لاعبو الخدمات المالية غير المصرفية يتطلعون لسد فجوة قروض التعليم التقليدية
كيف يمكن لحلول الإقراض البديلة أن تعالج الطلب على تمويل المصروفات الدراسية: يواجه أولياء الأمور الطلاب في مرحلة التعليم قبل الجامعي تكاليف مرتفعة، حيث يدفع ارتفاع معدل التضخم المدارس الخاصة إلى زيادة المصروفات الدراسية، كما أشرنا سابقا. لكن بالنسبة لغالبية أولياء الأمور، لم يكن القطاع المصرفي وسيلة جذابة لتمويل المصروفات الدراسية. في الأسبوع الماضي، سلطنا الضوء على قروض التعليم التقليدية، التي عادة ما تأتي بأسعار فائدة أعلى، وتتطلب الكثير من الإجراءات، وتوفر مرونة أقل بالمقارنة مع القروض الشخصية، والتي لا تشهد طلبا كبيرا من العملاء، في الوقت التي تركز فيه البنوك على منتجات مختلفة أو تستفيد من فرص جديدة من العملاء المحتملين.
لاعبو الخدمات المالية غير المصرفية يسعون لملء الفجوة: نظرا لأن القطاع المصرفي يواجه ارتفاعا في أسعار الفائدة، بعد أن رفع البنك المركزي المصري أسعار الفائدة بمقدار 300 نقطة أساس منذ مارس، ليصل سعر الفائدة على الودائع إلى 11.25% وسعر الإقراض إلى 12.25%، تتطلع شركات الخدمات المالية غير المصرفية إلى سد فجوة الطلب على منتجات التمويل البديلة. تقدم بعض الشركات خدمات منتظمة للشراء الآن والدفع لاحقا لمدفوعات التعليم، بينما يقدم البعض الآخر قروضا ميسرة. هناك أيضا بعض الأدوات الجديدة التي يُحتمل طرحها في السوق قريبا، مثل خدمات التخصيم من أجل التعليم.
أبرمت العديد من شركات الدفع الإلكتروني، مثل فاليو، اتفاقيات مباشرة مع المدارس لتسهيل مدفوعات المصروفات الدراسية: استفادت فاليو، التابعة للمجموعة المالية هيرميس، من تمويل التعليم من خلال برامج تيسير التعليم. أقامت المنصة شراكات مع المؤسسات التعليمية على جميع المستويات (التعليم الأساسي، التعليم الجامعي، وكليات الدراسات العليا، بالإضافة إلى شهادات ما بعد التخرج) لتقديم خطط دفع ميسورة التكلفة لأولياء الأمور، حسبما قال الرئيس التنفيذي وليد حسونة، لإنتربرايز. عقدت فاليو شراكة مع أكثر من 65 مدرسة في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك مدرسة الجونة الدولية، والمدرسة القومية للغات في الإسكندرية، ومدارس جيمس مصر، ومدرسة متروبوليتان، والعديد من المدارس الأخرى من المستويات المختلفة. كما وقعت المنصة اتفاقية مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة لتقديم خطط تمويل لبرامج البكالوريوس والدراسات العليا، بأقساط يجري سدادها من خلال بوابة الدفع باي موب.
دخلت شركة بلتون للتمويل الاستهلاكي (بل كاش)، في شراكة مع مؤسسات تعليمية لتزويد أولياء الأمور بفرصة تمويل المصروفات الدراسية لأطفالهم كليا أو جزئيا. في العام الماضي، وقعت بل كاش اتفاقية مع شركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية (سيرا) المدرجة في البورصة المصرية لتزويد أولياء الأمور الذين يلتحق أطفالهم بأي من مدارس سيرا بقروض لتمويل المصروفات الدراسية بفترة سداد تبلغ 12 شهرا. كما دخلت بل كاش في شراكة مع مؤسسات تعليمية مثل الألسن (بي دي إف)، وكينت كوليدج (بي دي إف) لتقديم نفس التمويل.
لدى ذراع التمويل الاستهلاكي التابعة لشركة كونتكت المالية اتفاقيات تمويل المصروفات الدراسية الخاصة بها مع العديد من المؤسسات التعليمية، بما في ذلك المدارس والجامعات، حسبما قال الرئيس التنفيذي لشركة كونتكت المالية القابضة سعيد زعتر، لإنتربرايز، دون تسمية المؤسسات. ويمكن لأولياء الأمور أيضا توقيع اتفاقيات مباشرة مع كونتكت للحصول على تمويل للرسوم الدراسية لأطفالهم في المدرسة أو الجامعة، إذا لم تكن المدرسة أو الجامعة ضمن شراكات كونتكت، على حد قوله. عادة ما تصل آجال هذه الاتفاقيات المباشرة إلى 12 شهرا.
يبدو أن تمويل التعليم يمثل مساحة جذابة يمكن الاستفادة منها بشكل عام، في الغالب لأن التعليم منخفض المخاطر. "يعتبر تمويل التعليم منخفض المخاطر للغاية. لن يرسل أولياء الأمور أطفالهم إلى المدرسة دون دفع المصروفات الدراسية"، بحسب زعتر.
وهو ما يشجع شركات الخدمات المالية غير المصرفية على تنمية محافظهم الاستثمارية وتقديم معدلات فائدة منخفضة: تقدم كونتكت المالية تمويل التعليم بأقل سعر فائدة للشركة، حاليا نحو 9%. وقال زعتر إن كونتكت خصصت ملياري جنيه لتمويل التعليم في النصف الثاني من عام 2022. وتقدم فاليو خدمات تمويل التعليم بسعر فائدة أقل بنحو 50% من أسعار الفائدة العادية للشركة، كما يخبرنا حسونة. يمكن سداد القرض من خلال 6-12 أقساط شهرية متساوية، ويتطلب الحد الأدنى من الوثائق والموافقة الفورية، وهناك السداد الميسر على فترة طويلة يمكن أن تصل إلى 60 شهرا. ويشكل تمويل التعليم نحو 3% من العمليات الشهرية لفاليو، أي نحو 15-25 مليون جنيه شهريا، كما يقول حسونة.
وقد يكون هناك المزيد من شركات ومنتجات الخدمات المالية غير المصرفية المتاحة في السوق: تقدمت كورب للحلول التمويلية، التابعة للمجموعة المالية هيرمس، حاليا للحصول على ترخيص التخصيم للمستهلكين، وتسعى لاستهداف المصروفات الدراسية، كما قال الرئيس التنفيذي طلال العياط، لإنتربرايز، مؤكدا الخبر الذي نشرته جريدة المال. وستحسب الشركة المصروفات الدراسية للمدارس على أنها ضمن حساباتها المستحقة. يوضح العياط أن تقديم التخصيم كخيار تمويل غير مكلف نسبيا للمدارس سيسمح لهم بتأمين مستحقات المصروفات الدراسية مقدما، لأن المدارس عادة ما تجمع من 3 إلى 4 أقساط سنويا. (هل تريد معرفة المزيد عن التخصيم؟ راجع عدد إنتربرايز تشرح من هنا).
تشارك الشركات الناشئة أيضا في هذا النشاط: بدأت شركة "أدفا" الناشئة في مجال التمويل الاستهلاكي – التي أتمت جولة تمويل تأسيسية من ستة أرقام بالدولار ممولة بالكامل من صواري فينتشرز – في تقديم خدمات تمويل التعليم. وقالت الرئيسة التنفيذية رانيا جعفر لإنتربرايز: "يمكننا توفير منتج مخصص على مدى 12 شهرا في أي مؤسسة تعليمية بفائدة 1% شهريا ومن دون رسوم إضافية"، مضيفة أن الطلب على منتجهم التعليمي "يشهد زيادة على أساس يومي".
أبرز أخبار قطاع التعليم في أسبوع – تضع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اللمسات الأخيرة على دراسة ديموغرافية واقتصادية حول قطع الأراضي المتاحة في جميع أنحاء البلاد تمهيدا لطرحها أمام القطاع الخاص، لدعم مشاركة القطاع في مجال التعليم العالي والبحث العلمي. (بيان)