من اللحاق بأسهم الأسواق المتقدمة. وقال المحلل لبلومبرج "لا تستبعد المستهلك بالأسواق الناشئة عندما تتراجع تأثيرات الجائحة على النشاط الاستهلاكي"، مضيفا أن التكنولوجيا ستلعب دورا رئيسيا في تعزيز نمو الدول النامية.
ولكن هناك البعض الآخر الأكثر تشاؤما: حذرت شركة بلاك روك من خطر حدوث تأثيرات سلبية دائمة على نمو الأسواق الناشئة نتيجة تباطؤ معدلات التطعيم، وسحب دعم السياسة النقدية، وتزايد حالة عدم اليقين بشأن مسار الدولار. وقد بدأ العديد من البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة في رفع أسعار الفائدة نتيجة ارتفاع التضخم، وهو ما وصفته بلاك روك بأنه يزيد من مخاطر تلك التأثيرات.