الرجوع للعدد الكامل
الأحد, 28 أغسطس 2022

شركات التكنولوجيا الأنثوية تزدهر في مصر

كيف يبدو مشهد شركات التكنولوجيا الأنثوية في مصر؟ ينظر إلى شركات التكنولوجيا الأنثوية (فيمتيك) باعتبارها القوة الصاعدة الجديدة في مشهد الشركات الناشئة، مع تزايد شهية المستهلكين للمنصات الصحية المدعومة بالتكنولوجيا مما يساعد على جذب اهتمام المستثمرين. من المتوقع أن ترتفع قيمة سوق شركات التكنولوجيا الأنثوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 3.8 مليار دولار بحلول عام 2031، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 15% وفقا لفلات 6 لابز.

ما هي شركات التكنولوجيا الأنثوية تحديدا؟ تقدم شركات التكنولوجيا الأنثوية مجموعة من الحلول التي تركز على المستهلك والمدعومة بالتكنولوجيا والتي تعمل على تمكين صحة المرأة ورفاهيتها، وفقا لماكنزي. يمكن أن تشمل هذه التكنولوجيا مجموعة من المنتجات والخدمات، مثل التشخيصات الخاصة بالأمراض النسائية والتطبيقات والبرامج والأجهزة الطبية والأدوية العلاجية والفيتامينات والمكملات والمنصات الرقمية والمنتجات الاستهلاكية التي تستهدف النساء.

بدأت شركات التكنولوجيا الأنثوية في الدخول للسوق المصرية، لكن القطاع لا يزال غير مطروق رغم ذلك، بحسب مصادرنا. بدأ عدد متزايد من مجموعات المجتمع عبر الإنترنت التي تتعامل مع القضايا المحظورة سابقا أو التي كانت تبدو تافهة فيما يتعلق بصحة المرأة تكتسب زخما لتكشف عن مساحة واسعة لعمل الشركات التكنولوجيا الأنثوية في مصر، مع سوق جاهزة للتعرف على ما هو جديد ولا يملك الكثير من الخيارات. لا يزال مشهد شركات التكنولوجيا الأنثوية في مصر صغيرا مقارنة بتطور القطاع في أجزاء أخرى من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمشهد العالمي لشركات التكنولوجيا الأنثوية بشكل عام، لكن المؤشرات تشير إلى أنه سينمو في السنوات القليلة المقبلة. "لا زلنا في بداية الطريق، هناك سوقا كبيرة تفتقر إلى خدمات التكنولوجيا الأنثوية"، حسبما يقول محمد عكاشة، الشريك الإداري لصندوق ديسربتك فينتشرز، الذي يركز على الاستثمار في التكنولوجيا المالية، لإنتربرايز.

أبرز شركات التكنولوجيا الأنثوية في مصر: ماذربينج ومامرز. ماذربينج هي شركة ناشئة تركز على مجموعة من برامج وعلاجات الرعاية الصحية التي يسهل الوصول إليها والتي صممها فريق من المتخصصين والمعلمين والأطباء بالإضافة إلى منتجات الصحة الإنجابية والجنسية للمرأة العربية، وفقا لنور إمام، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ماذربينج. مامرز هي منصة للتجارة الإلكترونية تبيع "كل منتج أساسي وبسيط يستهدف الأمهات والرضع والأطفال"، مع مكون استشاري يهدف إلى توجيه الأمهات إلى المنتجات التي تناسب احتياجاتهن على أفضل وجه، وفقا لمؤسسة الشركة نادية جمال الدين.

أتمت كلتا الشركتين جولات تمويلية. أتمت ماذربينج جولة تمويلية صغيرة بقيمة 200 ألف دولار معظمها من مستثمرين ملائكيين وجميعهم نساء باستثناء رجل واحد، حسبما قال يوسف السماع رئيس قطاع التخطيط الاستراتيجي في ماذربينج. كما أغلقت منصة مامرز مؤخرا جولة تمويلية ما قبل تأسيسية بقيمة 1.2 مليون دولار بقيادة ديسربتك فينتشرز.

كيف نجحت هذه الشركات: اعتمدت الشركات على قاعدة كبيرة من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي. كان لدى كل من ماذربينج ومامرز بالفعل حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي نشأت عنها الحاجة إلى الحلول التي تقدمها الشركة، على الرغم من تركيزهما على القطاعات الفرعية المختلفة في التكنولوجيا الأنثوية. أسست إمام ماذربينج كحساب على مواقع التواصل الاجتماعي، يهدف إلى تمكين المرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال محتوى تعليمي باللغة العربية حول صحتهن الإنجابية والجنسية، وقد جمعت ما يزيد عن 2.4 مليون متابع على المنصات المختلفة. من ناحية أخرى، نشأت مامرز من خلال مجتمع دعم الأمهات، المعروف باسم راحت بالي، على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي أسسته أيضا جمال الدين. "اكتسبت مامرز قوة جذب ومصداقية على الفور بسبب وجود راحت بالي"، حسبما قالت نادية جمال الدين: تأسست المجموعة في عام 2015، ويبلغ عدد متابعيها في الوقت الحالي نحو 4 ملايين أم مصرية.

كيف راجت فكرة التكنولوجيا الأنثوية بين المستثمرين؟ "جزء مما جذبنا إلى مامرز هو الفريق المؤسس"، بحسب عكاشة. إنهم يفهمون السوق، وقد انخرطوا فيه، ولهم سمعة طيبة داخل المجتمعات التي يتعاملون معها. ولديهم خبرة في الجوانب اللوجستية والتشغيلية للأعمال. انضم السماع إلى فريق ماذربينج بعد سجل حافل في مجال الاستثمار، لأنه "وجد شخصا يقوم بشيء جديد تماما ويلبي احتياجات سوق كبيرة يعاني من نقص في الخدمات". بالنسبة له، تعتبر ماذربينج "فرصة استثمارية ذات إمكانات كبيرة، وقد تصبح المحرك الأول في سوق كبير ومثير للاهتمام للغاية".

وهناك اهتمام عام من قبل المستثمرين بالتكنولوجيا الصحية، وتصنف التكنولوجيا الأنثوية على أنها "خدمة صحية": يعزو السماع رد الفعل الإيجابي إلى أن التكنولوجيا النسائية تقع تحت مظلة الرعاية الصحية، والتي كان هناك إقبال عليها مؤخرا. "يعتبر صحة المرأة قطاع غير مخدوم للغاية وهو أحد المجالات التي يعمل فيها النموذج الإلكتروني بشكل أفضل من النموذج التقليدي، لذلك توقعت هذا الاهتمام الذي نراه". ساعد تصنيف التكنولوجيا الأنثوية كقطاع فرعي من قطاعات الصحة على نموها، على عكس المنتجات الأخرى التي تركز على النساء مثل تلك المتعلقة بالموضة، والتي يمكن أحيانا رفضها باعتبارها غير مجدية، حسبما قالت المسؤولة الإعلامية والمنتجة التنفيذية في شركة ومينا للاستثمار أميرة أحمد لإنتربرايز.

أضف إلى ذلك تغير توجهات المستثمرين. "هناك الكثير من الصناديق التي لديها التزام بدعم الشركات الناشئة التي تقودها النساء، لذلك حصلنا على الكثير من الاهتمام المبدئي من أصحاب رأس المال المغامر وهو أمر مثير للدهشة"، بحسب السماع. المستثمرين الذين تجاهلوا تاريخيا النساء المؤسسات والشركات التي تركز على رفاهية المرأة يظهرون الآن شهية قوية للتكنولوجيا الأنثوية، بحسب أحمد.

"هناك نقص في الوعي بين المستثمرين فيما يتعلق بقطاع التكنولوجيا الأنثوية، إذ لم يتعاملوا معها كما تعاملوا مع قطاعات أخرى مثل التكنولوجيا المالية"، وفق عكاشة، والذي يعتقد أيضا أن "قصة النجاح في هذا القطاع ستكون بمثابة نقطة انطلاق للشركات الناشئة التي تخاطب نفس القطاع بمنتجات مختلفة".

وينطبق الشيء نفسه على المستهلكين. "لا تزال صناعة التكنولوجيا الأنثوية تعاني من حواجز مثل التحيز بين الجنسين، ونقص التعليم والوعي بين المستخدمين والأطباء، والوصمة الاجتماعية والثقافية، ونقص الأدلة السريرية"، كما تخبرنا راجية عمرو، مديرة البرامج في فلات 6 لابز. وأوضحت عمرو أن المستخدمين النهائيين لديهم أيضا مخاوف بشأن الثقة والأمان والخصوصية.

إذا ما الذي يحتاجه القطاع؟ يمكن أن تلعب المسرعات دورا محوريا في وصول التكنولوجيا الأنثوية الصاعدة إلى التمويل. أطلقت "فلات 6 لابز أند أوراجنون"، وهي شركة رعاية صحية عالمية، برنامج تسريع التكنولوجيا الأنثوية لدعم الشركات الناشئة في مجال الصحة الرقمية التي أسستها سيدات في بناء المنتجات واختبار السوق وتحسين نماذج أعمالها. بحسب عمرو: "تدغم فلات 6 لابز الشركات الناشئة في التكنولوجيا الأنثوية من خلال الأعمال التجارية والتدريب التقني والوصول إلى شبكات شركائنا المحليين و الإقليميين". يقول أحمد: "أعتقد أن الاستثمار واهتمام المستثمرين أكثر أهمية بكثير من المسرعات، ولكن في بعض الأحيان بسبب الطريقة التي تأسس بها النظام، لا يتوفر الوصول إلى المستثمرين والأموال إلا من خلال المسرعات. إنهم يساعدون كثيرا في تقديم الإرشاد والتمويل والدعم للمشاريع الناشئة"، كما تعتقد.


أبرز أخبار الشركات الناشئة في أسبوع:

  • أوراسكوم المالية تعتزم تأسيس صندوق رأسمال مغامر في مجال التكنولوجيا: تخطط شركة أوراسكوم المالية القابضة لتأسيس صندوق رأس مال مغامر بقيمة 300-500 مليون جنيه، والاستثمار في مشروعها الخاص بالتكنولوجيا المالية، كليفر، باستخدام جزء من عوائد بيع حصتها في شركة بلتون المالية القابضة.
  • حصلت شركة عربي آدز الإماراتية الناشئة في مجال تكنولوجيا الإعلانات على 30 مليون دولار في جولة ما قبل التمويل الثانوي من شركة الاستثمار المباشر أفريكا إنفست، التي تركز على أفريقيا.
  • استحوذت شركة فاليو للتمويل الاستهلاكي التابعة للمجموعة المالية هيرميس على كامل أسهم منصة الرواتب الرقمية "باي ناس".

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).