"موسيقى النباتات" تكتسب زخما في مصر بسبب الجائحة
بدأ ما يعرف بـ "موسيقى النباتات" يكتسب زخما في مصر، إذ دفعت الجائحة الكثير من الناس المعزولين بمنازلهم إلى العناية بالنباتات. وكشفت بيانات تطبيق سبوتيفاي للموسيقى أن 21% من مستخدميه في مصر شغلوا موسيقى للاعتناء بنباتاتهم خلال العام الماضي باستخدام القوائم الجاهزة على التطبيق مثل "موسيقى للنباتات"، والتي ارتفع معدل تشغيلها بنحو 1400% خلال الـ 12 شهرا الماضية، وفق بيان صحفي للشركة المالكة للتطبيق (بي دي إف). وأشار استطلاع رأي لسبوتيفاي إلى أن 16% من المستخدمين المصريين قالوا إنهم باتوا يتحدثون إلى نباتاتهم المنزلية أكثر، فيما ذكر نحو ثلث المشاركين في الاستطلاع أنهم شعروا أن العناية بالنباتات تمنح الناس سببا للحياة. وأشارت بيانات الجمهور إلى أن 30% من المصريين قالوا إنهم "سيحتفظون بشغفهم نحو النباتات في المستقبل".
هل يمكن أن تستفيد النباتات من فاصل موسيقي يومي؟ اشتهرت فكرة أن النباتات تستجيب للموسيقى عقب نشر مقال في صحيفة نيويورك تايمز عام 1973 بعنوان "الحياة السرية للنباتات"، والذي أشار فيه الكاتب إلى أن النباتات لديها مستوى من الوعي، مستشهدا بدراسات علمية ذكرت أن الموسيقى والتفاعل الإنساني يمكن أن يساعدوا النباتات على النمو. نُشرت واحدة من أولى الدراسات الي أجريت على الموضوع في عام 1962 بجامعة أنامالاي. وعند تشغيل الموسيقى الكلاسيكية لنباتات البلسم، كشفت الدراسة أن معدل نموه زاد بنسبة 20%، فيما زادت الكتلة الحيوية لديه بنسبة 72%. وكشفت التجربة نفسها أنه عند تعريض المحاصيل لموسيقى الراجا الكلاسيكية الجنوب آسيوية، فقد أتت ثمارها بنسبة بين 25% إلى 60% أكثر من المتوسط، وفق موقع بلومسكيب.
الأمر كله يتعلق بالنبضات أو الذبذبات التي تمنحها الموسيقى للنباتات: أظهر العلم أن أصدقاءنا من النباتات يزدهرون عندما يتعرضون لموسيقى ترددها بين 115 و250 هرتز، إذ تحاكي الذبذبات الأصوات المماثلة للطبيعة. وهذا هو السبب في أن بعض أنواع الموسيقى مثل الكلاسيكية والجاز فعال أكثر من غيره عندما يتعلق الأمر بنمو النباتات، بحسب ما يوضحه دومينيك هيس من جامعة ملبورن، وفق موقع بيتر هومز آند جاردنز.
من الواضح أن النباتات تحب الموسيقى لكن باعتدال، إذ كشفت دراسة أجرتها دوروثي رالاك، مؤلفة كتاب The Sound of Music and Plants، أن المدة الزمنية الأمثل لتعريض النباتات للموسيقى كانت ثلاث ساعات. وخلال تجربتها، عرضت النباتات إلى النوتة الموسيقية السادسة من الأبجدية الموسيقية لمدة ثمان ساعات في كل مرة لمدة أسبوعين، ووجدت أن النباتات التي تعرضت للموسيقى خلال مهلة زمنية محددة كانت حالتها أفضل من النباتات التي لم تتعرض للموسيقى. وأجريت عدة دراسات بعد ذلك لاستكشاف المزيج المثالي من أنواع الموسيقى والآلات، وكيفية تعريض النباتات للموسيقى لزيادة إنتاج المحاصيل، من بينها دراسة نشرت في موقع ساينس ديركت، والتي اختبرت أيضا إذا ما كانت النباتات على اختلافها تتطلب مجموعات مختلفة من الموسيقى.
هل تعلم أن النباتات يمكن أن تصنع موسيقاها بنفسها أيضا؟ نترقب إطلاق جهاز يسمى "بلانت ويف" يترجم البيانات الحيوية للنباتات إلى موسيقى، من خلال ربط زوج من المجسات بأوراق النباتات. يكتشف الجهاز المتغيرات الكهربائية الطفيفة في النباتات، ثم يترجمها بعد ذلك إلى نغمات تُعزف على آلات موسيقية. الإشارات حساسة للغاية، ودرجة الصوت أو الإيقاع يمكن أن يتأثرا بالضوء والحركة ومستوى الهواء. وألهمت التكنولوجيا (المقرر أن تصدر هذا الصيف) الكثيرين لكتابة مقالات عنها في موقع وايرد ومجلة بوبيلار ميكانكس وموقع الراديو الوطني العام (إن بي آر). ولدى "بلانت لايف" أيضا محطة إذاعية عبر الإنترنت تدعى "بلانت إف إم"، وتبث موسيقى نباتات من منظمة تسجيل موسيقى النباتات "داتا جاردن"، مع ذكر نوع النباتات التي تصدر عنها الموسيقى المسموعة. وقد قضينا بعض الوقت في الاستماع إلى موسيقى نبات الثعبان، وانبهرنا بها كثيرا.
هل تريد بعض الترشيحات الموسيقية لنباتات حديقتك؟ على ما يبدو فالنباتات تحب موسيقى مثل التي يقدمها ثنائي الروك سايمون وجارفنكل وفرقة كولدبلاي وذا شينز، وفق سبوتيفاي. وربما يفسر ذلك لماذا ذبلت نباتات مكتبنا في إنتربرايز عند استماعها إلى أغاني "أيرون ميدن" لمدة 12 ساعة.