أرض الشركات الناشئة في أفريقيا – كيف تمكنت نيجيريا من جذب 1.8 مليار دولار في عام 2021؟ في الأسبوع الماضي، ذهبنا إلى العاصمة النيجيرية لاجوس، حيث أمضينا خمسة أيام برفقة عدد من رواد الأعمال المصريين في جولة استكشافية في البلد التي حصلت على نصيب الأسد من تمويل الشركات الناشئة خلال العام الماضي. في المجمل، جمعت الشركات الناشئة النيجيرية 1.8 مليار دولار، فيما بلغت قيمة أكبر جولة تمويلية 400 مليون دولار.

توجهنا إلى هناك لمعرفة سبب جاذبية نيجيريا للمستثمرين الذين يركزون على أفريقيا. بمبادرة من الرئيس التنفيذي لشركة كايرو إنجلز للاستثمار في المشروعات الناشئة علي الشلقاني، سافرت شركتان مصريتان ناشئتان وإحدى شركات محفظة كايرو إنجلز من كينيا، إلى لاجوس لاستكشاف مشهد الشركات الناشئة في البلاد، وقد انضممنا إلى الرحلة لمعرفة المزيد عن الخلطة السرية لنيجيريا. للقيام بذلك، استمعنا إلى رؤى من مستثمر مغامر واثنين من المستثمرين الملائكيين: أوموبولا جونسون، الشريكة الرئيسية في شركة رأس المال المغامر تي إل كوم كابيتال ووزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابقة في نيجيريا، وبيولا ألابي الشريكة المؤسسة لشركة أتيكا فينتشرز ونائبة رئيس شبكة المستثمرين الملائكيين في لاجوس، وتومي ديفيس الرئيس المعاون في "تي في سي لابس" والمرافق الخاص بنا.

وفي حال فاتتكم تفاصيل رحلتنا الأسبوع الماضي فيمكنكم الاطلاع عليها من هنا: إنتربرايز تستكشف مشهد الشركات الناشئة في نيجيريا

| اليوم الأول | اليوم الثاني | اليوم الثالث | وداعا لاجوس.

قبل أن نكشف أسباب عام التمويل القياسي لنيجيريا، نحتاج إلى تحديد سياق للحديث. مما سمعناه وشاهدناه خلال الأسبوع الماضي، فإن الأفكار السائدة بين المستثمرين تركز على القارة ككل، وليس على البلدان. ديفيس هو أحد المستثمرين الذين عملوا بنشاط على بناء الجسور من خلال شبكات الاستثمار الملائكي في جميع أنحاء أفريقيا لدفع القارة إلى الأمام، وهذا أيضا ما كان محور رحلتنا. وبشكل عام، فإن أصحاب المصلحة حريصون على العمل معا عبر الحدود والعمل على حل مشاكل القارة.

"كنت أحاول بناء هذا الجسر [بين مصر ونيجيريا] منذ فترة"، يقول ديفيس. لقد كان ديفيس على اتصال مع الشلقاني، وخالد إسماعيل الشريك الإداري لشركة إتش آي مانجل، وطارق القاضي رئيس مجلس الإدارة والشريك المؤسس لشبكة الاستثمار الملائكي ألكس إنجلز، لتقريب وجهات النظر بين المستثمرين الملائكيين في القارة. واتبع ديفيس نفس النهج في العاصمة الكينية نيروبي وجنوب أفريقيا. يعتقد جونسون أن مراكز الشركات الناشئة في أفريقيا هي مصر ونيجيريا وجنوب أفريقيا وكينيا، قياسا بحجم الاستثمار الذي اجتذبته هذه البلدان.

ولقد سمعنا عن عدد غير قليل من الشركات والمؤسسات الاستثمارية التي تعمل عبر القارة، مثل تي إل كوم كابيتال، وفيوتشر أفريكا كوليكتيف. هدفهم الرئيسي هو تمويل ودعم الشركات الناشئة التي تحل المشاكل التي تؤثر على عدد كبير من السكان في جميع أنحاء القارة.

لكن الهدف ليس فقط جمع المزيد من التمويل، ولكن أيضا توسيع هذه الشراكات إلى مجالات أخرى. يريد ديفيس أن يتوسع المستثمرون الملائكيون في مجالات مثل المدن الذكية والزراعة المستدامة والطاقة النظيفة. وقال ديفيس: "هذا العام، أعمل على إنشاء ثلاث شبكات استثمار ملائكي أفريقية في تلك الأنشطة".

لماذا هذه المجالات؟ لأن هذه هي المجالات التي تتخلف أفريقيا فيها، على عكس التكنولوجيا المالية على سبيل المثال، التي تكتسب زخما هائلا، كما يقول ديفيس.

إذًا، ما الذي جعل نيجيريا تجتذب كل هذا التمويل في العام الماضي؟

الحجم: نيجيريا بلد مكتظ بالسكان، مما يجعلها جذابة للاستثمار، كما تقول جونسون. وأضافت: "تعد نيجيريا سوقا كبيرة من حيث السوق وحجم المشكلات"، وهذا السبب كاف للغاية باعتقادي لتأسيس شركة رأس المال المغامر في نيجيريا.

السكان الذين يفتقرون إلى الخدمات المصرفية: هناك عدد كبير من السكان الذين لا يمتلكون حسابات بنكية: نحو 36.6 مليون بالغ مستبعدون ماليا، وفقا لمسح أجرته منظمة تطوير القطاع EFInA. تنفجر التكنولوجيا المالية هنا، حيث أدرك بعض المشاركين في رحلتنا أن كل ثانية تقريبا هي عبارة عن شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا المالية. لكن هل هذا يعني أن هناك الكثير من شركات التكنولوجيا المالية في البلاد؟ ليس بالضرورة. يعتقد ألابي أنه ما يزال هناك عدد من حلول الدفع التي يجب إطلاقها.

نسبة انتشار الهاتف المحمول عالية جدا: تصل نسبة انتشار الهواتف المحمولة في نيجيريا إلى 82.4%، وفقا لتقرير تناولته داتا ريبورتال. قالت ألابي: "ما يقرب من 65% من سكان البلاد تقل أعمارهم عن 35 عاما – هؤلاء أشخاص لم يعيشوا أبدا في عالم خال من الهاتف المحمول". وأضافت أن الهاتف المحمول يأتي على رأس أولويات المواطن النيجيري.

البنية التحتية المتردية: كما ذكرنا بإيجاز في سجل رحلة إنتربرايز الخاصة، تفتقر نيجيريا إلى البنية التحتية الأساسية المناسبة. يقول ديفيس إن هناك ندرة في البنية التحتية للطاقة، وهذا "يمنحنا ميزة". إنه يفتح الأبواب للتوصل إلى حلول حقيقية للمشاكل القائمة، ويدفع النيجيريين إلى دخول مجال الطاقة الخضراء – على سبيل المثال – في وقت مبكر وإيجاد بديل لشبكة توزيع الطاقة الأساسية.

توفر رأس المال. قالت جونسون: "كان هناك الكثير من رأس المال [المخصص للشركات الناشئة] في الولايات المتحدة الذي لم يكن لديه مكان يذهب إليه، لذلك قررت [الصناديق] تحويل وجهتها إلى أفريقيا". يصف النيجيريون أنفسهم بأنهم "أمة من رواد الأعمال"، وهو ما سمعناه من عدد غير قليل من الأشخاص. وتقول ألابي إن "بناء الأشياء ليس غريبا علينا"، مضيفة أن كل شخص لديه صخب جانبي والجميع يطمح. فيما يقول ديفيس: "نحن بطبيعتنا رواد أعمال".

الأسبوع المقبل – سنبحث في الكيفية التي من المتوقع أن يتطور بها مشهد الشركات الناشئة في نيجيريا خلال الأشهر المقبلة (مرحبا، الجولات الأولية؟)، وما هي التحديات التي يواجهونها، وما الذي تحتاج الشركات الناشئة المصرية التي تتطلع إلى التوسع في البلاد إلى وضعه في اعتبارها قبل الإقدام على ذلك.

---

أبرز أخبار الشركات الناشئة في أسبوع:

• تلقت منصة الصحة النفسية المصرية "اسأل" تمويلا بقيمة 1.7 مليون دولار من صندوق إيه 15. ويمثل التمويل الجديد الشريحة الأخيرة من الجولة التمويلية الأولية للشركة بقيمة 3 ملايين دولار، والتي اكتتب الصندوق المتخصص في الاستثمار بمجال التكنولوجيا فيها بالكامل.
• جمعت شركة سيلندر، المنصة الرقمية لبيع وشراء السيارات المستعملة، 12.6 مليون دولار في جولة تمويلية ما قبل تأسيسية قادها صندوق الاستثمار المغامر رائد فينتشرز. ستستخدم الشركة الناشئة الأموال لتوسيع قدراتها التشغيلية والتقنية والترويج لخدماتها وتعيين موظفين جدد.