الأمور ستكون على ما يرام….
كيف مر قرار البنك المركزي بمنع البنوك من توزيع أرباح نقدية على المساهمين في هدوء؟ دعونا نواصل الحديث عما كنا بصدده أمس، فيما يخص قرار البنك المركزي منع البنوك من توزيع أرباح نقدية لعام 2020 وقوله إن مثل هذه الخطوة تأتي لحماية السيولة لدى الجهاز المصرفي، مع استمرار جائحة "كوفيد-19" في التأثير على الاقتصاد.
دواء جيد، لكنه مر. تواصلنا مع عدد من المسؤولين في القطاع المصرفي أمس، وكنا نتوقع أن نستمع منهم إلى انتقادات للقرار، ولكن بدلا من ذلك قالوا لنا إن هذه تعد سياسة ذكية، حتى وإن كانت مؤلمة. المحصلة إذا هي كالتالي: حيث أن البنك المركزي يعتبر "الملاذ الأخير للإقراض" وضامن الودائع، فإنه يتخذ مثل هذه التدابير من أجل (أولا) الحفاظ على ارتفاع السيولة في النظام المصرفي قدر الإمكان و(ثانيا) تعظيم قدرة كل بنك على التعامل بشكل مرن في حال تواصلت تداعيات الجائحة لفترة أكبر وأثرت بذلك على جودة الائتمان أيضا.
ولكن ألا يكون لمثل هذه الخطوة دلالات سلبية لدى المستثمرين الدوليين؟ لا نعتقد ذلك، والسبب يكمن في كلمة واحدة: كوفيد-19. كبار المسؤولين في مقرات البنوك الأجنبية التي لديها فروع في مصر مرت بظروف مماثلة بالفعل. ومن أمثلة ذلك، ألغى البنك المركزي الأوروبي أواخر الشهر الماضي فقط الحظر الذي كان فرضه على توزيعات الأرباح – وفرض قيودا حازمة بالفعل على ما يسمح للبنوك القيام به فيما بعد.
كان البنك المركزي قام بذات الشيء من قبل ولكن في حالة فردية، عندما طلب من بنك كريدي أجريكول في أبريل الماضي أن يخفض قيمة توزيعات أرباحه المقترحة.
ماذا عن مديري الصناديق؟ لن يعجبهم الأمر كذلك، ولكنهم كانوا يعلمون أن هناك مثل هذه المخاطرة. وطالب العديد منهم العام الماضي (حينما كانوا يعانون من استردادات من جانب عملائهم) المسؤولين التنفيذيين بمواصلة توزيع الأرباح حتى وإن كان هؤلاء المسؤولين يرغبون في الاحتفاظ بالسيولة لديهم للتعامل مع تداعيات وباء "كوفيد-19".
نعم، المستثمرون الأفراد سوف يشكون – ولكن هذا الأمر كان متوقعا، أليس كذلك؟
فهل ستتعرض أسهم البنوك لضغوط؟ سهم كريدي أجريكول، والذي تعد توزيعاته النقدية من أهم مزاياه، كان صاحب أسوأ أداء بمؤشر EGX30 خلال تداولات الثلاثاء، متراجعا بنسبة 6.2%، كما أغلق منخفضا 3.3% في ختام جلسة أمس. وعلى المدى البعيد، كانت السوق على دراية بالفعل أن كريدي أجريكول سيتعين عليه زيادة رأسماله كي يتوافق مع متطلبات البنك المركزي التي تشترط ألا يقل رأسمال البنك عن 5 مليارات جنيه. وتدرك السوق أيضا أن سهم التجاري الدولي صاحب الوزن النسبي الأكبر بالمؤشر الرئيسي للبورصة هو سهم نمو ويقوم بتوزيع أرباح ولكن ليس هذا ميزته الأساسية بالنسبة للمستثمرين. وأغلق سهم التجاري الدولي جلستي الثلاثاء والأربعاء في المنطقة الخضراء.