قرارات فقدان الوزن لا ينبغي أن تكون على رأس اهتماماتك في السنة الجديدة
إليك هذا التخمين: كنت تخطط لاتباع نظام غذائي خلال السنة الجديدة؟ دعنا نأخذك في رحلة قصيرة. أكثر من ربع مواطني الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتبعون نظاما غذائيا، بينما يتراوح النطاق العالمي بين 20-40%، بحسب مراجعة بحثية أجريت عام 2017. هذه الإحصائية ليست مفاجأة كبيرة، فكل منا لديه العديد من الأصدقاء وأفراد الأسرة الذين يعتذرون عن تناول الحلوى بعد الطعام بدعوى أنهم "عاملين دايت".
الفكرة في الأنظمة الغذائية أن معدل فشلها يصل إلى 95%، وحتى لو وصلت إلى الوزن المستهدف، فإن 5% فقط يمكنهم الحفاظ على هذا الوزن لأكثر من خمس سنوات، وفقا لبحث نشرته المكتبة الوطنية للطب. بل إن العكس هو الصحيح، فأغلب أنظمة الحمية غير صحية للجسم والعقل. وتشير دراسة إلى أن أنظمة الحمية الصارمة "يمكن أن يكون لها عواقب غير مقصودة، إذ تسهم في الانشغال بالغذاء والجسم، وتدخل الشخص في دورات متكررة من فقدان الوزن واستعادته، وتشتت انتباهه عن أهداف الصحة الشخصية الأخرى والأهداف الصحية الأوسع، وتقلل من احترام الذات، وتزيد اضطرابات الأكل وأعراض تدهور الصحة، بالإضافة إلى وصم الوزن والتمييز".
رغم ميلها للفشل، فثقافة "الدايت" موجودة في كل مكان: هذه الثقافة عبارة عن مجموعة من المعتقدات التي تقدس النحافة وتساويها بالفضائل الصحية والأخلاقية، وفقا لكريستي هاريسون، أخصائية التغذية المعادي للحمية ومؤلفة كتاب Anti-Diet. ثقافة الأنظمة الغذائية تضفي طابعا أخلاقيا على الطعام، بحيث يصير بعضه جيدا والآخر سيئا، وهو مفهوم أصبح فعالا أكثر مع ظهور فكرة "أنت ما تأكله". فكر في تأثير هذه الكلمات على عقلك الآن: الكينوا، والبيتزا. فكر كذلك في الطريقة التي تسوق بها الشركات منتجاتها "الصحية".
تكمن مشكلة ثقافة الحمية الرئيسية في أنها تحاول فرض نهج واحد يناسب الجميع. وتشير جوديث ماتز مؤلفة كتابي The Body Positivity Card Deck وDiet Survivor's Handbook، إلى أن هذه الثقافة "تفترض أن تناول الطعام بطريقة معينة سيؤدي إلى الحصول على جسم مناسب وصحة جيدة، وأنه يمكن لأي شخص لديه قوة الإرادة 'الصحيحة' والعزيمة 'الصحيحة' تحقيق هذا".
لكن نظرا لأن كل جسم يختلف عن الآخر، فإن ثقافة الأنظمة الغذائية تجعل نسبة كبيرة من الناس عرضة للفشل. لكن بدلا من اتباع حمية، يمكن أن تتبنى طريقة حياة صحية ويمكن الوصول إليها وقابلة لضبط صحتك على المدى الطويل، من خلال مطابقتها لنوع جسمك. لا نقصد هنا الوزن أو الجسم، بل تغييرات نمط الحياة التي من شأنها تحسين حياتك دون أن تجعلك تركز طوال الوقت على الوصول إلى وزن معين.
نشطاء الأجسام: هناك حركات تنشط بهدف إلقاء الضوء على الآثار السلبية للسردية القائلة بأن النحافة تساوي الجمال والصحة واليقظة. ومنها حركة Health at Every Size التي تشجع على الأكل المتوازن والنشاط البدني المعزز للحياة، واحترام تنوع أشكال وأحجام الجسم. وتسلط الحركة الضوء كذلك على قضايا أنظمة الصحة العامة تجاه الأشخاص على اختلاف أنواع أجسامهم، وتتطرق إلى حالات المحرومين من الرعاية الصحية الكاملة وإجراءات الفحص الصحي الروتينية، بينما يواجهون وصمة عار متزايدة.