المشهد الموسيقي المعاصر في مصر
لدينا اعتراف: واحد على الأقل من فريق إنتربرايز أقر بأنه يستمع إلى المهرجانات قبل وقت قليل من موعد النشر في الساعات الأولى من الصباح، وهو ما أصاب أحد أعضاء الفريق الآخرين من كبار السن بالهلع. ربما تكون موسيقى المهرجانات هي اللعنة التي تطارد نقيب الموسيقيين هاني شاكر، إلا أن جذور ذلك النوع من الموسيقى تمتد عميقا في الثقافة الشعبية الأقدم حتى من الجيل الذي يغنيها الآن.
يمكن القول بأن أحمد عدوية هو صانع مجد الأغنية الشعبية خلال الستينيات والسبعينيات، خصوصا بعد نكسة 1967، إذ تعلق الناس بكلمات أغانيه غير المألوفة وقتها. ومن عدوية إلى حسن شاكوش، هناك "قاسم مشترك" بين الموسيقى الشعبية الأصلية والمهرجانات المعاصرة: "يبدو أن كلها لديه رسالة يقدمها. وهذه الرسالة يمكن أن تكون شكوى، أو وعظا أخلاقيا، أو مجرد حالة، أو حتى عبثا لا أكثر، لكنها بغض النظر عن كل هذا ستكون دوما متصلة بحدود ثقافية معينة وواقع اجتماعي بعينه.
حديثنا ليس منصبا فقط على المهرجانات والموسيقى الشعبية. فالمشهد الموسيقي المعاصر في مصر مليء بالمواهب في كل أفرعه، وكلها مواهب تأثرت بأحداث مختلفة أو اتجاهات ثقافية. على سبيل المثال، ثورة 2011 كانت السبب في شهرة كايروكي، التي لم تكن معروفة للجمهور العريض قبل إصدار أغنيتها "صوت الحرية". ومنذ حينها أصدرت الفرقة العديد من الأغاني التي تناولت موضوعات ثورية، لكنها غنت كذلك عن الحب، وغنت عن قضايا اجتماعية مهمة. وعلى الطرف الآخر، تسرب بعض التأثير الغربي إلى المشهد الموسيقي مع صعود مطربي التراب المصريين مثل ويجز ومروان بابلو. أما الموهبة الموسيقية المفضلة لدينا، والتي حققت شهرتها خارج مصر، فهي مغنية الأوبرا فاطمة سعيد، والتي غنت في العديد من الحفلات الموسيقية والأوبرا في جميع أنحاء العالم، منذ أن بدأت مسيرتها في منتصف عام 2010.