المناظرة الرئاسية الأولى بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب
بحسب توقعات المراقبين فإن المناظرة الرئاسية الأولى بين المرشحين الرئاسيين والتي جرت مساء الإثنين (أو في الساعات الأولى من الصباح بتوقيتنا) شاهدها 100 مليون مشاهد في الولايات المتحدة وحدها. وأدار المناظرة مقدم النشرة المسائية بشبكة إن بي سي ليستر هولت، والذي بدا في معظم الوقت متفرجا يقمعه ترامب ويقاطعه، كما يقاطع كلينتون. لم يستطع هولت أيضا منع الجمهور من الصياح وإطلاق الصفافير كما لو كانت مبارة لمصارعة المحترفين، رغم تحذيره الواضح للجمهور قبل بدء المناظرة وخلالها، بعدم الضحك والتصفيق.
قبل بدء المناظرة كان المرشحان متقاربين تماما في استطلاعات الرأي المحتدمة بينهما، مع بقاء أكثر من 20% من الأصوات لم تحسم أمرها يعد. وحول سؤال المصداقية: أشار موقع “بوليفاكت” إلى أن أكثر من 70% من التصريحات الرسمية لترامب مغلوطة، بينما كانت النسبة 28% لكلينتون. وعلى الرغم من ذلك، فإن استطلاع الرأي يظهر أن 41% من الناخبين “يشعرون” أن ترامب أكثر صدقا، بينما يعتقد 31% ذلك في كلينتون، في إثبات جديد على غياب المنطق عن هذا العالم.
أصبحت المصداقية وتقصي الحقائق أمراً رئيسياً في هذه الحملة الانتخابية، بشكلٍ يفوق أي حملة سابقة، إذ قامت محطات ومواقع “بي بي إس“و “بلومبرج“و “نيويورك تايمز” بالتحقق من صحة التصريحات التي يدلي بها المنافسان على الهواء أثناء المناظرة. وواجهت كلينتون منافسها بتصريحات كان قد أدلى بها من قبل، كتلك الخاصة بزعم أن التغير المناخي ما هو إلا خدعة اخترعها الصينيون، ولكن ترامب قاطعها قائلاً أنه لم يقل ذلك – بينما نص التغريدة التي قال فيها ذلك في عام 2012 ما زال منشورا على حسابه على تويتر .
ونشر موقع قناة الحرة الأمريكية أبرز ما جاء في المناظرة التي شهدت سلسلة من الاتهامات المتبادلة بين ترامب وكلينتون، إذ حمل ترامب كلينتون والديمقراطيين مسؤولية الفوضى العارمة في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن تلك الفوضى حدثت في ظل إدارتها، والتي شهدت نشأة وصعود تنظيم داعش، مشككا في قدرتها على إيقاف تغلغله اليوم.
وردت كلينتون بأن الولايات المتحدة تحرز تقدما على تنظيم داعش، والجيش الأمريكي يساعد الجيش العراقي للقضاء على التنظيم. وتوقعت كلينتون القضاء على داعش خلال سنة، معتبرة الأمر أولوية قصوى بالنسبة إليها، ومؤكدة أنها ستعمل على استهداف أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم.
واتهم ترامب الرئيس باراك أوباما والمرشحة هيلاري كلينتون بخلق فراغ في العراق، حينما أصدروا الأوامر للقوات الأميركية بمغادرة العراق. واعتبر ترامب أن النفط في العراق وليبيا مكن داعش من تحقيق دخل مالي كبير مول أعماله الإرهابية.
وقاطعت كلينتون ترامب لتذكره بأنه دعم الحرب على العراق، “ودعم ما فعلناه في ليبيا بعد ما كان يتعامل مع القذافي في النواحي الاقتصادية”.
وحول ملفه الضريبي، أكد ترامب أنه عازم على الكشف عنه بعد انتهاء عمليات التدقيق، مضيفا “سأكشف عن إقراراتي الضريبية في الوقت الذي تكشف لنا كلينتون 33 ألف رسالة مسحت من بريدها الإلكتروني”.
وانتقد ترامب الاتفاقيات التجارية التي وقعتها أميركا مع دول العالم والتي أتت بنتائج سلبية على اقتصاد البلاد، حسب قوله.
وقالت كلينتون إن أزمة 2008 سببها تخفيض الضرائب على الأغنياء وترامب استفاد من ذلك.
وشكك ترامب بخطة كلينتون في هذا المجال قائلا: “30 عاما وأنت في مجلس الشيوخ لماذا لم تفكري في حل لمشكلة الوظائف سوى الآن، زوجك وقع اتفاقية نافتا وهي أسوأ اتفاقية”.
وردت كلينتون بأن ذلك غير دقيق وأنها كانت ضد الاتفاقية، وخاطبت ترامب بالقول “أعرف أنك تعيش في عالمك الخاص“ ، مشيرة إلى أن صادرات الولايات المتحدة إلى الصين زادت 50 في المئة حينما كانت وزيرة للخارجية .
شاهد المناظرة بالكامل من خلال هذا الرابط