الرجوع للعدد الكامل
الجمعة, 7 أكتوبر 2022

ماذا تقول ملابسنا عنا؟

ماذا تقول ملابسنا عنا: الطريقة التي نلبس بها تعبر كثيرا عن هويتنا وكيف نريد أن ينظر إلينا في العالم. في حين أن ما نرتديه يمكن أن يكون مصدرا للتعبير الفردي، إلا أن الملابس على مر التاريخ كانت لها دلالة على المكانة والأدوار الاجتماعية. يروي تغيير أنماط الملابس قصة المكانة والقيم، حتى عندما يتعلق الأمر بما نعتقد أنه قواعد لباس أكثر مرونة اليوم أو كاجوال ببساطة.

تاريخ الملابس تأصل في الحفاظ على تسلسل هرمي اجتماعي واضح: من أوائل العصور الوسطى وحتى منتصفها، كانت الموضة الغربية تعتمد بالكامل على موقع الشخص داخل التسلسل الهرمي الاجتماعي. كان هناك اختلافات واضحة بين أنماط الملابس بين التجار والحرفيين والارستقراطيين على سبيل المثال، كما يوضح أستاذ القانون في جامعة ستانفورد ريتشارد طومسون فورد لبي بي سي. مع تطور الخياطة، بدأت حتى الاختلافات الطبقية الأكثر جرأة بالظهور في أنماط ملابس الناس، حسبما قال فورد.

ثم باتت أنماط الملابس تعكس الاختلافات الشخصية: بحلول أواخر العصور الوسطى وأوائل عصر النهضة، أصبحت الموضة في العالم الغربي وسيلة للتعبير عن الذوق الفردي، وذلك جنبا إلى جنب مع الانتماء الطبقي والديني، حسبما قال فورد لستانفورد نيوز. عكس هذا التركيز المتزايد على الفرد التحول الثقافي الأوسع في الفلسفة والعلوم والفن والأدب.

لكن هذه الأنماط الفردية للتعبير ظلت قابعة تحت قيود القوانين القاسية لقواعد الملبس: مع تصدر الفردية وزيادة مساحة التعبير عن المكانة، وضعت قوانين معينة تعرف باسم قوانين الفرضية لمنع الناس من الابتعاد أكثر من اللازم عن حدود الملابس لكل طبقة. كانت تلك القوانين تهدف ظاهريا إلى منع "الإسراف"، لكنها في الواقع صممت لمنع التجار والعمال من ارتداء ملابس النبلاء، حتى لو كانوا قادرين على تحمل تكاليف ذلك، طبقا لما ذكره فورد. كان جزء من المنطق هنا هو قصر مظهر القوة والسلطة على الأرستقراطيين والملوك لمساعدتهم في الحفاظ على الظبط الاجتماعي.

أصبحت موضة الملابس اليوم غير رسمية بشكل أكبر من أي وقت مضى ولكن هذا لا يعني أنها ألغت دلالات المكانة: يتمثل الزي المفضل للعديد من الرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا مثل ستيف جوبز ومارك زوكربيرج، في تي شيرت عادي وبنطلونات جينز وأحذية رياضية. قد يبدو أن اختيارات الملابس في وادي السيليكون باتت غير رسمية أو مهملة بشكل متزايد مقارنة ببدلات العمل التي اعتاد أصحاب الأعمال ارتدائها في العقود السابقة، لكنها في الواقع جزء من ظهور نوع جديد تماما من قواعد الملابس في تطور بدأ مع طبقة التجار من الماضي.

مرحبا بكم في عصر ملابس العمل الكاجوال: عندما يتعلق الأمر بملابس مكان العمل، فقد كنا جزءا من تاريخ طويل من ارتداء ملابس غير ملائمة. وتسارعت وتيرة هذا الاتجاه بالطبع بسبب الجائحة التي أجبرت العديد من العاملين في المكاتب للبقاء داخل المنزل لمدة عامين، وأصبح ارتداء السراويل اختياريا في معظم الأيام. مع عودة الناس إلى المكتب، تغيرت قواعد الملابس للاتجاه غير الرسمي أكثر وتبنى تجار التجزئة للأزياء أسلوبا أكثر استرخاء من الملابس يطلق عليه "كاجوال العمل" أو "راحة العمل". يرجع جزء من هذا التحول إلى أن الموظفين اعتادوا على راحة العمل من المنزل. السبب الآخر هو أن سوق العمل القوية في الدول الغنية تعني أن العمالة أقل قلقا بشأن استرضاء رؤسائهم والحفاظ على مظهر رسمي للغاية.

قد يؤدي ما ترتديه في بعض الأحيان إلى تغيير الطريقة التي تشعر بها وتتصرف بها: تحمل بعض الملابس معاني أعمق بكثير مما قد يوحي به إحساسها الجمالي – من نواحٍ عديدة، قد يكون لديها بالفعل القدرة على التأثير في الطريقة التي نشعر بها تجاه أنفسنا وكيف نتصرف، حسبما تشير دراسة مؤثرة عام 2012 من مجموعة من باحثي جامعة نورث وسترن. أطلق الباحثون على فكرة تأثير الملابس على طريقة التفكير أو السلوك اسم "نظرية الإدراك المتعلق بالملابس". الطريقة التي توصل بها الباحثون إلى هذا الاستنتاج كانت من خلال قياس استجابة الأشخاص الخاضعين للاختبار لمعاطف المختبر – المرتبطة عادة بالتفكير العلمي – والتي أظهرت تحسنا في الأداء في مهام معينة. تضفي نتائج هذه الدراسة بعض المصداقية على فكرة أن تغيير ملابس النوم في الصباح وارتداء قميص بأزرار على سبيل المثال قد يساعدك على أداء وظيفتك بشكل أفضل.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).