كيف تعزز تكنولوجيا تتبع النوم الصحة العامة؟
تكتسب تكنولوجيا تحليل النوم شعبية لدى المستهلكين، مع انتشار أجهزة القياسات الحيوية الشخصية مثل الساعات الذكية. في إطار سعي الكثيرين لتحليل وظائف أجسامهم في سعيهم الذي لا ينتهي لتحليل حالتهم الصحية، بحسب وول ستريت جورنال. وحتى وقت قريب، كانت الطريقة الوحيدة لتقييم حالة النوم بدقة هي أن يجري التوصيل بالأسلاك والمراقبة من قبل الأطباء في بيئة سريرية. ولكن إلى جانب الثورة في أجهزة التعقب القابلة للارتداء، ظهرت مجموعة متنوعة من منتجات تحليل النوم التي تعد بتحسين دورة نومك خارج البيئة الطبية.
ومن علامات هذا العصر: انتشار تكنولوجيا النوم. ومن المتوقع أن تبلغ قيمة تلك الشركات حوالي 3 أضعاف ما كانت عليه في عام 2018، ومن المرجح أن تنمو الصناعة لتصل قيمتها إلى 27 مليار دولار بحلول عام 2025 ، وفقا لجلوبال ماركت إنسايتس.
جزء من تلك الضجة هو زيادة الوعي بأهمية النوم للصحة العامة: فيمكن أن تسبب اضطرابات النوم أو الحرمان منه مجموعة متنوعة من المشاكل، تتراوح من التوتر والتهيج، إلى أخطاء في الحكم، إلى الصداع والآلام الجسدية الأخرى. لكن الأمر لا يتعلق فقط بمقدار النوم الذي تحصل عليه، فالنوعية مهمة أيضا. وخلصت إحدى الدراسات التي تتبعت أنماط النوم لأكثر من 43 ألف شخص لأكثر من 6 سنوات إلى أن أولئك الذين جرى تصنيفهم على أنهم "شخصيات مسائية"، أولئك الذين تركتهم دورات نومهم متخلفة بشكل مستمر أو أقل، كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وكان لديهم 10% زيادة في احتمالية الوفاة المبكرة.
ولا يؤدي "كوفيد-19" سوى إلى تفاقم المشكلة: ففي حين أن مشاكل النوم ليست جديدة، فقد ظهر اتجاه متصاعد لما يسميه بعض خبراء النوم "كوروناسومنيا" أي "أرق كورونا"، وهي عبارة تشير إلى التداخل في أنماط النوم التي سببتها الجائحة خلال العام الماضي بين 4 من كل 10 أشخاص في جميع أنحاء العالم. وأودى تغيير الأنماط لتحطم الروتين، وأشار الكثيرون إلى أنهم يشعرون دائما بنقص في ساعات النوم، ويعانون من القلق المتزايد.
هل تكون أجهزة تحليل النوم حلا لتلك الليالي المضطربة؟ تدعي هذه الأجهزة أنها تساعد الناس على اتخاذ قرارات رشيدة حول كيفية تحسين دورات نومهم من خلال تحديد التغيرات السلوكية لوقت النوم وتسجيل الأنماط خلال نومهم.
كيف تعمل أجهزة تحليل النوم؟ تجمع الأجهزة نقاط البيانات طوال الليل وتترجم هذه المعلومات إلى درجة نوم. وتستخدم العديد من تكنولوجيات تحليل النوم مقاييس التسارع لتتبع الحركة الليلية وإنتاج بيانات مرحلة النوم، مع اعتبار الحركة الأقل تعادل نوما عميق. كما يمكنها أيضا الاستماع إلى معدل ضربات القلب، وتتبع مستويات التنفس، ومراقبة مستويات الأكسجين في الدم. حتى أن بعضها يسجل الكلام أثناء النوم، بينما تراقب الأخرى جودة الهواء.
ومع ذلك، فإن أجهزة تحليل النوم ليست أجهزة طبية: غالبا ما تقيس أجهزة تحليل النوم عدم النشاط كنقطة بيانات بديلة لتخمين مقدار نومك الفعلي. بعبارة أخرى، يمكن لمن يرتديها مستيقظا تماما ولكنه لا يزال مستلقيا أن يحصل على تقرير نوم غير دقيق في اليوم التالي. وخلصت الأبحاث إلى أنه مقارنة باختبارات النوم، التي يستخدمها الخبراء لتشخيص اضطرابات النوم، فإن هذه التكنولوجيات دقيقة فقط بنسبة 78% من الوقت في تحديد النوم مقابل اليقظة، مع انخفاض دقتها بأكثر من الضعف عند تقدير المدة التي استغرقها المشاركون للنوم. ومع ذلك، يمكن أن تكون تكنولوجيا مراقبة النوم مفيدة بالتأكيد في المساعدة في التعرف على ما إذا كانت اضطرابات النوم تحدث، مما يدفع المستخدمين إلى إجراء تغييرات بيئية يمكن أن تمنحهم راحة أفضل.
إذا كنت مهتما، فإليك الخيارات الآتية: العديد من أجهزة التتبع الذكية القابلة للارتداء والتي يربط المستخدمون بها معصمهم، مثل أبل واتش، وأدوات فيتبيت وجارمين فينيكس، تستخدم تقنية استشعار الحركة داخل الساعة للكشف عن حتى الحركات الطفيفة. وتعد عصابات الرأس اللاسلكية لتحسين النوم هي نوع آخر من أجهزة التتبع التي يمكن ارتداؤها والتي تراقب نشاط الدماغ وتستخدم خوارزميات متقدمة لاكتشاف أنماط النوم، وتعد بتعزيز فترات النوم العميق من خلال أصوات تأملية ومهدئة، بينها دريم وميوز إس. كما يمكن وضع الأجهزة الأخرى على وسادتك أو على منضدة النوم، مثل نيست هاب من جوجل، الذي يقيس الحركة الليلية والتنفس من خلال شرائط المستشعرات، أو حصائر تتبع النوم، وبينها حصيرة نوم ويثينجز، التي تنزلق بسهولة تحت مرتبة. وأيضا على الجانب اللا تلامسي هناك تطبيقات مراقبة النوم على الهاتف، بما في ذلك سليب سايكل وسليب سكور وسليب ++.