هدنة بين حماس وإسرائيل برعاية مصرية
تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في الثانية من صباح يوم الجمعة الماضي، بعد الموافقة على المقترح المصري الذي أعلن بعد 11 يوما من المواجهات، كما ذكرت وكالة رويترز. ولا تزال شروط وقف إطلاق النار غير واضحة، وفق وكالة أسوشيتد برس، والتي أكدت على دور مصر المحوري في التوسط لوقف إطلاق النار. وجاءت تلك الخطوة بعد يوم من ورود أنباء عن رفض إسرائيل وحماس الاقتراح المصري بوقف إطلاق النار، والذي دعمته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
كان وقف إطلاق النار مشروطا: قالت حماس إن وقف إطلاق النار سيكون "متبادلا ومتزامنا"، وأكدت أنها ستلتزم بالهدنة طالما التزمت بها تل أبيب. من جانبه، أعلن مكتب رئيس الوزراء الأمني في إسرائيل قبول هدنة "متبادلة وغير مشروطة".
وشهد يوم الجمعة اشتباكات بين قوات الشرطة الإسرائيلية التي اقتحمت المسجد الأقصى لقمع "أعمال شغب"، وقام الجنود بإطلاق قنابل الصوت والغاز على المصلين بعد انتهاء صلاة الجمعة بسبب التجمع والهتاف للمقاومة ولفلسطين عند قبة الصخرة. لكن يبدو أن هذا أثر على اتفاق وقف إطلاق النار، بحسب بي بي سي، التي أكدت أن الهدنة سارية حتى مساء السبت.
ويعمل وفد مصري على متابعة قرار وقف إطلاق النار لتوطيد الهدنة بين فلسطين وإسرائيل، من خلال جهود دبلوماسية مكثفة للوصول إلى نهاية طويلة المدى للعنف، وفق موقع فويس أوف أمريكا. يعمل الوفد أيضا على توفير حزمة من المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة، حيث يعمل المسؤولون على تقييم مدى الأضرار التي خلفه القصف الإسرائيلي في القطاع، وفق رويترز. وتناولت أسوشيتد برس القصة أيضا، وكذلك لميس الحديدي في برنامجها "كلمة أخيرة" (شاهد 2:10 دقيقة).
ويزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن هذا الأسبوع إسرائيل ومصر والأردن والضفة الغربية، ضمن مساعي واشنطن لترسيخ الهدنة، بحسب وكالة رويترز، نقلا عن مصدر مطلع لم تكشف عن هويته. سيقوم بلينكن بزيارة إسرائيل والضفة الغربية يومي الأربعاء والخميس المقبلين، لكن من غير الواضح متى يصل إلى القاهرة وعمان. وقال أحمد موسى في برنامجه "على مسؤوليتي" إن وزير الخارجية الأمريكي سيهبط في مصر أولا قبل أن يتجه إلى الدول الأخرى التي تتضمنها جولته (شاهد 6:30 دقيقة).
الولايات المتحدة مستعدة لإعادة إعمار غزة: قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطاب تليفزيوني إن بلاده ستتعاون مع الأمم المتحدة من أجل تقديم "المساعدة الإنسانية السريعة" لإعادة إعمار غزة ولكن "بطريقة لا تسمح لحماس بإعادة بناء ترسانتها العسكرية. كانت مصر تعهدت بتقديم 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، كما خصص صندوق تحيا مصر حسابا في جميع البنوك المحلية لتلقي التبرعات لصالح القطاع.
حصر الخسائر: خلفت الضربات الجوية الإسرائيلية نحو 232 قتيلا من الفلسطينيين من بينهم 65 طفلا، بالإضافة إلى أكثر من 1900 مصاب، وتسببت في تهجير أكثر من 72 ألف شخص في غزة. أما على الجانب الآخر فقد لقي نحو 12 إسرائيليا مصرعه وأصيب المئات.
أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي في تغريدة له عن شكره للولايات المتحدة لمساهمتها في إنجاح المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، وذلك بعد اتصال هاتفي تلقاه السيسي من نظيره الأمريكي، وذلك لأول مرة منذ تولي الأخير منصبه مطلع العام الجاري. وجرى التوافق بين الرئيسين على مواصلة التشاور والتعاون "لمجابهة التحديات غير المسبوقة إقليميا ودوليا"، وفق بيان رئاسة الجمهورية. وأكد بيان صادر عن البيت الأبيض أن الرئيسين "اتفقا على التواصل المستمر فيما بينهما".
نجاح وقف إطلاق النار يعزز مكانة مصر الدبلوماسية: قال مايكل حنا، مدير البرنامج الأمريكي في مجموعة الأزمات الدولية، لوكالة أسوشيتيد برس، إن دور مصر "الفريد" في وقف إطلاق النار يظهر "أهميتها الإقليمية وتأثيرها على جميع الأطراف المعنية بما في ذلك الولايات المتحدة". واتفق معه مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الذي قال إن السيسي أظهر بالفعل للولايات المتحدة أنه "يمكن أن يكون لاعبا فعالا في مشهد الشرق الأوسط"، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست. وأكد نجاح الوساطة مجددا التوقعات بأن القاهرة ستظل حليفة لواشنطن في حل أي مشاكل أخرى قد تنشب بين حماس وإسرائيل، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.
قد نشهد تخفيف انتقاد الولايات المتحدة لسجل حقوق الإنسان في مصر. أشارت تقارير سابقة إلى أن الولايات المتحدة ستعلق المساعدات العسكرية السنوية لمصر بسبب مخاوف بشأن حقوق الإنسان. لكن المحللين قالوا لصحيفة واشنطن بوست إن "يد مصر في الهدنة يمكن أن تغير ذلك الميل في واشنطن".
وإشادات دولية بالدور المصري: تلقى وزير الخارجية سامح شكري اتصالا من نظيره الإسرائيلي جابي أشكنازي يوم الجمعة الماضي ثمَّن خلاله جهود مصر في التوصل إلى وقف إطلاق النار مع الجانب الفلسطيني. وكذلك استقبل شكري اتصالين مماثلين من وزيري خارجية البحرين والنرويج. ونال دور مصر إشادة من أوروبا، ووصفت ألمانيا دور مصر بأنه "كان مهما للغاية" في وقف القتال، في حين قالت فرنسا إنه "أساسي تماما"، وفقا لكريستيان ساينس مونيتور.