الرجوع للعدد الكامل
الأربعاء, 3 يونيو 2020

الموسيقى عبر العصور

لم تتميز موسيقى عقد الأربعينات عن غيرها من عقود القرن العشرين سوى أنها خففت قليلا من آلام الحرب العالمية الثانية وأضافت حسا متفائلا بالمستقبل. ففي الولايات المتحدة كانت موسيقى الجاز والكانتري هي النوعيات السائدة وأصبحت أصوات فرانك سيناترا وبينج كروسبي أساسية في كل بيت. وفي مصر كان أم كلثوم وعبد الوهاب قد بلغا قمة النجومية، فيما تألقت المطربة أسمهان حتى وفاتها عام 1944.

وفي الخمسينات ولدت موسيقى روك أند رول في الولايات المتحدة وشكلت علامة ثقافية فارقة غيرت من النمط المحافظ للموسيقى الأمريكية السائد في العقود السابقة. وأصبحت موسيقى روك أند دول ملائمة للروح الحماسية للشباب الأبيض في تلك الحقبة ومناسبة للاستماع في الراديو المستحدث داخل السيارات. وكذلك شكلت الموجة الجديدة محورا للجدل خاصة للجمهور المحافظ ومن بين أبرز تلك المشاهد ما قام به المغني الأسود ليتل ريتشارد، الذي قطع قميصه أمام جمهور من الفتيات على المسرح، وهو ما أثار بدوره المشاعر العنصرية أيضا التي اتسمت بها تلك الفترة. وتفوق في تلك الحقبة نجم الروك الأشعر إلفيس بريسلي إلي جانب عدد من المغنيين السود وبينهم فاتس دومينو وشاك بيري. وفي مصر لمع نجم عبد الحليم حافظ تزامنا مع قيام ثورة يوليو 1952، وتواصلت إبداعات محمد فوزي وفريد الأطرش وشادية وفايزة أحمد.

وفي الستينات استمرت موجة الروك أند رول عالميا باستمرار صعود إلفيس بريسلي إلى جانب أبرز أعمال مغنيين مثل فرانك سيناترا وبول أنكا إلى أن ظهر فريق البيتلز البريطاني واكتسح المشهد الموسيقي في الولايات المتحدة. كما شهد العقد ظهور بوب ديلان الذي استطاع تغيير المشهد الموسيقي حول العالم من خلال الجيتار الإلكتروني. واتسمت الظواهر الموسيقية في ذلك العقد بالروح المتمردة والتقدمية التي غيرت العالم من بعده، والتي ثار فيها الشباب خاصة في الدول الغربية على المحظورات الاجتماعية والسياسية وغيرها من خلال عدة وسائل أبرزها الموسيقى. وفي مصر تطورت الموسيقى أيضا وكان أبرز محطاتها أغنية "أنت عمري" التي غنتها أم كلثوم من ألحان محمد عبد الوهاب عام 1964، والتي لا يزال لحنها حتى اليوم أيقونة للموسيقى العربية. كما شهدت ذلك العقد صعود ملحنين شباب بارزين بينهم بليغ حمدي، وكذلك صعود الأغنية الشعبية من خلال مطربين جدد مثل محمد رشدي.

وفي السبعينات شكل انفصال فريق البيتلز الحدث الأبرز عالميا عام 1970 ورحيل إلفيس بريسلي عام 1977 وفي مصر رحيل نجمي الغناء العربي أم كلثوم عام 1975 وعبد الحليم حافظ عام 1977. ومع ذلك شهد العقد ظهور نجوم جدد في الغرب معتمدين على تطور الأجهزة والأدوات الموسيقية وبينهم ديفيد بوي، ليد زيبلن، وفريق بينك فلويد. وفي العالم العربي صعد نجم وردة الجزائرية وصارت فيروز النجمة الأبرز على الساحة العربية.

كما شهد هذا العقد استحداث نوعيات جديدة من الموسيقى بينها الهيب هوب والديسكو، جرى الاستماع لها بشكل أساسي عبر شرائط الكاسيت الجديدة. وشهدت نيويورك في نهاية العقد زخما موسيقيا كان رواد الأعمال خلاله يقومون باختراع نوعيات جديدة من الموسيقى تعتمد على مزجها معا من خلال أدوات وتقنيات جديدة لا تزال تؤثر حتى يومنا في المشهد الموسيقي.

وانعكست الروح المحافظة والاستهلاكية السائدة سياسيا واجتماعيا في الثمانينات على الموسيقى عندما انتهت موسيقى "الهيبيز" التي نشأت في الستينات واستبدلت بموسيقى أكثر شعبية لدى الشباب الموظفين الجدد وهي البوب والراب والهيب هوب، وساعد على انتشارها ظهور أجهزة الووك مان وإسطوانات سي دي. ومن أبرز علامات العقد الموسيقية ظهور قناة إم تي في التي تذيع الأغنيات المصورة بطريقة "فيديو كليب" الحديثة.

enterprise

وظهر في ذلك العقد نجوم شكلوا موسيقى البوب المستمرة حتى اليوم وأبرزهم مايكل جاكسون الذي احتل الصدارة لسنوات لاحقة عبر أغنيته "ثريلر" عام 1982. كما اقتحمت مادونا الصدارة أيضا لأول مرة منافسة المغنيين من الرجال لتصبح أول امرأة تبيع 300 مليون نسخة من ألبوماتها. كما صعد نجم فرقة "كوين" البريطانية التي تصدرها المغني فريدي ميركوري بأغنيات مثل "وي أر ذا تشامبيونز" و"بوهيميان رابسودي". وفي مصر تغيرت الأغنية العربية للأبد بظهور موجة المطربين الشباب، الذين لاقوا هجوما في البداية من أنصار الموسيقى التقليدية. ومن أبرزهم عمرو دياب بأغاني "ميال" عام 1988 و"شوقنا" عام 1989، والذي لا يزال يصل للصدارة حتى اليوم. كما تألق في الثمانينات مطربين جدد بينهم محمد منير وعلي الحجار ومحمد فؤاد ومدحت صالح والذين استمر نجمهم في الصعود خلال العقد اللاحق.

وفي التسعينات يتذكر الشباب اليوم أغنيات شهيرة مثل "وان مور تايم" لبريتني سبيرز و"ساي ماي نيم" لفريق ديستينيز تشايلد و"ماي هارت ويل جو أون" لسيلين ديون التي ارتبطت بفيلم تيتانيك الأكثر نجاحا آنذاك. كما شهد العقد ظهور فريقي باك ستريت بويز الأمريكي، المفضل لدى فريق العمل في إنتربرايز، وسبايس جيرلز البريطاني. وفي العالم العربي استمر الصراع بين أنصار الأغنية الشبابية الذين ظهروا في العقد السابق وانضمت لهم أصوات نسائية مثل أصالة السورية ولطيفة التونسية وسميرة سعيد المغربية، وبين مطربين أكثر قربا من الموسيقى التقليدية مثل ميادة الحناوي وهاني شاكر ومحمد الحلو.

الألفينات وصعود النجومية السريعة عبر يوتيوب: عالميا شهد العقد الأول من القرن 21 تطورا في قواعد صناعة الموسيقى عندما غزا الإنترنت البيوت وتغيرت قواعد صناعة النجم. وتقول مجلة رولينج ستون إن المطربين المشهورين اضطروا خلال ذلك العقد لركوب الموجة للحفاظ على تواجدهم، كما وجد المطربين الصغار وسائل جديدة للشهرة بعيدا عن شركات الإنتاج والاستوديوهات (شاهد. 4:51دقيقة). وفي ذلك العقد ظهر في الغرب نجوم بينهم جاستن بيبر، الذي بدأ الغناء لأول مرة في عمر 13. كما تألقت مطربات بينهن ليدي جاجا وبيونسيه وكيتي بيري. وصعد أيضا نجم موسيقى الراب ومن أبرز وجوهها المطرب إيمينيم. وفي العالم العربي اكتسحت الأغنية الشبابية وظهرت قنوات الفيديو كليب لتغير شكل الغناء للأبد، وتصدر تلك الموجة مغنيين جدد بينهم نانسي عجرم وإليسا وروبي إلي جانب شيرين عبد الوهاب وتامر حسني.

وفي العقد الثاني من القرن الـ21 فرضت العولمة والتحول التكنولوجي موجات وأنواع جديدة من الموسيقى. ولم تعد الأغنيات باللغة الإنجليزية أو المصورة طبقا لأحدث أساليب هوليوود هي المتصدرة دائما، وصعدت للشهرة أغنيات البوب من أفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا، بحسب بي بي سي. وفي الأعوام الأخيرة اكتسب موسيقى البوب الكورية "كيه بوب" شهرة واسعة وبدأ المطربون المشهورون في إدخال الموسيقى اللاتينية والأفريقية لأغانيهم. وشهد العقد أيضا صعود موسيقى الحفلات والنوادي الليلية، ليتصدر منسقو الموسيقى "الدي جيه" الصدارة لعدة شهور وبينهم ديفيد جيتا وأفيتشي وكالفن هاريس وسط صعود نوعية الموسيقى الإلكترونية الراقصة "إيه دي إم". وفي مصر تصدر الغناء في الفترة الأخيرة مطربو المهرجانات الشعبية الراقصة، التي أصبحت من أساسيات حفلات الزفاف في المناطق الشعبية وغير الشعبية. ويعتمد ذلك النوع على مزج الآلات الموسيقية التقليدية العربية والإلكترونية.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).