الرجوع للعدد الكامل
الخميس, 17 فبراير 2022

مع ازدهار العملات المشفرة.. دعوة للتفكير في تأثيرها البيئي

العملات المشفرة تزدهر، والانتقادات البيئية تتصاعد: في غضون 10 سنوات، تحولت العملات المشفرة من مشروع يخص جماعة من التقنيين المتمردين على النظام المصرفي إلى عنصر بارز في عالم المال. وحاليا تتمتع العملات المشفرة بقيمة سوقية تصل إلى تريليوني دولار. ولكن مع زيادة الإقبال على تداول العملات الرقمية وتعدينها، يتزايد التدقيق على آثارها، وخاصة على الصعيد البيئي.

يعد تعدين العملات الرقمية أحد أكثر الأنشطة استهلاكا للطاقة. كان الأمر يستلزم قدرا ضئيلا من الكهرباء لتعدين البتكوين عندما جرى إطلاق العملة المشفرة للمرة الأولى في عام 2009، ما يعني أنه كان يمكنك فعل ذلك من المنزل بجهاز كمبيوتر تقليدي، أي دون تكلفة تقريبا. لكن حاليا، يتطلب تعدين البتكوين الواحد ما يعادل تسع سنوات من استهلاك أسرة أمريكية للكهرباء، أو نحو 12.5 ألف دولار، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز. ولذلك أصبح تعدين العملات الرقمية مجديا فقط على نطاق صناعي وداخل مستودعات ضخمة، حيث تعمل المئات من الكمبيوترات المتطورة على مدار الساعة. يستهلك التعدين العالمي للبتكوين، والذي يمثل 42.5% من إجمالي العملات المشفرة من حيث القيمة، نحو 91 تيراوات ساعة سنويا، وهو ما يمثل 0.5% من إجمالي استهلاك الكهرباء حول العالم.

ارتفعت الطاقة اللازمة لتعدين البتكوين مع تزايد شعبيتها: باختصار، تعمل أجهزة الكمبيوتر على تعدين البتكوين عن طريق التسابق لحل مسائل رياضية معقدة للغاية، وفي المقابل يحصل المعدّن أو مجموعة المعدنين على جزء من البتكوين كمكافأة، وفي الوقت نفسه تُستخدم تلك المسائل الرياضية لتوثيق المعاملات التي تتم على شبكة العملة المشفرة، وإنشاء كتلة جديدة في سلسلة الكتل (البلوك تشين). ولكن لأن نظام البتكوين مصمم على محدودية العملة وندرتها للحفاظ على قيمتها، تزداد صعوبة التعدين مع كل عملية جديدة، وتصبح المسائل الرياضية أكثر تعقيدا، وتحتاج إلى أجهزة كمبيوتر بمعالجات أقوى لحلها. ولذلك فإن الأثر البيئي السلبي للبتكوين يعد مشكلة أصيلة في النظام الأساسي للعملة.

التحول الأخضر سيكون تحديا أساسيا لصناعة العملات المشفرة، مع السعي لتبنيها كوسيلة دفع واسعة الانتشار. شركة تسلا على سبيل المثال، والتي بعد قبولها للبتكوين كوسيلة دفع لشراء منتجاتها في العام الماضي، اضطر إيلون ماسك إلى التراجع عن تلك الخطوة نظرا للمآخذ البيئية على العملة الرقمية. ومن بعدها، قال ماسك إن تسلا ستبدأ قبول البتكوين كعملة شراء فقط عندما يتحول المعدنون إلى استخدام طاقة نظيفة.

لماذا لا نعدن بالطاقة المتجددة؟ يحدث ذلك بالفعل. نحو 39% من إجمالي تعدين العملات المشفرة يستخدم الطاقة المتجددة، وفقا لدراسة أجراها باحثون بجامعة كامبريدج العام الماضي (بي دي إف)، وهناك جهود لزيادة تلك النسبة. يهدف اتفاق المناخ والتشفير – مبادرة يقودها القطاع الخاص مستمدة من اتفاقية باريس للمناخ – إلى إزالة الانبعاثات الكربونية من أنظمة العملات المشفرة والبلوك تشين بحلول عام 2030.

حل آخر: التخلص من نظام التعدين على غرار بتكوين تماما: تخطط الإيثريوم، أحد أهم منافسي البتكوين، للانتقال بعيدا عن نظام إثبات العمل بحلول يونيو من هذا العام. وستتبنى بدلا من ذلك نموذج إثبات الحصة، وهو ما يشبه نظام اليانصيب: فبدلا من التعدين لتوثيق المعاملات، يشارك مالكو العملة المشفرة في توثيق المعاملات عبر وضع حصة من ملكيتهم للعملة كضمانة، وبعد ذلك تختار خوارزميات إثبات الحصة أحد المشاركين عشوائيا ليصبح موثق سلسلة الكتلة الجديدة، وتمنحه مكافأة من رسوم المعاملة لمشاركته في عملية التوثيق. وبهذا تنتهي مسألة التعدين والتسابق لحل المسائل الرياضية المعقدة، وتنتهي الحاجة إلى أجهزة الكمبيوتر الضخمة والمعالجات القوية، ويقل استهلاك الكهرباء في نظم العملات المشفرة بنسبة 99%.

أو تعزيز العمل بما يسمى الطبقة الثانية من المعاملات: هناك منصات للعملات المشفرة مثل لايتنينج نيتورك ورادين، والتي تعالج المدفوعات خارج البلوك تشين لكنها تظل متصلة به، وهو ما يجعل المعاملات أسرع وأكثر كفاءة في استهلاك الطاقة. وبعد ذلك توثق المعاملات على الشبكة الرئيسية كثيفة الاستهلاك للطاقة.

هناك بعض الأفكار الغريبة أيضا: السلفادور، والتي كانت أول دولة في العالم تتبنى البتكوين كعملة رسمية للبلاد في سبتمبر الماضي، لديها طموحات لإنشاء أول مدينة بيئية بالكامل تعتمد على البتكوين وتستمد طاقة التعدين من بركان ثائر بالقرب من المدينة.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).