الرجوع للعدد الكامل
الإثنين, 30 يناير 2023

ديب فيك.. لا تصدق كل ما تشاهده

ما آخر تطورات تقنية "ديب فيك"؟ عندما تعرف العالم للمرة الأولى على تقنية التزييف العميق (ديب فيك) في عام 2017، سارعت كل منصة إخبارية للتحذير من التقنية الجديدة، متوقعة أن تتسبب في انتشار المعلومات المضللة على نحو أكبر إلى جانب صعوبة كشف مدى زيفها. بعد ست سنوات تقريبا، لم تتسبب تقنية التزييف العميق، رغم تصدرها العناوين الرئيسية للأخبار، في الكارثة التي كانت مرتقبة. دعونا نتعرف على تقنية "ديب فيك".

بادئ ذي بدء، ما هي تقنية "ديب فيك"؟ تستخدم تقنية التزييف العميق تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا التعلم العميق للتلاعب بالمحتوى الرقمي واستبدال صورة شخص بأخرى أو إضافة محتوى لفيديو موجود بالفعل. تعرف العالم للمرة الأولى على تقنية "ديب فيك" منذ أكثر من خمس سنوات على يد مستخدم على موقع ريديت حمل حسابه الاسم نفسه (ديب فيك) والذي شارك مقطع فيديو إباحي مع استبدال الوجوه الحقيقية بوجوه مشاهير دون موافقتهم، حسب المنصة التي تركز على موضوعات الذكاء الاصطناعي ديكودر.

تسببت التقنية في ردود فعل فورية عنيفة لكن مبررة: لأنها ارتبطت بإساءة الاستخدام والمعلومات المضللة منذ البداية، تباطأ انتشار تقنية التزييف العميق بسبب مخاوف الشركات الحكومية والخاصة وصناع السياسات. "قبل أن يدق ناقوس الخطر بشأن هذه القضايا، لم تضع شركات التواصل الاجتماعي أي سياسات للتعامل معها… والآن لديك سياسات وإجراءات متنوعة تتخذها تلك الشركات للحد من تأثير تقنية التزييف العميق الضارة"، حسبما نقلت ذا أتلانتيك عن الخبير في مجال الذكاء الاصطناعي أفيف أوفاديا. وبدأت منصات التواصل الاجتماعي تحتاط فيما يتعلق بالتزييف العميق باستخدام سياسات إدارة المحتوى ووسائل اكتشاف المحتوى المزيف عبر البرمجيات والأشخاص.

لا مفر من المحتوم.. لكن يمكن تأجيله لبعض الوقت: يقول بعض الخبراء إنه رغم محاولات السيطرة على التقنية، إلا أن التزييف العميق حتما ستتطور في غضون بضع سنوات إذ يصبح الذكاء الاصطناعي أكثر تقدما وذكاء. دمجت تيك توك وسناب شات وإنستجرام بعض أشكال تقنية "ديب فيك" لتغيير الوجوه وتحسينها. تتيح مواقع الديب فيك للمستخدمين إنشاء محتوى خاص بهم باستخدام تقنية التزييف العميق. وظهر كذلك عدد من التطبيقات الأقل تقدما والتي تتيح للمستخدمين إنشاء GIF من صور ثابتة.

"ديب فيك" رائج جدا على تيك توك: حصد حساب مزيف لنجم هوليوود توم كروز باسم "ديب توم كروز" والذي ينتج محتوى باستخدام "ديب فيك" 3.8 مليون متابع (حساب ساخر). لست من المعجبين بكروز؟ هناك حسابات لمشاهير مثل كيانو ريفز وهاري ستايلز وجاستن بيبر وزوجته هيلي.

لكن أمام تقنية التزييف العميق طريق طويل قبل أن تحل محل المحتوى الحقيقي. رغم أن أكثر ما يميز تقنية التزييف العميق هو أن المحتوى المزيف يجب أن يماثل نظيره الحقيقي، إلا أن دراسة أجرتها جامعة كورنيل كشفت أن الأشخاص أكثر قدرة على اكتشاف الفيديو أو المقطع الصوتي المزيف أكثر من قدرتهم على اكتشاف المعلومات غير الدقيقة في النص المكتوب. يرجع البعض ذلك إلى أن التكنولوجيا لم تتطور إلى درجة كبيرة بعد. يبرز أحد الأمثلة في قدرة المشاهدين على اكتشاف أن مقطع يظهر استسلام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لنظيره الروسي فلاديمير بوتين زائف بفضل ضخامة رأس زيلينسكي في المقطع واللكنة المشكوك فيها.

ما موقف صناع السياسات؟ تعتقد (بي دي إف) المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) أن تقنية التزييف العميق تنطوي على إمكانية انتهاك حقوق الإنسان وحقوق الخصوصية وحقوق حماية البيانات الشخصية كما تثير تساؤلات حول حقوق الملكية الفكرية. وتتيح القوانين الأوروبية لضحايا تقنية التزييف العميق الحق في "محو أثرهم وبياناتهم الشخصية من على الإنترنت" في حالة كان المحتوى الذي جرى مشاركته غير صحيح، والذي بموجبه ينبغي حذف المحتوى، رغم أن قول ذلك أسهل بكثير من تنفيذه. سنت الصين والاتحاد الأوروبي وعدة ولايات أمريكية تشريعات في السنوات الأخيرة لتضييق الخناق على المعلومات المضللة والزائفة التي يجري نشرها عبر استخدام "ديب فيك".

قد لا يمكن إيقاف قطار التزييف العميق، ولكن تحسين التثقيف الإعلامي يمكن أن يمنعنا من أن نكون فريسة سهلة. تقنية "ديب فيك" هي الأحدث في حلقة طويلة من الوسائل الرامية لتزييف مقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية والصور والتي باتت جميعها أكثر شيوعا مع ازدهار العصر الرقمي. ويزيد ذلك من أهمية أن تبذل المجتمعات جهودا مضاعفة فيما يتعلق بتدريس الإعلام والتثقيف الرقمي والذي يساعد الأشخاص على معرفة المصادر التي يمكنهم الوثوق بها واكتشاف أوجه التضارب والمعلومات غير الدقيقة في وسائل الإعلام وأهمية ألا يصدقوا كل ما يسمعونه أو يشاهدونه أو يقرأونه.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).