الرجوع للعدد الكامل
الإثنين, 28 يونيو 2021

هل يمكن التنبؤ بالصراعات المستقبلية عن طريق الأدب؟

كيف يستخدم العلماء الأدب لمعرفة صراعات العالم المقبلة؟ منذ حوالي عامين، تقدم أستاذ الأدب المقارن يورجن فيرتهايمر وفريقه الصغير من علماء الأدب للجيش الألماني بمشروع غريب. وقال فيرتهايمر إنه من خلال النظر في الكتب والكتابات الأخرى التي تنشر، يمكنه وفريقه تحديد الحروب الأهلية والكوارث الإنسانية بشكل مسبق، بحسب صحيفة الجارديان. ونجح الاقتراح في الحصول على موافقة الجيش، وتمت تسميته بمشروع كاساندرا، مستوحيا اسمه من كاهنة طروادة وفقا للأسطورة اليونانية التي تمتعت بالبصيرة.

ويعتمد المشروع على نظرية أن الروايات يمكن أن تعمل كنوع من المقياس الأدبي للزلازل، بحسب فيرتهايمر، من خلال إعطاء إشارات تحذير ومؤشرات للتوجهات الاجتماعية والحالات المزاجية التي تفيض على السطح. ويعزو ذلك إلى الكتاب الذين لديهم "موهبة حسية" تساعدهم على تخيل عالم يعكس العواطف الداخلية لحياة الأفراد. علاوة على ذلك، إذا كنت تؤمن بأن "التاريخ يعيد نفسه"، فإن النظر في الكتب المنشورة خلال فترات ذروة الصراع يمكن أن يحدد أنماط الأزمات الماضية، مما يساعد على السماح بدرجة معينة من "التنبؤ" بالاضطرابات المستقبلية، طبقا لموقع هيستوري إن بوليتيكس.

ما هو المشروع كاساندرا؟ يهدف المشروع إلى تسليط الضوء في وقت مبكر على التحولات في السياقات المجتمعية للسماح بالتنبؤ بالتصعيد المحتمل للصراع. وبدأ المشروع من خلال مراجعة الموضوعات والحجج في الكتب باستخدام تقنيات التنقيب عن النصوص، التي تبحث عن الكلمات والعبارات الانفعالية في الكتابة. ومع ذلك، سرعان ما جرى استبعاد هذا الخيار عندما أصبح من الواضح مقدار الوقت والتحيز الذي ستشمله العملية. وبدلا من ذلك، قرر الباحثون التركيز على "البنية التحتية الأدبية" التي تتضمن تحليل ما يحدث حول النص وكيف يجري تلقيه. وينظر العلماء إلى ما إذا كان الكتاب حصد جوائز أو حظرته الدولة، أو لو كانت بعض الموضوعات تلقى في دائرة الضوء أو تستبعد من الكتابة، وكل منها يسهم في الإشارة إلى توجهات الدعاية المحتملة من قبل الأنظمة أو قمع بعض الموضوعات أو حدوث تحول في الرأي العام.

المنهجية: كان تحويل النقد الأدبي إلى نقاط بيانات أحد المتطلبات التي وضعتها وزارة الدفاع الألمانية لتمويل المشروع، وذلك بهدف وضع "خرائط عاطفية" لمناطق الأزمات، وخاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا. وطور الباحثون نظام نقاط لكل كتاب عبر 9 مؤشرات، هي الوصول الموضوعي والرقابة على النص والرقابة على المؤلف والاستجابة الإعلامية والفضائح حول النص والفضائح حول المؤلف والجوائز الأدبية للمؤلف والجوائز الأدبية للنص والاستراتيجية السردية. ومنح كل مؤشر درجة بين -1 و+3، وكلما زادت الدرجة الإجمالية في النهاية، زادت خطورة النص. ومن خلال دراسة العديد من الكتب من مناطق مختلفة، تمكن العلماء من وضع درجة لمدى احتمالية اندلاع الصراع في منطقة ما.

تمكن المشروع كاساندرا من التنبؤ باحتجاجات 2019 في الجزائر قبل عامين من بدايتها. وتضمنت بعض الكتب المستخدمة لدراسة الجزائر كتاب "كتابة الجسد" للمؤلف مصطفى بن فضيل، والذي يحكي قصة خيالية عن عالم فيزياء فلكية يقتل في حادث سيارة غامض يوم الانتخابات الرئاسية، وحصل الكتاب على 20 نقطة. وهناك أيضا رواية "الشرخ" لمحمد شريف لعشيشي، والتي تصور العنف داخل السجون الجزائرية، وحصلت على 22 درجة.

بعض الكتب تمكنت من التنبؤ بالتوجهات المستقبلية من قبل، وأشهرها تحفة جورج أورويل "1984"، التي توقعت مستقبلا من الفساد والرقابة الحكومية، وفقا لموقع ذا أتلانتيك. وهناك كتب أخرى أقل شهرة كانت تنبأت بالمستقبل بشكل "مخيف"، تذكرها مجلة التايم. فعلى سبيل المثال، توقع كتاب "Stand on Zanzibar" لجون برونر عام 1968 تأسيس الاتحاد الأوروبي وتصاعد الإرهاب العالمي وزيادة قبول زواج المثليين وإلغاء تجريم الماريجوانا. ومن المدهش أيضا توقعه اسم الرئيس الأمريكي الجديد، السيد "أوبومي".

أين المشروع كاساندرا الآن؟ توقف المشروع العام الماضي بسبب توجيه الميزانيات الحكومية نحو التعامل مع جائحة "كوفيد-19"، لكن الفكرة تجسدت بشكل يمكن إعادة صياغته للتنبؤ بقضايا أخرى في المستقبل، بحسب فيرتهايمر.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).