الرجوع للعدد الكامل
الأربعاء, 19 يناير 2022

هل يصبح "كوفيد-19" مرضا متوطنا هذا العام؟

من الواضح أن الجائحة جاءت لتبقى. ولكن تلك الكلمة قد تصبح في طي النسيان قريبا: خلال الأشهر الأولى من تفشي الجائحة، كان هناك أمل آنذاك في القضاء على "كوفيد-19" مع مرور الوقت وتوفير اللقاحات. لكن في الوقت الذي تشرع فيه بعض الدول في مرحلة منح الجرعات المعززة وما تزال تكافح لاحتواء تفشي المرض، يبدو أن استراتيجية القضاء على الفيروس قد تكون بعيدة المنال، وفقا لما كتبته مجلة ناتشر.

السيناريو الأكثر تفاؤلا الآن هو أن يصبح الفيروس متوطنا، لينضم إلى مجموعة الأمراض المتوطنة مثل نزلات البرد وفيروس نقص المناعة البشرية والحصبة والملاريا والسل. على غرار فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى، ستكون هناك أوقات من العام تصل فيها الإصابة بالفيروس المسبب لـ "كوفيد-19" إلى ذروتها، على الأرجح في أشهر فصلي الخريف والشتاء الباردة، بالتزامن مع الإنفلونزا الموسمية، لكنها لن تصبح مؤثرة إلى هذا الحد في حياتنا كما هي الآن.

لكن قبل كل شيء، ماذا يعني أن يكون "كوفيد-19" متوطنا؟ يعني ذلك بشكل أساسي أن الجائحة لن تنتهي باختفاء الفيروس، ولكن سيحصل عدد كافٍ من الأشخاص على حماية مناعية من خلال التطعيمات والإصابة بالمرض وهو ما سيجعل "كوفيد-19" أقل انتشارا ويؤدي إلى انخفاض الوفيات والإصابات التي تحتاج إلى دخول المستشفى، وفقا لما ذكره يوناتان جراد، الأستاذ المساعد في علم المناعة والأمراض المعدية بجامعة هارفارد في مقابلة. بينما صرحت عالمة الأوبئة بجامعة بوسطن إليانور موراي لموقع فوكس، أن هناك طريقة أخرى لاكتشاف أن "كوفيد-"19 أصبح مستوطنا، وهي إذا استقر معدل العدوى لكل شخص عند واحد، وأوضحت: "هذا يعني أن شخصا مصابا، يعدي شخصا آخر في المتوسط". هذا من شأنه أن يتسبب في أن تكون مستويات الحالات ثابتة ويمكن التنبؤ بها – على عكس موجات "الذروة والانحسار" التي نشهدها حتى الآن في الجائحة، حسبما كتبت بي بي سي.

الأمراض المتوطنة ما تزال خطيرة وإن كان بدرجة أقل: على سبيل المثال، كان الجدري متوطنا وقتل ثلث الأشخاص الذين أصيبوا به، بينما ما يزال الملاريا مستوطنا ويتسبب في حوالي 600 ألف حالة وفاة سنويا. يعني ذلك، أنه فمن المرجح أن يظل فيروس كورونا المستجد المتوطن قاتلا لكبار السن والفئات المعرضة للخطر. قال البروفيسور جوليان هيسكوكس، رئيس قسم العدوى والصحة العالمية بجامعة ليفربول لبي بي سي: "إذا كنت تريد الوصول بعد وفيات كوفيد إلى الصفر، فإننا قد نواجه مجموعة كاملة من القيود". بدلا من ذلك، يجب أن نهدف إلى أن يكون للفيروس المتوطن نفس معدل الوفيات مثل الأنفلونزا، التي تقتل 200-300 شخص يوميا خلال فصل الشتاء دون أن يرتدي أحد قناعا أو يتباعد اجتماعيا، على حد قول هيسكوكس.

يقول بعض العلماء إن متحور أوميكرون يمكن أن يكون مفتاحا لاستيطان الفيروس: المتحور الجديد أقل حدة من أسلافه، سلالات بيتا ودلتا، ما يمنح الخبراء الأمل في أنه يمكن أن يمنح ما يكفي من الناس مناعة طبيعية للمساعدة في توجيه الجائحة إلى مرحلة التوطن، حسبما ذكروا لسي إن بي سي.

لكن البعض يرى أن أوميكرون قد يؤخر التوطن: نظرا لأن متحور أوميكرون معد أكثر بسبع مرات من أسلافه، فإنه يؤدي إلى زيادة هائلة في الإصابات، وفي بعض الأحيان في الحالات التي تتطلب دخول المستشفى والوفيات. وقالت أنجيلا راسموسن عالمة الفيروسات بجامعة ساسكاتشوان الكندية لموقع فوكس، إن ذلك قد يزيد من الضغط على أنظمة الرعاية الصحية التي تعاني بالفعل وتمر بحالة يرثى لها. هذا هو السبب في أن راسموسن تقول إن "أوميكرون بالتأكيد لديه القدرة على تأخير التوطن"، خاصة وأن اللقاحات الحالية أثبتت أنها أقل فعالية ضد المتحور الجديد.

فيما تسرع بعض الدول في اعتبار الفيروس متوطنا: بدأت مجموعة من الدول الأوروبية، مثل المملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا، في تخفيف إجراءات الطوارئ، في الوقت الذي يعاني فيه سكانها من المتحور الأقل خطورة، وفقا لنيويورك تايمز. وتشمل التغييرات تقليص فترة العزل وإلغاء اختبارات ما قبل السفر، على سبيل المثال.

يأتي ذلك بالرغم من التحذيرات بأن الوقت مبكر جدا: قالت منظمة الصحة العالمية إنه من السابق لأوانه الإشارة إلى أن العالم ينتقل إلى مرحلة توطن الفيروس المسبب لـ "كوفيد-19" في عام 2022، إذ ما يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين. وحذرت كاثرين سمولوود، كبيرة مسؤولي الطوارئ في منظمة الصحة العالمية في أوروبا، خلال مؤتمر صحفي نقلته سي إن بي سي، أنه "ما يزال لدينا فيروس يتطور بسرعة كبيرة ويفرض تحديات جديدة، لذلك نحن بالتأكيد لسنا في المجلى التي يمكننا فيها أن نسميه مرضا متوطنا". وتابعت أن الوباء قد يصبح مرضا متوطنا في الوقت المناسب، لكن تحديد ذلك حتى عام 2022 صعب بعض الشيء في هذه المرحلة.

في أفريقيا، قد يكون المرض متوطنا شئنا أم أبينا: نظرا لقلة توافر جرعات اللقاح في العديد من الدول في القارة، يتعلم الناس التعايش مع "كوفيد-19" بدافع الضرورة. تحتاج أفريقيا إلى تطعيم 70-80% من السكان بحلول نهاية عام 2022 وإلا فإن الفيروس المسبب للمرض سيبقى بالتأكيد إلى الأبد في القارة، وفق ما نقلته دويتشه فيله عن مدير المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض الدكتور جون نكينجاسونج.

في الواقع، يمكن أن يجعل أوميكرون الأمور أسوأ: يحذر العلماء من أن ظهور أوميكرون يضمن عمليا أنه لن يكون المتحور الأخير للفيروس، حسبما ذكرت أيه بي سي نيوز. قال ليوناردو مارتينيز، عالم الأوبئة والأمراض المعدية بجامعة بوسطن، إنه كلما كان انتشار أوميكرون أسرع، زادت فرصة حدوث الطفرات، ما يؤدي إلى المزيد من المتحورات. هناك العديد من الطرق التي يمكن أن يظهر بها متحور جديد، مثل الحضانة عند الحيوانات أو الأشخاص الذين يصابون بعدوى مزدوجة، مثل كل من أوميكرون ودلتا، وخلق "متحورات فرانكشتاين".

ظهور متحور جديد سيكون نقطة ضعف رئيسية: في حالة ظهور متحور جديد يمكن أن يتفوق على أوميكرون ويسبب مرضا أكثر خطورة يمكن أن ينهي تماما مسار تحول كوفيد إلى مرض متوطن. كما لا يوجد ما يضمن أن اللقاحات الموجودة ستكون فعالة ضده.

اليقين الوحيد في الوقت الراهن: المزيد من اللقاحات. من شبه المؤكد هو أنه سيكون هناك جرعات لقاح معززة للمعرضين للخطر في الشتاء من أجل زيادة الحماية خلال الفصل البارد. ستتطور اللقاحات إذا استمرت المتحورات في الظهور وفشلت اللقاحات الحالية في توفير المناعة.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).