كيف تؤثر الموسيقى على الدماغ؟
من الأمور الرائعة عن الموسيقى أنها تؤثر بقوة على المخ دون أن نشعر. ويقول كل من موقع ساينس ديلي ومجلة بيجاسوس التابعة لجامعة سنترال فلوريدا إن التفضيلات الشخصية لا تؤثر على الفائدة التي يحصل عليها المخ من أنواع الموسيقى المختلفة.
وتؤكد إلينا مانز، في كتابها "قوة الموسيقى"، إن تأثير الموسيقى على المخ كبير لدرجة أنها يمكن أن تستخدم في علاج أمراض الجهاز العصبي مثل الشلل الرعاش.
ويمكن للموسيقى أيضا أن تستخدم في وقت مبكر من حياة الشخص لتطوير القدرات العصبية في الطفولة. ويمكن من خلال تعريض الأطفال منذ الصغر أن تحفز المراكز السمعية والقشرية الأمامية من المخ، وهو ما يساعد على تطوير قدراتهم على التعرف على الأنماط في الأصوات المعقدة ونمو قدراتهم على التخاطب، وفقا لموقع ميديكال نيوز توداي. وللأطفال الأكبر سنا وخاصة ممن يعانون صعوبات لغوية أو عقلية، يمكن للموسيقى أن تكون وسيلة للتعبير عن النفس. وتستخدم الموسيقى كوسيلة للعلاج لتحسين قدرات الطفل المعرفية والاجتماعية والجسدية أو لمساعدة الآباء على التواصل بشكل أفضل مع أطفالهم.
وليس البشر هم من يستمتعون وحدهم بالموسيقى، فالنباتات أيضا في الشرفة تستمتع معك بالنغمات التي تستمع لها أثناء احتسائك فنجان القهوة الصباحي. وعلى الرغم من أنها لا تمتلك أي آذان، أظهرت دراسات عدة أن الموجات الصوتية تساعد على نمو النباتات (شاهد، المدة: 12:04). ولن تشتكي النباتات من نوعية الموسيقى التي تشغلها، فإحدى الدراسات أظهرت أن النباتات التي تعرضت لموسيقى لمدة 6 ساعات يوميا نمت بشكل أفضل من مجموعة أخرى لم تتعرض لموسيقى. ولكن أظهرت الدراسة أن مجموعة النباتات التي تعرضت لأصوات ليست موسيقية نمت بشكل قوى أيضا. ولا تتضح الأسباب العلمية وراء ذلك، ولكن يقول علماء إن تواصل النباتات من خلال الموجات الاهتزازية بشكل ما قد يشمل أيضا تأثرها بالموجات الصوتية التي قد تشكل مصدر اطمئنان لها. كما يقولون إن رد فعلهم علي الموجات الصوتية قد يكون إحدى وسائل الدفاع.
وعلى جانب آخر فالحيوانات مستمعون يصعب إرضاؤهم. وأظهرت إحدى الدراسات عن التأثير الجسدي والسلوكي والصحي للموسيقى على الحيوانات أن نوعيات الموسيقى المختلفة تؤثر بشكل مختلف على كل فصيلة للحيوانات داخل المختبر. وأظهرت الدراسة أن الحيوانات تستمتع بالموسيقى حتى 60 ديسيبل وهو ما يحسن من أحوالها. وفي دراسة أجريت علي الكلاب أظهرت أنها نامت بشكل أفضل مع الاستماع للموسيقى الكلاسيكية بينما زادت من رعشتها الجسدية، الدالة على التوتر، مع موسيقى الميتال. وعلى الجانب الآخر لم تبد القطط أي تأثر بأنواع الموسيقى المختلفة التي تتعرض لها.
ولا ينطبق ذلك على الحيوانات الأليفة وحسب، فالأبقار مثلا تدر المزيد من اللبن عند الاستماع للموسيقى كما تستمتع الأفيال بوقتها واللعب وحدها.