الرجوع للعدد الكامل
الإثنين, 14 نوفمبر 2022

البنوك يمكنها أن تلعب دورا مهما في رحلة تحول الشركات الصغيرة والمتوسطة للحياد الكربوني

بقلم ناتالي بليث

إذا كان العالم يطمح إلى تحقيق أهدافه في الوصول الى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، فإنه يتعين على الشركات أن تساهم من خلال الابتكار السريع وعلى نطاق واسع. الشركات الكبيرة أصبحت بالفعل في دائرة الضوء في هذا الصدد، والعديد منها يحرز تقدما جيدا، لكن الدور الذي تحتاج الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى القيام به في رحلة التحول إلى الحياد الكربوني بالغ الأهمية، ويجب تناوله بمزيد من الاهتمام.

الشركات الصغيرة والمتوسطة هي العمود الفقري لمعظم الاقتصادات، فهي تشكل 90% من سلاسل التوريد العالمية، التي تمثل في حد ذاتها 80% من إجمالي انبعاثات الكربون. ومن بين 100 تريليون دولار استثمارات مطلوبة للوصول إلى اقتصاد الحياد الكربوني بحلول عام 2050، يجب توجيه 25-50 تريليون دولار من هذا المبلغ إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة. هذه الأرقام صارخة، وتظهر أن قدرة الشركات الصغيرة والمتوسطة على تبني الاستدامة أمر بالغ الأهمية لمسار التحديات المناخية.

ومع ذلك، بالمقارنة مع الشركات الكبيرة والدولية، فإن الشركات الصغيرة والمتوسطة غير مجهزة جيدا للقيام بالتغييرات الضرورية للانتقال الأخضر. على عكس أقرانها الأكبر حجما، غالبا ما تفتقر الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى البيانات والموارد والمعرفة الفنية لرسم خطط تفصيلية للحوكمة البيئية والمجتمعية والمؤسسية. وبينما تتحرك في بيئة شكلتها تبعات الجائحة وأزمات الطاقة والتضخم المتصاعد والتقلبات الجيوسياسية، تعمل الشركات الصغيرة والمتوسطة حول العالم ببساطة من أجل البقاء. لذلك قد يغفر لها أنها تركز على المدى القصير، لكن إذا أردنا تفادي التأثيرات الأسوأ لتغير المناخ، فمن الأهمية بمكان تقليل التحديات التي تواجهها هذه الشركات في رحلتها الانتقالية بشكل كبير.

كيف يمكن تحقيق ذلك في ضوء المعطيات؟ رغم أنه لا يوجد حل سحري واحد، إلا أن دور البنوك أصبح عاملا مهما للتمكين بشكل متزايد، لأنها يمكنها أن تلعب دورا حيويا في ثلاثة مجالات رئيسية: التيسير والتمويل وامتصاص المخاطر.

على صعيد التيسير، يمكن للبنوك أن تساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة في اتخاذ الخطوة الأولى، وهي تطوير الشفافية حول حجم انبعاثاتها من خلال توفير أدوات غير مكلفة (ومجانية أحيانا) مثل حاسبات الكربون وأدوات تقييم الحوكمة البيئية والاجتماعية المؤسسية، للمساعدة في تحديد البصمات الكربونية الفردية، وإلقاء الضوء على بؤر الانبعاثات، واقتراح إجراءات للحد من الانبعاثات بصورة كبيرة. يمكن للبنوك أيضا تقديم مجموعة من الإرشادات، والقيادة الفكرية والحلول المجربة لمساعدة العملاء خلال رحلة التحول للحياد الكربوني.

التمويل المصرفي، الذي يمكن القول إنه الحل الأشهر، يسمح بإتاحة مجموعة من الخيارات، بدءا من آليات ربط تكلفة الاقتراض بأداء الشركات في معايير الحوكمة البيئية والمجتمعية والمؤسسية، مرورا بالتمويل الموجه مثل صناديق المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتمويل الشركات الخضراء، أو حيث يذهب استخدام الحصيلة نحو أغراض خضراء. في إتش إس بي سي، عملنا مع شركة لإدارة النفايات لتوفير التمويل لإعادة هيكلة نفقاتها الرأسمالية. كانت الشركة قادرة على الاستثمار في المعدات الحديثة لإعادة تدوير المواد لبيعها مرة أخرى للصناعة (بالاستفادة من تدفق الإيرادات) وإنشاء مكبات منخفضة التكاليف، وتقليل الانبعاثات، وبالتالي خلق اقتصاد دائري.

أما فيما يتعلق بامتصاص المخاطر عملت البنوك كوسطاء بين المشترين والبائعين لعدة قرون، وامتصت المخاطر و/أو عملت كضامن، مما سمح للشركات للتجارة بثقة. في حالة تمويل سلاسل التوريد، يحصل الموردون على الطمأنة من تلقي مدفوعات مبكرة، وعندما يكون الطرف الآخر حديثا في التجارة مع يعضهما البعض، تقدم وساطة البنوك مزيدا من اليقين بأن جودة أو مواصفات البضائع كما ينبغي أن تكون. هذه الحاجة ستنمو بينما تتطلع الشركات إلى التجارة أو استدامة المصادر.

أن تخوض الشركات الصغيرة والمتوسطة رحلة الانتقال وحدها هو أمر غير عادل، وغير واقعي، ويغفل إلى أي مدى يعتبر حل مشكلة المناخ معقدا ومتعدد الجوانب. الأمر سيتطلب تعاونا ليس مع البنوك فحسب، وإنما مع الشركات الأخرى لمشاركة المعرفة والنهج عبر القطاعات: المشترون سيفهمون متطلبات الشركات، والقطاع العام سيفهم السياسات وسيمكن الشركات من الوصول إلى برامج تنمية المهارات، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.

قد تبدو المهمة شاقة، لكن مواجهة هذا التحدي ليست بعيدة عن متناول الشركات الصغيرة والمتوسطة. يمكن أن يكون التحول إلى الحياد الكربوني إذا جرى استغلاله الآن، فرصة هائلة لنمو الشركات الصغيرة، ويساعد على زيادة وتيرة التغيير المطلوبة حتى يتمكن العالم من تحقيق أهداف التحول إلى الحياد الكربوني.

بقلم ناتالي بليث (لينكد إن) الرئيسة العالمية لخدمات التمويل التجاري المستدام ببنك إتش إس بي سي

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).