امتيازات العمل في عالم ما بعد "كوفيد-19"
حولت جائحة "كوفيد-19" امتيازات العمل نحو المزيد من المكافآت الفردية المتوافقة مع ثقافة الاهتمام بالصحة، بدلا من الامتيازات التقليدية التي تهدف لتشجيع الموظفين على الإنتاجية أثناء تواجدهم في المكاتب، بحسب فايننشال تايمز.
وفي قلب ذلك التحول هو إدراك اختلاف حاجات الموظفين الأصغر سنا عن الكبار. فيبحث الموظفون الأصغر سنا عن الدعم في الشؤون المالية والتنمية الشخصية، حسبما يقول أستاذ علم النفس التنظيمي بجامعة مانشستر، كاري كوبر. وبالنسبة لهذه الفئات العمرية، فإن استخدام الامتيازات التقليدية لجعل الموظفين يعملون من المكتب ولزيادة إنتاجيتهم ليست استراتيجية فعالة، كما تقول آني أورباخ في مجلة فلكس. وتضيف أنه في عالم ما بعد الجائحة، فإن أساليب التشجيع على البقاء في المكتب، مثل وجود طاولات تنس وصالات رياضية، ستفسح المجال أمام رؤية إدارية أكثر تعاطفا ترتكز على فهم أن للموظفين حياة خارج وظائفهم.
وما هي مشكلة الجيل الذي يتنقل دوما بين الوظائف؟ أظهر تقرير صادر عن مؤسسة جالوب لعام 2020 أن 21% من جيل الألفية قد غيروا وظائفهم في العام الماضي، وهو ما يمثل 3 أضعاف المتوسط للأجيال الأخرى. ويقول كوبر "السبب في انتقالهم من رب عمل إلى آخر هو أنهم لا يحصلون على ما يبحثون عنه".
ويركز أكثر من 60% من أصحاب العمل يركزون بشكل أكبر على الامتيازات التي تعزز الرفاهية الجسدية والعقلية، وفقا لموقع جلاسدور تصنيف الوظائف في بريطانيا. وتشمل هذه تطبيقات الهاتف المحمول والرعاية الصحية الخاصة والعلاج عبر الإنترنت. وقالت الدراسة إن ما يقرب من 9 من كل 10 من المرجح أن يتقدموا لوظيفة في شركة تعتني بموظفيها.
كما تقوم بعض الشركات بإضافة تخفيف الديون لامتيازاتها، مثل جوجل التي أعلنت عن برنامج لتسديد أقساط قروض الطلاب التي تصل إلى 2500 دولار شهريا اعتبارا من بداية هذا العام.
كما أن مرونة ساعات العمل العمل لم تعد فقط ميزة، بل يعد عدم توافرها عيبا. وتقول الرئيسة التنفيذية لشركة أنليشد للاستشارات التكنولوجية، أنوك أجوسول، إن "الشركات التي لا تتمتع بميزة المرونة ستخسر حقا" مضيفة أن حرية اختيار مواعيد العمل أصبحت أكثر قيمة الآن مما كانت عليه قبل جائحة.