روتيني للعمل من المنزل: رامي صيداني رئيس قطاع الاستثمار بالأسواق المبتدئة في "شرودرز" !_وسوم_الملخص_! إنتربرايز, روتيني للعمل من المنزل, رامي صيداني, شرودرز
روتيني الصباحي (للعمل من المنزل) فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع رامي صيداني، رئيس قطاع الاستثمار بالأسواق المبتدئة في مؤسسة شرودرز.
اسمي رامي صيداني، وأنا مدير صندوق في مؤسسة شرودرز لإدارة الاستثمارات، وهي مؤسسة بريطانية لديها فروعا حول العالم. أعمل في دبي ونقوم بتغطية الأسواق التي توشك أن تنضم لنظيرتها الناشئة، مثل مصر وكينيا وبنجلاديش وباكستان ونيجيريا والفلبين، إضافة للأرجنتين وبيرو وكولومبيا.
استيقظ في السابعة صباحا لتناول الفطور مع عائلتي قبل أن يذهب الأبناء للمدرسة وأبدأ أنا في متابعة الأسواق الآسيوية. نقوم بالاستثمار في جنوب شرق آسيا، لذا أبدأ مبكرا بسبب تقدمهم في التوقيت بالنسبة لنا. أخصص الصباح لمتابعة حركة التجارة وما يطرأ من أحداث وتطورات في آسيا، خاصة فيتنام والفلبين بصفتهما أكبر سوقين في المنطقة.
لدي 3 أبناء هم نزيه، 5 سنوات، ومالك، 3 سنوات، وسيرينا، وهي مواليد 20 مايو الماضي وتبلغ الآن 6 أشهر، والتي أنهار تماما في كل مرة أراها تبتسم.
وفي الساعة 8:05 صباحا بتوقيت دبي يصلني عدد إنتربرايز. وتعد مصر سوقا كبيرة لنا. وأقوم بقراءة إنتربرايز لأنني معجب بكونها شاملة، فأعدادها تقدم التطورات العالمية وكثيرا ما أجد نفسي أتتبع الروابط لمعرفة المزيد عن مواضيع مثل الانتخابات الأمريكية أو أفكار أخرى مثيرة تتضمنها وأحتاج لمعرفة المزيد عنها. وأحتاج أن أصل للمكتب بحلول 9 صباحا قبل أن تفتتح الأسواق الخليجية في الساعة العاشرة.
نعمل بشكل جزئي من المكتب ومن المنزل. وأنا أسكن على بعد 3 دقائق فقط من المكتب، حيث نلتزم بتباعد المسافات بيننا. ونحن فريق صغير في دبي ومعظم فريقنا يعمل من لندن، لذلك نجيد الاجتماعات عن بعد حتى من قبل "كوفيد-19".
يومي مليء بالأحداث، فهناك الكثير من البلدان التي ينبغي أن أتابع أحداثها، لأن عائداتنا تعتمد إلى حد كبير على تطوراتها المحلية. لذلك اطلع على الكثير من الأخبار وأقوم بالكثير من المكالمات الجماعية مع العاملين على أرض الواقع. وأتحدث لوقت طويل مع المحللين، والأهم من ذلك، مع الشركات التي نستثمر فيها.
ولا يزال السفر من أجل العمل قائما، خاصة مع إدراك أهمية الإدارة الجيدة للشركات لقرارتنا. ونحن نقوم باستثمارات طويلة الأجل في الأسهم منذ فترة طويلة، لذلك فلدينا علاقات قوية مع فرق الإدارة بفضل سنوات من الاجتماعات وجها لوجه. ويعطينا التاريخ الطويل لتلك العلاقات الطمأنينة، ولكني أتشوق للسفر بالطائرة مجددا.
أفتقد القاهرة وأتمنى أن تكون هي أولى رحلاتي مع عودة العالم لطبيعته. نزور القاهرة 3 أو 4 مرات سنويا وهي أكبر سوق لنا في المنطقة ولديها مستقبل مثير على المدى الطويل. إضافة لذلك فهي مدينة ممتعة ولديها طاقة مميزة جدا.
سيكون عام 2021 هو عام مصر، فنحن نعتقد أن الأمور في نصابها فيما يتعلق بنسب الفائدة المنخفضة لأدنى مستوياتها منذ 10 سنوات، مما سيشجع على الاستثمار ويحفز نمو الائتمان. وكذلك من المتوقع أن تتعافى السياحة مع عودة الأمور في العالم لطبيعتها.
وسيكون افتتاح المتحف المصري الكبير محطة مهمة وكذلك تطوير هضبة الأهرامات، والتي تناولتها إنتربرايز، وهو ما يمهد الطريق أمام التعافي القوي للقطاع، كما أننا نتوقع أن تبدأ مصر في حصد ثمار استثمار الحكومة في ربط المدن وتطوير البنية التحتية.
مصر سوق ضخمة، لديها 100 مليون نسمة وتركيبة سكانية مشجعة. كما يعد اقتصادها واعدا للغاية ومعدلات اختراق السوق تبشر بالإمكانيات الكبيرة المتاحة.
ولكن يعد الشمول المالي منخفضا بكل المقاييس، بداية من نسبة الائتمان للناتج المحلي الإجمالي، مرورا بقروض القطاع الخاص، وحتى معدل استخدام النقود، وبالطبع حجم الاقتصاد الموازي، والذي قد يماثل الاقتصاد الرسمي في الحجم. ويسهل على مصر رفع النمو من 5-6% إلى 7-8% إذا تمكنت من جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة وإذا قامت الحكومة بإصلاحات مشجعة للقيام بالأعمال.
ستكون مصر قصة نمو هيكلي في السنوات المقبلة، بالنظر إلى حجم الإمكانات غير المستغلة حتى الآن. ومهد تعويم الجنيه في 2016 لنمو مستدام، لذلك فنحن متفائلون بمصر والتي تعد ضمن الأماكن القليلة التي حققت نموا على الرغم من "كوفيد-19".
هل أنا قلق من أن يحل الروبوت محلي في وظيفتي؟ ليس الآن. ولكن من الصعب التنبؤ بما سيحدث خلال 5 سنوات بالنظر إلى سرعة تطور التكنولوجيا. وأنا وزوجتي قلقين مما سيشكله ذلك لأبنائنا. ولهذا الغرض نجحت شرودرز بشدة في تقديم أدوات جديدة لنا خاصة فيما يتعلق بتحليل البيانات، والتي تعد ركنا رئيسيا في عملياتنا الاستثمارية. وسيزداد استخدامنا للتكنولوجيا بدءا من الآن، فنحن نعرف طريقنا نحو هذا الهدف. وسيكون أول المتبنين للتوجه اليوم هم الأقوى غدا.
نظامي هو الفوضى المنظمة. فاليوم يمضي سريعا، لذلك فأحتاج لأن أكون منظما بشدة للوفاء بمسؤولياتي. وأنا شخص مختلف جدا في الحياة الشخصية، فلا أقوم بحجز تذاكر السفر مبكرا وأتأخر على العشاء مع الأصدقاء. ولكن أثناء العمل فأنا منظم وأقوم بالتخطيط بشكل مبكر للغاية. وساعدني العمل في مؤسسة بريطانية على تحقيق ذلك. لقد كانت صدمة ثقافية لي، فأنا لبناني وأعيش في الشرق الأوسط، في حين أنه في بريطانيا نختار قائمة طعام حفلة الكريسماس في ديسمبر منذ أغسطس، "حسنا، أختار من الآن أن أتناول البط في ذلك العشاء في ديسمبر".
وتعد إدارة الأصول أسلوب حياة، سواء كان السفر أو قراءة فايننشال تايمز والإيكونوميست أثناء عطلة نهاية الأسبوع. ومع ذلك فيومي الجمعة والسبت مقدسين، فكل ما نمارسه من أنشطة يشمل أبنائنا، سواء كانت الرياضة أو الذهاب للشاطئ. وفي المساء نقابل أصدقائنا الذين يعدوا بمثابة عائلتنا الممتدة.
أحب وزوجتي أن نشاهد مسلسلا تلفزيونيا جيدا قبل الخلود للنوم، ونحاول أن نقصر ذلك على حلقة واحدة يوميا، ولكننا نسرف في المشاهدة في حالة كان المسلسل رائعا. تابعنا مسلسل "ساكسيشن" أثناء فترة الإغلاق، ونحن بانتظار الموسم الثالث منه حاليا.
أفضل نصيحة وجهت لي لم تكن تتعلق بالاستثمار، وهي عن أهمية الإنصات. وذلك الدرس علمني إياه أبي، وهو ما أحاول زرعه لدى أبنائي. وإدراك أهمية أن ننصت يغير من مفهومنا للحياة، فالقدرة على الاستماع لوجهات النظر والآراء المختلفة والتعلم من تجارب الناس، تعد فنا.