التعليم في ظل الوباء: دروس من التاريخ
التعليم في ظل الوباء: دروس من التاريخ. عبر تاريخ البشرية مرت العديد من الأوبئة، وفي العصر الحديث اتخذت الحكومات العديد من الإجراءات الاحترازية المشابهة لما يحدث في 2020. وكانت المنشآت التعليمية محورا في انتشار أو كبح انتشار المرض ولكننا حققنا تقدما كبيرا في ذلك عبر الوقت.
ووضعت الجامعات خططا لإنقاذ طلابها عندما ضرب الطاعون أوروبا في القرن 14 وقتل نصف سكانها. وأوقفت جامعة أوكسفورد، التي كانت حديثة المنشأ وقتها، محاضراتها ونقلت الطلاب والأساتذة للريف. وعندما تجددت الموجة قام طلاب أوكسفورد بوضع خطط غير رسمية لمغادرة المدن، في حين تحولت العزب الريفية لأماكن تجمع الطلاب من غير ذوي السكن.
وفرض ارتداء الكمامات على الطلاب في المدارس والجامعات عندما انتشر الإنفلونزا الأسبانية حول العالم وقتلت 50 مليون شخص عام 1918. ومع استمرار انتشار المرض جرى وضع جامعات كاملة تحت الحجر وتطوع طلاب من الأصحاء لتمريض المصابين.
ومع توافر اللقاحات أصبح إجباريا تلقيها، ففي القرن 20 اشترطت العديد من الكليات الحصول على تطعيمات قبل دخول الحرم الجامعي. ومع تفشي مرض الجدري في مدينة فانكوفر الكندية عام 1928، نجت جامعة بريتيش كولومبيا منه بفضل العدد الكبير من طلابها المتلقين للتطعيم.
ومع تشابه الإجراءات الاحترازية المتخذة اليوم مع سابقاتها، فلقد تحقق تقدما كبيرا منذ ذلك الحين. فسمحت التكنولوجيا للطلاب بالتواصل مع مدارسهم ومعلميهم وأداء الامتحانات عن بعد. وحقق التحول للتعليم عن بعد نجاحا حتى أصبح مرشحا ليكون هو النظام المعتاد، ففي الماضي عندما ضربت الأمراض المدن اضطرت المدارس للإغلاق الكامل وانشغل الطلاب بأداء المهمات الأخرى بدلا من الدراسة.
وقد تؤدي تداعيات الجائحة لحدوث تغير جذري، ففي العصور الوسطى بأوروبا أدى الطاعون الدبلي لانهيار جودة التعليم ودمار خمس جامعات كاملة. ومع ذلك أدت تلك الجائحة إلى تحفيز الانضمام للجامعات البريطانية بعدها، كما زاد الاهتمام بالعلوم الطبيعية والإنسانية ما مهد الطريق لنهضة تعليمية غيرت مجرى التاريخ بعدها.