تسونامي ميسي يجتاح الميركاتو الصيفي
ميسي يتخلى عن برشلونة بعد 18 عاما: بعد مسيرة أسطورية صنعت شعبية جديدة للنادي الكتالوني، قرر اللاعب "الأعظم على الإطلاق" البحث عن وجهة جديدة في سنواته الأخيرة في ملاعب كرة القدم. وقال برشلونة في بيان صحفي مساء أمس "يأسف الطرفان بشدة أن رغبات اللاعب والنادي لن تتحقق". وهكذا نشهد اليوم نهاية عصر وأرقام أسطورية حققها ليونيل ميسي في أسبانيا وقد لا نرى مثلها لعقود مقبلة. وكان ميسي قد ألمح إلى خلافه الجذري مع النادي منذ بيع نيمار، والقيادة السيئة لإدارة النادي في عهد الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو. وتحدث ميسي عن عدم رضاه على القرارات التي يتخذها النادي في مقابلة مع موقع جول (شاهد 18:40 دقيقة). ولكن رغم رحيل بارتوميو وقدوم خوان لابورتا، لم يستطع برشلونة الحفاظ على أهم لاعب في تاريخ النادي، في ظل استمرار التخبط فنيا وإداريا وماليا.
إلى أين يذهب ميسي ومن يتحمل راتبه؟ رغم انتقاله الحر، وفي عمر الـ 34، سيكون الحصول على خدمات ميسي أمرا مكلفا للغاية، حتى على أكثر الأندية ثراء، وخاصة باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي، الأقرب حسب التكهنات والتمنيات السابقة لضم الأرجنتيني. ولكن السيتي أنفق لتوه 100 مليون إسترليني لضم نجم وسط أستون فيلا والمنتخب الإنجليزي جاك جريليش، في أغلى صفقة في تاريخ الدوري الإنجليزي. وبات من الصعب على بطل الدوري الإنجليزي وملاكه الإمارتيين إنفاق المزيد هذا الصيف لضم ميسي الذي قد لا يحتاجه فنيا، ولكن ختام ليونيل لمسيرته إلى جوار مدربه المفضل جوارديولا، ربما سيصنع شعبية غير مسبوقة يحتاجها بشدة أزرق مانشستر.
ما الذي يحدث في برشلونة؟ مع تجاوز ديون العملاق الكتالوني مليار دولار، وجد النادي نفسه مضطرا لخفض النفقات بشكل كبير، وبالتحديد في ما يتعلق برواتب اللاعبين. ويحاول برشلونة الآن التخلص من بعض لاعبيه الذين يتلقون رواتب عالية وخفض أجور آخرين، في محاولة للامتثال للوائح الدوري الإسباني بشأن سقف الرواتب. هناك الكثير من الأحاديث عن المهاجم أنطوان جريزمان الفائز بكأس العالم 2018 مع فرنسا، والذي يقال إن راتبه الأسبوعي يتجاوز 410 آلاف يورو، وبالتالي يحاول النادي بيعه للاستفادة من العائد المادي. بعض التقارير تشير إلى أن برشلونة يجري محادثات مع أتليتكو مدريد الفريق السابق لجريزمان، بينما أشارت تقارير أخرى إلى اهتمام يوفنتوس، واتجهت غيرها إلى تأكيد أن اللاعب يرفض المغادرة.
صدق أو لا تصدق: أبرم برشلونة مجموعة كبيرة من التعاقدات الجديدة، لكن الدوري الإسباني لن يسمح لهم بالانضمام إلى النادي حتى يتمكن من حل أزمة الرواتب، وهو ما يطرح تساؤلا بشأن ما إذا كان بإمكان سيرجيو أجويرو مهاجم مانشستر سيتي السابق والجناح الهولندي ممفيس ديباي والمدافع البرازيلي إيمرسون اللعب للنادي الموسم المقبل.
ومع انتهاء بطولتي أمم أوروبا وكوبا أمريكا، يبدأ موسم الانتقالات في الاشتعال. فقبل أسبوعين فقط على بدء الدوريات الأوروبية، و3 أسابيع ونصف على انتهاء فترة الانتقالات في 31 أغسطس، تنشط الأندية لاجتذاب اللاعبين الذين تحتاج إليهم لتدعيم صفوفها.
ما بين باريس سان جيرمان ومانشستر يونايتد: يبدو أنه ميركاتو ناجح حتى الآن بالنسبة للناديين الفرنسي والإنجليزي، فالأول نجح في ضم بعض أفضل لاعبي أوروبا بأسعار بخسة. أولى صفقات باريس كانت أسطورة ريال مدريد وأحد أفضل مدافعي العالم، سيرجيو راموس، وتلاه جيانلويجي دوناروما، الذي اختير كأفضل لاعب في يورو 2020، وهو أحد أفضل حراس المرمى في العالم رغم أنه لا يزال في الـ 22 من عمره. الملاحظة المهمة هنا أن كلا اللاعبين وقع للنادي الفرنسي مجانا بعد انتهاء عقديهما مع ريال مدريد وميلان، وبهذا لم يضطر ملاك باريس سان جيرمان لدفع سنت مقابل التعاقد مع اثنين من أفضل لاعبي القارة. وبالإضافة إلى هذا، نجح النادي في التوقيع مع الظهير المغربي الشاب أشرف حكيمي من إنترميلان الإيطالي مقابل 60 مليون يورو.
في مانشستر، نجح الشياطين الحمر في سد اثنتين من أكبر الثغرات لديهم بالتعاقد مع جادون سانشو من بوروسيا دورتموند مقابل 73 مليون جنيه إسترليني، والمدافع الفرنسي رافاييل فاران من ريال مدريد بمبلغ 50 مليون يورو.
لعبة الكراسي الموسيقية مستمرة: بعد إقالة جوزيه مورينيو من الإدارة الفنية لفريق توتنهام الإنجليزي بعد 17 شهرا، انتقل المدرب البرتغالي إلى الدوري الإيطالي لتدريب روما. وغادر جوليان ناجلسمان فريق لايبزج إلى بايرن ميونيخ خلفا لهانسي فليك، الذي سيتولى تدريب المنتخب الألماني. إيفرتون خسر كارلو أنشيلوتي لصالح ريال مدريد، فاتخذ قرارا بتعيين الإسباني رافاييل بينيتيز، الذي طالما عادته جماهير الأزرق خلال السنوات الست التي قاد فيها الجار والعدو ليفربول.
إلى أين يذهب هاري كين؟ رغم أنه واحد من أفضل مهاجمي العالم، فإنه لم يفز بأي بطولات خلال مسيرته، ويريد الرحيل إلى ناد ينافس على البطولات الكبرى، وهو ما نقله بوضوح إلى إدارة النادي اللندني. لكن عددا قليلا من الأندية يمكنها تحمل سعر كين (يقال إنه في حدود 150 مليون جنيه إسترليني)، فإلى أين يرحل؟ من المستبعد انتقال قائد المنتخب الإنجليزي إلى المنافس تشيلسي، أما باريس سان جيرمان فلديه كيليان مبابي ونيمار وإيكاردي، بينما ليس من المرجح أن ينفق مان يونايتد هذا المبلغ بعد الصفقات الكبرى التي أبرمها بالفعل، وبالتالي لا يتبقى سوى مان سيتي الذي يفتقد المهاجم الكلاسيكي بعد رحيل أجويرو إلى برشلونة. المؤكد أن الملاك الإماراتيين لديهم القوة المالية اللازمة للحصول على اللاعب، فيما تستمر الشائعات منذ أسابيع بأنهم يجهزون عرضا قريبا.
ولكن كين اتخذ قراره: رغم هاري كين حضور التدريبات مع ناديه توتنهام خلال الأيام الماضية، حسبما ذكرت سكاي سبورتس، في مؤشر جديد أن اللاعب فاض به الكيل مع إدارة النادي التي يقول أنها خلفت وعودها معه بالسماح له بالرحيل هذا العام. ويريد كين الواثق من قدراته كأحد أعظم الهدافين في العصر الحالي، الحصول على أي بطولة بدلا من البقاء مع السبيرز الذين لم يحققوا أي بطولة منذ زمن بعيد.
وبما أننا أشرنا إلى مبابي.. لا يبقى في عقد النجم الفرنسي الشاب مع باريس سوى موسم واحد فقط، وتشير التقارير إلى أنه لا يريد التجديد، مما يضع النادي في مأزق: هل يضطر لبيع اللاعب خلال الصيف للحصول على أفضل استفادة مادية، أم يضطر لتركه مجانا في الموسم المقبل؟ معظم الصحفيين الرياضيين يفترضون أن ريال مدريد سيكون الوجهة التالية لمبابي، سواء هذا الموسم أو الذي يليه. ولكن نظرا لسوء الوضع المالي في مدريد، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان النادي سيتمكن من تدبير الأموال اللازمة للصفقة بالإضافة إلى الراتب.
لا ميركاتو دون بول بوجبا: يبدو أن لاعب الوسط الفرنسي لا يزال يفكر في الرحيل عن أولد ترافورد، وتشير بعض التقارير إلى اهتمام باريس سان جيرمان بالحصول على توقيعه. ينتهي عقد بوجبا بنهاية الموسم القادم أيضا، وبهذا يقع مانشستر يونايتد في خطر السماح له بالمغادرة مجانا بعد أن دفع مقابله 90 مليون جنيه إسترليني قبل بضع سنوات. لكن مع تبدل الوضع بوصول مواطنه الفرنسي رافايل فاران، وإظهار إدارة النادي مزيدا من الطموح في سوق الانتقالات، ربما يتغير رأي بوجبا، وربما تنجح الإدارة في تأمين مطالبه هو ووكيل أعماله مينو رايولا.