روتيني الصباحي: جيمس هارمون رئيس صندوق المشروعات المصري الأمريكي
جيمس هارمون رئيس صندوق المشروعات المصري الأمريكي: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدءون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع جيمس هارمون رئيس صندوق المشروعات المصري الأمريكي. وهذه مقتطفات محررة من حوارنا معه:
أنا جيمس هارمون، رئيس صندوق المشروعات المصري الأمريكي، وهو صندوق استثمار تأسس بواسطة الكونجرس الأمريكي في عام 2011، لمساعدة القطاع الخاص المصري في أعقاب ثورة يناير 2011 والتراجع الحاد حينها في السياحة والاستثمارات الأجنبية المباشرة. وحتى اليوم، عملنا مع خمسة مديري صناديق جديدة لاستثمار أكثر من 200 مليون دولار في أكثر من 75 شركة ساهمت في خلق أكثر من 15 ألف فرصة عمل. استثماراتنا ساعدت على جذب استثمارات أجنبية مباشرة إلى مصر بقيمة 447 مليون دولار.
عندما وصلت إلى القاهرة للمرة الأولى في عام 2012، كان هناك جفاف في الاستثمارات الأجنبية. الأزمة السياسية في هذا الوقت أثارت فزع المستثمرين. أدركت مبكرا أن من أجل أن ننجح، يجب أن تقود الجهود المصرية صندوق المشروعات المصري الأمريكي. في عام 2014، قمنا بـ "تمصير" الصندوق من خلال جلب فريق من المواهب المصرية الخبيرة في القطاع المالي، ليكونوا مستشارين لاستثماراتنا. اليوم، كل مديري محافظ استثماراتنا مصريون وأغلب أعضاء مجلس إدارتنا إما مصريون أو مصريون أمريكيون يتحدثون العربية ولديهم خبرة عميقة بالقطاع الخاص في مصر.
بدأنا أول استثمار لنا في عام 2015 مع شركة فوري. إنه حلم كل مستثمر أن يحقق نجاحا بهذا الحجم في أول استثمار له. حققت فوري ذلك بعد أن أصبحت أكبر منصة للمدفوعات الإلكترونية التي تخدم الآن نحو ثلث سكان مصر، ومؤخرا أصبحت أول "يونيكورن" بعد أن تجاوزت قيمتها السوقية المليار دولار. استثمارنا الثاني كان في شركة ثروة كابيتال، أكبر مقدم للخدمات المالية غير المصرفية في مصر، والتي أصبح اسمها الآن كونتكت المالية القابضة، والتي ساعدت أيضا في توسيع الوصول إلى التمويل إلى شريحة كبيرة من السكان لا تمتلك حسابات بنكية.
درس مهم في الحياة للمستثمرين: إذا بدت الأمور قاتمة تماما، عادة ما يكون هذا هو أفضل وقت للاستثمار. هذه المقولة أثبتت صحتها في مصر منذ عام 2015، كما هو واضح من نجاح استثماراتنا الأولى.
الجائحة مشابهة لتجربتنا عندما وصلنا إلى مصر للمرة الأولى وكان القطاع الخاص في أمس الحاجة لاستثمارات أجنبية. كان علينا تعزيز دعمنا للقطاع الخاص المصري، مثلما فعلنا في عام 2015. أقرضنا شركة فوري للتمويل متناهي الصغر 10 ملايين دولار لدعم الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر. وارتضينا بتحمل الخسارة الأولى من القرض، وهو ما لا تفعله البنوك بشكل عام، وذلك من أجل التوسع في التمويل الإضافي للشركات التي تضررت من الجائحة. وأيضا شاركنا في الاستثمار في أكبر مشغل بقطاع الرعاية الصحية في منطقة الدلتا. ولاحقا في نفس العام، ساعدنا مستشار الاستثمار لدينا منذ وقت طويل – لوراكس كابيتال بارتنرز – لإتمام أول صندوق استثمار مستقل له، من خلال المساهمة بـ 50 مليون دولار في واحدة من إغلاقات الصناديق القليلة التي تمت في منطقة الشرق الأوسط خلال 2020.
نعمل عن قرب مع كل شركاتنا لنعرفهم على مستثمرين أمريكيين، وكي نوفر لهم القدرة على بناء القدرات والمساعدة الفنية لتوسيع أعمالهم. ربطنا بين شركة كونتكت المالية التي نستثمر بها وشركة برودينشيال فايننشال واحدة من أكبر شركات التأمين في الولايات المتحدة، والتي تساهم الآن في توسعة نشاط تأمينات الحياة التي أسستها كونتكت حديثا. وساعدنا أيضا عيادات داوي التي نستثمر بها في التوسع في خدمات الاستشارات الطبية عبر الهاتف لتصل لعدد أكبر من المواطنين خلال الجائحة.
حاليا نبحث عن شخص يعمل كممثل للصندوق على الأرض في القاهرة. وجود شخص ما يعمل ما الشركات التي نستثمر بها ويجد فرص استثمارية جديدة لنا سيساعدنا على زيادة دعمنا للقطاع الخاص في مصر.
في عام 2019 بدأنا توجيه اهتمامنا إلى الاستثمار في قطاعات التنمية عالية التأثير، مثل الرعاية الصحية والتعليم والزراعة. وندرس حاليا استثمارات في البنية التحتية. أعمل كرئيس مشارك لمعهد الموارد العالمية، وهو مركز رائد في مجالي الأبحاث البيئية عالميا، وآمل أن أكون قادرا على الاستفادة من خبرات المركز لمساعدة مصر في معالجة تغير المناخ والنقل الحضري.
حتى الآن استثمرنا أكثر من 200 مليون دولار، ووصلت تعهداتنا الاستثمارية تقريبا إلى إجمالي المبلغ الأصلي البالغ 300 مليون دولار الذي خصصته الحكومة الأمريكية للصندوق. وتتجاوز القيمة السوقية لمحفظة استثماراتنا حاليا أكثر من 600 مليون دولار. وفي رأيي من المرجح أن يتجاوز هذا الرقم 700 مليون دولار. معدل العائد لدينا يتجاوز 20% سنويا، وهو ما أثار اهتمام المؤسسات الأمريكية التي أصبحت ترغب حاليا في الاستثمار داخل مصر.
لدينا فريق من سبعة موظفين يعملون من نيويورك يساعدون في الإشراف على استثماراتنا وإدارة محافظنا. وفقا للوائح الصندوق، يجب أن يتكون مجلس إدارة الصندوق من ستة مواطنين أمريكيين وثلاثة مصريين (حاليا، هناك ثلاثة من الستة الأمريكيين يحملون الجنسية المصرية أيضا). في السابق، كان موظفونا يسافرون إلى مصر كل ثلاثة أشهر، لكن الآن انتقلت العديد من الاجتماعات إلى تطبيق زووم بسبب "كوفيد-19". نخطط لبدء السفر إلى مصر قريبا. يساعد فريقنا في نيويورك في مراقبة الشؤون المالية للصندوق، وقياس تأثيرنا التنموي وإدارة العلاقات مع أصحاب المصلحة في مصر والولايات المتحدة. بدأنا الآن في تسويق مصر للمؤسسات الأمريكية ومكاتب إدارة الاستثمارات العائلية.
توفير الوقت الذي كان يذهب في السابق في السفر والتنقل يعتبر أمرا مريحا، على الرغم من أن الأفضل دائما التواجد وسط الناس وبناء العلاقات معهم. أود القول بأننا قمنا بتحسين مستوى تواصلنا مع القاهرة وزادت اتصالاتنا مع مديري محفظتنا بشكل كبير. تمكنا من زيادة التواصل بين فريقنا لأننا نكون معا على الهاتف كل صباح لمراجعة ما نعمل عليه.
لا يتوق الجميع للعودة إلى المكتب بداوم كامل بعد عام من العمل من المنزل. نحن نعمل من المكتب يوما واحدا في الأسبوع وحسب الحاجة لإجراءات اجتماعات وجها لوجه. سنبدأ العمل ليومين في الأسبوع في سبتمبر. مثل العديد من الشركات، نتعامل مع نموذج عمل هجين، يهدف إلى أن يكون مرنا وأكثر كفاءة لمؤسستنا.
التحدي الذي نواجهه حاليا هو توظيف رأس المال الإضافي المتبقي لدينا في استثمارات تعمل على تحسين نوعية حياة المصريين ودعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد. نعيد ضبط استراتيجيتنا ونحرص على دعم المزيد من مديري الصناديق في مصر.
تمكنت شخصيا خلال فترة الإغلاق من الانتهاء من كتاب سينشر في وقت ما في نوفمبر 2021. إنها مذكرات أسميتها "Up and Doing"، وهي عبارة مأخوذة من قصيدة بعنوان "مزمور الحياة" للشاعر الأمريكي هنري وادرورث لونجفيلو كان والدي يقولها وهو يوقظني أنا وأختي كل صباح. والموضوع الرئيسي للقصيدة هو تحقيق أقصى استفادة من الحياة. لم يكن لدي الوقت الكافي لكتابة هذا الكتاب لولا "كوفيد-19".
عادة ما أستيقظ في السابعة صباحا وأول شيء أفعله كل صباح هو التمدد. على مدى سنوات من لعب التنس، تعرضت لإصابات طفيفة، لذلك أقوم بتمارين التمدد وبعض التمارين الصباحية الأخرى للحفاظ على لياقتي. ثاني شيء أفعله هو التحقق من رسائل البريد الإلكتروني وقراءة إنتربرايز ونيويورك تايمز وفايننشال تايمز. عندما يكون الطقس دافئا، أسبح في حمام السباحة لفترات طويلة وأتناول وجبة إفطار خفيفة مع عصير الفاكهة والخضروات. بعد ذلك، يكون لدى مكالمات أو اجتماعات عبر زووم لبقية اليوم.
في العام الماضي، أمضيت من ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا في كتابة كتابي. أقوم بتمارين رياضية مرة أخرى في وقت متأخر من بعد الظهر، ثم أتناول العشاء وأقضي بعض الوقت في القراءة في المساء قبل النوم. أحب لعب الجولف والتنس خلال عطلة نهاية الأسبوع. لدي أيضا حديقة خضروات صغيرة أعتني بها كهواية. لا يوجد شيء أفضل من الخروج إلى الحديقة وجمع الطماطم التي زرعتها.
على الرغم من أني كنت غزير القراءة على مدار حياتي، فإني هذا العام لم أقرأ بالقدر المعتاد. مؤخرا قرأت مذكرات باراك أوباما "أرض الميعاد". كأول رئيس أمريكي من أصل أفريقي لأمتنا، فهو شخصية تاريخية مهمة وشخص كنت محظوظا لمعرفته بشكل شخصي. استمتعت بكتاب آخر هو كتاب بيتر هيسلر "المدفون: علم آثار الثورة المصرية". كانت قراءة ممتعة قدمت نظرة ثاقبة لحياة المواطن المصري العادي.
أفضل نصيحة تلقيتها على الإطلاق كانت من والدي، والذي كان يقول لي "ستتعلم أكثر عندما تستمع أكثر مما تتحدث".