روتيني الصباحي: كاتسبي لانجر باجيت رئيس شركة سافيلس مصر

روتيني الصباحي مع كاتسبي لانجر باجيت رئيس شركة سافيلس مصر: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدءون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع كاتسبي لانجر باجيت رئيس شركة سافيلس مصر.
اسمى كاتسبي لانجر باجيت وأقود مكتب سافيلس في مصر. بدأت العمل في شركة سافيلس في عام 2007. بدأت في المملكة المتحدة، ثم انتقلت إلى الإمارات في أكتوبر عام 2008، تماما في وقت الركود الذي أدى إلى انهيار أسعار العقارات في دبي بنحو 30-40% في غضون أسابيع قليلة. وبعد الإمارات، انتقلت مع مديري السابق إلى البحرين، وهناك التقيت بزوجتي، وهي نصف بحرينية نصف أمريكية، وقضيت نحو سبع سنوات هناك قبل أن أعود مجددا إلى المملكة المتحدة.
بعد أن أسست وكالتي الخاصة للعقارات في المملكة المتحدة، شعرت أنا وزوجتي بالحنين إلى الشرق الأوسط، ولذلك انتقلنا إلى البحرين، وجاءتني حينها الفرصة لتأسيس مكتب سافيلس في مصر. وهكذا، أصبحت مصر رابع دولة أعيش فيها خلال عملي مع سافيلس، ومنذ أن جئنا هنا أنا وزوجتي، لم نعد نفكر في مكان آخر.
كان ذلك قبل عامين. كان هناك موظف واحد فقط هنا عندما بدأت، والآن تجاوز عددنا 50، ومن المنتظر أن يصبح 70 بحلول منتصف هذا العام. بدأنا بمكتب صغير في المعادي، والآن انتقلنا إلى مكتب جديد في الشيخ زايد، ونخطط لافتتاح مكتب آخر في القاهرة الجديدة هذا العام.
سافيلس هي واحدة من أكبر خمس شركات للاستشارات العقارية في العالم، ولديها 600 مكتب حول العالم. من خلال قيادتي لمكتب القاهرة، أشرف على كل خدماتنا، بما في ذلك إدارة العقارات والمنشآت، والاستشارات الاستراتيجية، والتسويق، والمبيعات، والتأجير. وذلك للوحدات التجارية والسكنية، وأيضا إدارة المشروعات، حيث أتابع أعمال الإنشاءات.
لدي ثلاثة أطفال صغار، بين عمر سنة و6 سنوات، وكلهم بطبيعتهم يستيقظون مبكرا. لذلك بصراحة أكون محظوظا لو لم أستيقظ قبل السادسة صباحا. زوجتي مواظبة للغاية على رياضة الجري، ولذلك فهي عموما تتركني في الصباح للركض، وأتولى أنا مهمة تحضير الأطفال وإعداد فطورهم.
وبعد ذلك أتفحص بريدي الإلكتروني سريعا، والذي يتضمن بالطبع قراءة إنتربرايز لمتابعة ما يحدث في مصر. وبعد ذلك أرسل الأطفال إلى أتوبيس المدرسة في حوالي الساعة 7:40 صباحا، ثم أتوجه إلى المكتب. إذا كنت أعمل في المعادي، وعادة يكون ذلك ليومين أسبوعيا، أكون في مكتب بحلول الساعة الثامنة صباحا، إذ يبعد عن منزلي خمس دقائق سيرا على الأقدام. أما قيادة السيارة إلى الشيخ زايد فتستغرق وقتا طويلا، لذلك عادة ما أصل هناك بحلول الساعة 8:45 صباحا.
أيام عملي من المكتب ليس لها جدول محدد، ولكن يكون هناك الكثير من الاجتماعات وجها لوجه أو عبر الإنترنت، سواء مع العملاء أو العملاء المستهدفين، وعادة يكون هناك مقابلة أو اثنتين مع المرشحين للانضمام للعمل معنا، إذ نسعى لتعيين كثيرين في الوقت الحالي. عادة ما أنهي عملي في حوالي الساعة الخامسة وأتمكن من الجلوس مع أبنائي قبل أن يخلدوا إلى النوم، وذلك إذا كنت أعمل من المعادي، ولكن على الأرجح لا أتمكن من ذلك عندما أعمل من الشيخ زايد.
عملنا بشكل عام من الصعب أن يكون من المنزل، لذلك نعمل من المكتب، ولكن كنا محظوظين بالانتقال إلى مكتب جديد، وأن الكثير منا عادة ما يكونوا في المواقع، لذا، فإن فريق العمل متفرق في عدة أماكن. بالتأكيد لدينا إجراءات احترازية مطبقة، ونوفر ترتيبات أخرى للموظفين الذين هم أو من يعيشون معهم، تمثل الإصابة بالفيروس خطرا أكبر على صحتهم. ومع ذلك، فإن لدينا الكثير من الاجتماعات أصبحت تجرى مع العملاء عبر الإنترنت، وهو ما اختصر الكثير من الوقت الضائع في التنقل لحضور الاجتماعات وجها لوجه. قبل "كوفيد-19"، كنت أجري في العادة ثلاثة اجتماعات خارج المكتب يوميا.
لدينا دائما في سافيلس طموحات كبرى لتنمية أعمالنا ولكن "كوفيد-19" كانت بمثابة ضربة قوية أوقفتنا قليلا العام الماضي قبل أن نبدأ انطلاقة قوية مرة أخرى بعد الصيف الماضي. وقام فريق سافيلس في الواقع بعمل رائع. لدينا فريق قيادي رائع في المكتب والعديد من الموظفين يترقون لأدوار قيادية. كل مكاتب سافيلس عالميا أصبحت أيضا أكثر اتصالا ببعضها البعض الآن، ونتعلم جميعا من تجارب بعضنا البعض.
الجزء الأصعب في العمل من المنزل هو توظيف الأشخاص وإعدادهم ونقل ثقافة الشركة إليهم. كان جلب موظفين جدد أمرا صعبا بعض الشيء العام الماضي، وتدريبهم على ما يجب أن يعرفوه، وجعل الفرق تعمل بشكل مناسب على البيع المتقاطع والتعاون وهم لم يلتقوا شخصيا من قبل.
لا أعرف كيف يتمكن الناس من الاستيقاظ وممارسة التمارين الرياضية فورا عند بزوغ الفجر قبل أن ينطلقوا إلى عملهم. يمكنني أن أتعذر بكون أطفالي صغارا حقا، لأنني زوجتي قد تقتلني إذا عملت طوال اليوم وركضت طوال النهار. الجري الصباحي هو فرصتها لقضاء القليل من الوقت بمفردها. اسألني مجددا خلال 10 سنوات، سأخبرك حينها ما إذا كان بإمكاني أن أصبح لاعب ترايثلون بعد أن يكبر أبنائي.
مساءاتي ليست مثيرة للغاية: عادة ما أتناول العشاء مع زوجتي، ويلي ذلك المزيد من رسائل البريد الإلكتروني، قراءة كتاب، أو مشاهدة التليفزيون. حاليا أقرأ كتاب "أزمة" لفرانك جاردنر، مراسل بي بي سي الذي عاش في الشرق الأوسط والقاهرة لوقت طويل. وانتهيت مؤخرا من مشاهدة الجزء الثامن من مسلسل "لعبة العروش" النهاية كانت محبطة للغاية.
عندما تعود الأمور إلى طبيعتها، أتطلع بشدة إلى السفر بارتياح. عائلة زوجتي منتشرة بين الولايات المتحدة والبحرين، ومعظم أسرتي في المملكة المتحدة. ابني الأصغر والذي ولد في القاهرة أكمل عامه الأول مؤخرا ولم يره حتى الآن أحد من عائلة زوجتي.
ولكني سعيد للغاية بوجودي هنا حاليا. أنا ممتن للخيارات الكثيرة للسفر داخل مصر، تمكنا من الذهاب إلى شرم الشيخ والجونة وسوما باي، والساحل الشمالي. لم أكن لأتمنى أن أكون في مكان آخر.