مؤسسو الاقتصاد المصري الحديث
محمد علي .. تطوير أم مجد زائل؟ مؤسس مصر الحديثة لم يعرف فقط بتبسيط الاقتصاد، لكنه بكل تأكيد مجال ترك فيه بصمة كبيرة، فقد نجح محمد علي باشا في تطوير كل قطاع من قطاعات الاقتصاد، بدءا من الزراعة والتجارة وحتى الصناعة. وعلى الرغم من أن الحاكم الألباني أسس احتكار الدولة للزراعة والأراضي، مما زاد من تركيز السلطة في القمة، فإنه نجح أيضا في إصلاح النظام العثماني المختل لتحقيق أرباح من تصدير القطن باستخدام العوائد في تطوير الصناعة المحلية. كان ثمن إرساء الأسس للاقتصاد المصري الحديث هو تراكم الديون الضخمة للإنجليز، وهو ما مهد الطريق في النهاية إلى 70 عاما من الحكم الاستعماري وتدمير الازدهار على المدى الطويل.
طلعت حرب .. استعادة السيطرة على النظام المالي في مصر: بعد أن هيمنت عليهم قوى أجنبية، شعر المصريون في أوائل القرن العشرين بالعجز الاقتصادي وسلب هويتهم. وكان العديد من البنوك المحلية في البلاد قد أغلقت أبوابها عند اندلاع الحرب العالمية الأولى، وسددت أموال المودعين ببطء. تابع محمد طلعت حرب باشا، الذي كان آنذاك من الشخصيات الوطنية وألف كتابا يدعو لإنشاء بنك وطني بتمويل من المصريين بنسبة 100%، الدعوات المتزايدة إلى الاستقلال المالي والاقتصادي لمصر. وفي عام 1920، أسس طلعت حرب بنك مصر بهدف تحويل المدخرات الوطنية إلى استثمارات، ثم أنشأ بعدها 12 مؤسسة من بينها شركة مصر للغزل والنسيج ومصر لحلج الأقطان وستوديو مصر وشركة مصر للطيران.