كيف تحقق التغيير المهني الذي طالما حلمت به؟
هل يكون 2021 عام التغيير من مسيرتك المهنية؟ تغيير المسيرة المهنية ليست عملية لطيفة أو سهلة بالنسبة لمعظم الناس، ولكنها أصبحت ضرورية للبعض، خاصة في ظل الظروف الأخيرة. ولكن كيف يمكن إجراء هذا التغيير الكبير، والذي لا يحتاج دائما منك لمهارات جديدة ولكن للتخطيط لكيفية استخدام المتواجد منها بالفعل في دور أو مجال جديد، بحسب إليزابيث أوفيبينين في صحيفة فايننشال تايمز. وتقدم أوفيبينين، مؤلفة كتاب "إعادة الضبط: أفكار لتغيير كيف نعمل ونعيش" المرتقب صدوره، نصائحها في هذا الإطار:
الخطوة الأولى: اعتبار التغيير تجربة للتعلم. يعد الحوار الداخلي عن كيفية إعادة استخدام المهارات جزءا صغيرا من تحول أكبر في طريقة التفكير التي تصاحب بدء شيء جديد. وتحكي أوفيبينين عن نصيحة معلمها بأن تركز في خطوتها التالية على ما تريد أن تتعلمه، وليس ما تريد أن تحققه أو ما يناسبها. وتقول إن النظر للخطوة التالية من منظور تجربة تعلم جديدة يفتح الباب أمام ما لم يخطط له من قبل، ولكن ما قد يكون موقعا محفزا ومثيرا. وتقتضي "مبادئ التعلم مدى الحياة" أن يعود المرء بأشكال عديدة لعقلية طالب يحاول التطوير من نفسه بشكل مستمر ويسعى لتجربة الجديد.
الخطوة الثانية: التخلص من عدم الراحة الحتمي. فعلى الأرجح ستجد نفسك الأقل علما في اجتماع ما، ولكن يتطلب النجاح أن تتخلى عن الخوف من الفشل والانفتاح والتخلي عن الغرور أيضا. وعندما تبدأ في انتقاد نفسك بقسوة، ساعد الرغبة في التعلم على طرد تشكيكك في نفسك.
ومتى تقرر الوقت المناسب للتغيير المهني؟ لا يعود القرار دوما لصراع أو مشكلة ما في عملك الحالي، ولكن لمحفزات أخرى مثل إدراك أنك حققت كل ما بوسعك تحقيقه، وأنه "مثل النبات، حان الوقت للانتقال لوعاء آخر لتنمو جذورك أطول"، حسبما تقول لورين إيسترلنج في مقال رأي على موقع إنسايد هايرد. وقد يكون هناك سببا عمليا آخر مثل مرتب أعلى أو جدول عمل أكثر مرونة أو احتياجات نفسية أو مهنية أخرى. وعلى أي حال يحتاج قرار التغيير المهني وقتا ومساحة للتفكير في الحياة اليومية وتأمل موقعك الحالي وأين تود أن تكون. ويجب أن يمنحك القرار السلام النفسي ويتوافق مع ما تقدره في الحياة.
وبعد اتخاذ القرار.. كيف يمكنك المتابعة؟ تلفت مجلة فوربس إلى أهمية أن تدرك أن مهاراتك مناسبة على عدة مستويات وأن تركز خلال مقابلة العمل على كيفية استخدامك لها، وليس المجال الذي عملت به، كما يجب أن تدرس الشركة والمنصب الذي تتقدم له وتشمله في حديثك عن مهاراتك وإنجازاتك الماضية، وكذلك يجب أن تفكر في الراتب المطلوب وتثبت تفوقك في أدوات التكنولوجيا.
ولكن ماذا لو كان سبب تغييرك المهني هو مديرك السابق؟ هل ستقوم بشرح ذلك خلال مقابلة العمل؟ هذا ما تناوله مقال نشره جوناثون بلاك في فايننشال تايمز. ويتحدث كاتب المقال عن سؤال أرسله أحد القراء، يقول فيه إنه شعر بأن الحديث عن مدير سابق سيئ خلال مقابلة عمل جديد قد يفسر بأنه شخص مثير للمشكلات، وقد يكرر ذلك في مكان عمله الجديد، وهو ما قال بلاك إنه من غير الضروري التطوع بإثارة الأمر في مقابلات العمل، ولكن في حال سأل المحاور عنه تحديدا، يمكن تحويل المشكلة إلى أمر إيجابي، تمكن المتقدم من التعامل معها وتخفيف التوتر وتوضيح ما اتخذه من خطوات ونجح في تحقيقه.