لماذا تتعاقد أندية كرة القدم مع علماء في الفيزياء؟
أهم صفقات مانشستر سيتي في الشتاء يحمل دكتوراه في الفيزياء الفلكية: احتل النادي الإنجليزي الكبير والمشهور بالإنفاق بسخاء لتحقيق البطولات عناوين الصحف خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية حين تعاقد مع لاوري شو، وهو أحد المخضرمين في مجال صناديق التحوط، وذلك في أحدث حلقة من سعي الفرق الكبرى حول العالم لتحقيق التفوق محليا وقاريا ودوليا، وفقا للتقرير الذي نشرته وكالة بلومبرج. ويقود شو، الذي شغل في السابق منصب مستشار الخزانة البريطانية وعمل بجامعتي هارفارد وييل، فريقا من المتخصصين في تحليل البيانات الرياضية لدى الشركة الأم "مجموعة سيتي لكرة القدم".
لا يمكن التقليل من الدور الذي تلعبه البيانات ومحللوها في كرة القدم الحديثة، بل يمكن القول إن "خطة الفريق خارج الملعب أكثر أهمية لتحقيق النجاح من أي عنصر آخر"، كما ينقل التقرير عن الرئيس السابق لنادي بورنموث الإنجليزي. تحليل البيانات ليس جديدا على كرة القدم، لكنه في السابق كان موجودا بشكل حصري عند أكبر الأندية الأوروبية، كما يقول الخبراء لبي بي سي. تغير هذا الوضع بالطبع ولم يعد الأمر قاصرا على الأندية ذات الميزانيات الضخمة، بل صار الوصول إلى التكنولوجيا وبرامج التحليل أكثر يسرا، وأصبح من السهل على الفرق الأصغر أن تشتري برامج جاهزة تعتمد على لقطات الفيديو لتحليل مبارياتها وأداء الخصوم.
هذا النهج القائم على البيانات بشكل أساسي أدى إلى "سباق للحصول على خدمات دكاترة الإحصاء وأصحاب المواهب الفيزيائية"، بحسب وصف بول كونواي مدير شركة باسيفيك ميديا جروب. تمتلك الشركة نادي بارنسلي الذي ينشط في الدرجة الثانية الإنجليزية، وهو النادي الذي يديره بيلي بين. ربما لا يكون الاسم مألوفا لديك، لكن هذا هو الرجل الذي لعب دوره براد بيت في فيلم Moneyball.
أما ليفربول فينسب الفضل في فوزه بالدوري الموسم الماضي إلى إيان جراهام رئيس قسم الأبحاث بالنادي، والذي يحمل دكتوراه في الفيزياء النظرية. ويتوقع كونواي أنه خلال المواسم القليلة المقبلة، "سنرى حاملي شهادات الدكتوراه على الدكة، يرتدون بدلاتهم ويحملون أجهزة اللابتوب مفتوحة في أيديهم، جاهزين لتقديم المشورة للمدربين لحظة بلحظة".
التحول نحو الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في اللعبة يقوده مُلاك الأندية ذوو الخلفيات المالية، حسبما ينقل موقع سبورتيكو عن خبراء. فالأندية تريد معرفة العلاقة بين أداء اللاعب والمجازفات التي تُقدم عليها على المدى القصير، والإجابة ليست محصورة بين اختيارين: إما الدفع باللاعب أو تركه على الدكة، بل في كيفية تغير تقييم المجازفات مقابل الدقائق التي يقضيها اللاعب في الملعب.
يمكنك معرفة المزيد عن بناء مؤسسات البيانات الرياضية وتحويل خدماتها من مجرد رفاهية إلى عامل أساسي للنجاح في هذه الحلقة من بودكاست إنتربرايز باللغة الإنجليزية Making It، والتي نستضيف فيها مؤسس شركة أرقام إف سي وقائد فريق البيانات لدى شركة ستاتس بومب الإنجليزية علي الفخراني (استمع 41:03 دقيقة).